فتح ملف الوضع الاجتماعي للسوريين خلال 2015يشبه الدخول في متاهة اسمنتيه لانهاية معروفة لها كالإبحار بقارب مطاطي بين أمواج التعليم والهدن والطلاق و الزواج المبكر إلى الحصار والتهجير.
الأطفال السوريين في مهب الريح
2015 لم تكن السنة الأفضل دراسيا فمن ضمن 708 آلاف طفل في سن المدرسة لم يلتحق سوا 212 ألف أوأكثر قليلا في المرحلتين الابتدائية والثانوية وهذا في تركيا التي تستضيف مليوني لاجئ التي انفقت في 2015 252 مليون دولار على التعليم إلا