ان أصر أهل الحكم ونظام الاسد على رفض الإعلان الدولي، فسيتحملوا المسؤولية عن ما سيحل بهم مما يريد محبو وطنهم تجنيبهم إياه من مآسٍ ، تقول الوقائع إنهم لن يقووا على التعايش معها فترة طويلة .
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
«داعش» يُسقط أول طائرة لـ«التحالف» فوق الرقة: ضربة لسياسة الغارات.. وامتحان للنفوذ الأردني”
للكاتب محمد بلوط نطالعه في صحيفة السفير اللبنانية . يقول الكاتب بداية : لا يبدي الأردنيون قلقاً كبيراً لسقوط طيارهم معاذ الكساسبة بيد عناصر تنظيم داعش. إلا أن أكثر ما يجعل من الأردنيين، ومعهم أسراب تحالف الدول ضد الإرهاب، عرضة للقلق، ليس مصير الطيار نفسه، بل سقوط طائرة «اف 16» بصاروخ روسي متواضع، في عملية «كلاسيكية» فوق مواقع «داعش» في الرقة .
يضيف الكاتب : يأتي إسقاط الطائرة من موقع كانت القوات الخاصة الأميركية قد نزلت فيه، في الرابع من تموز الماضي وأخفقت في إنقاذ الرهينة جيمس فولي ، ليوضح ذلك محدودية المعلومات التي يملكها التحالف عن تسلح «داعش» الصاروخي ، فضلا عن تراجع بنك الأهداف .
وبرأي الكاتب : انه من المبكر القول ما إذا كان إسقاط الطائرة يستدعي مراجعة إستراتيجية الضربات، لكنه سيسهم في إبقاء إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على خطها الحالي بوضع أولويتها السورية والعراقية في مواجهة الإرهاب و«داعش»، وإسقاط أي مقاربة تستدعي ضرب نظام الاسد ، وهو ما سيعززه صاروخ «ايغلا» وتهديد «الدولة الإسلامية» للضربات الجوية .
يعزو الكاتب في نهاية مقاله وجود ثغرة في فعالية ضربات قوات التحالف إلى غياب التنسيق مع قوات على الأرض ، فيما بيّنت معارك دير الزور ومطاره قدرة قوات الاسد على إنزال خسائر مضاعفة لم تستطع كل عمليات التحالف أن تلحقها بجيش البغدادي .
——————–
بالانتقال إلى صحيفة الحياة ونطالع فيها مقالا
للكاتب عبدالوهاب بدرخان بعنوان :
” الحرب بلا رؤية سياسية مشروع لترسيخ الإرهاب”
بداية يقول الكاتب : في نهاية السنة الرابعة أبدى العالم مؤشرات العجز عن إغاثة اللاجئين السوريين، وواصل نظام دمشق إظهار لا مبالاته الكاملة. كما أبدى المانحون سأماً من حروب غزة واستعجلوا ضوءاً في آخر النفق، فيما يتحدّث الاسرائيليون عن احتمال حرب قريبة.
يضيف الكاتب : لم يعد أحد يحصي الضحايا. تجمّد الرقم المتداول عند حدّ المئتي ألف انسان قتيل في سورية، كما لو أنه أقصى ما يتقبله الضمير في مقتلة تدور أمام الأنظار، كما لو أن العالم يعتبره «معقولاً»، «مقبولاً»، شرط أن يتوقف، لكنه لا يتوقف .
وبحسب الكاتب : أن الجميع يبحث حالياً عن أفضل السبل لاستثمار وحشية «داعش» في خدمة مصالحهم، وعلى رغم أن صناعة السلاح تعيش أكثر مراحلها ازهاراً بعد سبعة أعوام من التراجع إلا أنهم يتلكأون في تقديم الطعام والرعاية الصحية الى اللاجئين (8 ملايين نازح سوري و12 مليوناً في الخارج يحتاجون الى المساعدة، وكذلك نحو مليوني عراقي، عدا أكثر من مئتي ألف غزّي بلا مأوى، وفقاً لآخر تقديرات للأمم المتحدة).
يتسائل الكاتب : ما الهدف من الحرب الراهنة، أهو القضاء على «داعش»، ثم ماذا بعد؟
يخلص الكاتب للقول : تبدو منذ الآن وصفة لخطرين مستقبليين : أولهما ان المعاناة الانسانية للاجئين والمهجّرين لن تنتهي قريباً، بل ستتفاقم وتؤدي الى مآسٍ أكبر، والآخر أن هذه المآسي معطوفة على «انتصار» تسجّله ايران ستعني ترسيخاً وتجديداً للإرهاب أياً تكن تسمياته.
——————–
ونختم جولتنا من صحيفة العربي الجديد وفيها كتب ميشيل كيلو مقالا حمل عنوان :
” مقترح حل في سورية “
يتحدث الكاتب بداية عما اسماها نقاطاً محددة تتعلق بتصور حول حل للصراع في سورية، بدءاً بوثيقة جنيف :
تنص وثيقة جنيف الصادرة عن الخمس الكبار في مجلس الأمن ، في نهاية شهر يونيو/حزيران من عام 2012، كما يقول قرار مجلس الأمن رقم 2118، بحل سياسي للمعضلة السورية، يبدأ بتشكيل “هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات”، تقوم بمهمتين: إزاحة بشار الأسد عبر ممارسة صلاحياته خلال مرحلة انتقال , وأسس يتم التوافق عليها في إطار وطني جامع، هدفه تصفية الاستبداد، وإرساء نظام ديمقراطي بأسلوب تدرجي، ولا عودة عنه.
يضيف الكاتب : يشهد الوضع السوري تحوّلات مهمة تتلخص في ما يلي:
كان حلفاء النظام ومحازبوه يشعرون بأن “داعش” تمثل تهديداً جسدياً لهم، وأن انتصارهم على الجيش الحر لا ينهي الصراع في سورية لصالحهم , أما اليوم، وبعد بدء الحرب على الإرهاب، فقد تغيرت المعادلة: أولاً، لأن خطر “داعش” بديلاً للنظام تراجع نسبياً. ثانياً: لأن الحرب ضد الإرهاب تفتح أمام النظام أبواباً مغلقة، تسمح بمشاركته في الحرب: بصورة مباشرة أو غير مباشرة، صريحة أو مضمرة، كلية أو جزئية. ثالثاً: لأن الحرب تبدو مرتبطة بإعادة نظر جدية في أوضاع الجيش الحر .
وبحسب الكاتب : علينا العمل على محاور أربعة للوصول الى الهدف المتمثل بترتيب وضع المعارضة وإخراجها من الصراعات الدولية والإقليمية، وإمدادها بوسائل تكبح تلاعب الخارج بها، وتأثيره على قضيتنا.
فالمحور الاول محور داخلي يحدد صورة النظام البديل الذي تريده معظم المعارضة، ولا يكفي أن نقول إنه سيكون ديمقراطياً ومدنياً، ولا بد من تحديد نمط دولته
المحور الثاني مد اليد إلى أهل النظام، كخصوم اليوم وشركاء غداً، والتركيز على دورهم في مصالحة وطنية شاملة، هم طرف رئيسي في التحضير لها وتنفيذها .
ثالثاً فتح باب الحوار مع جميع قوى الداخل والخارج، للتفاهم على محددات للعمل الوطني والإسلامي، السياسي والمقاوم، لا خلاف عليها، وإقامة جبهة واسعة، تنشط بالتنسيق والتعاون بين الأطراف الأقرب فالأبعد .
والمحور الاخير تشكيل قيادة سياسية/ عسكرية موحدة، تكونها التنظيمات المدنية والديمقراطية التي برزت خلال الأعوام الأربعة الماضية، توحد صفوف الساسة والمقاومين، وتتفاعل معهم بعقل متفهم ومفتوح .
ينتهي الكاتب للقول : ان أصر أهل الحكم ونظام الاسد على رفض الإعلان الدولي، فسيتحملوا المسؤولية عن ما سيحل بهم مما يريد محبو وطنهم تجنيبهم إياه من مآسٍ ، تقول الوقائع إنهم لن يقووا على التعايش معها فترة طويلة .
قسم البرامج _ وطن اف ام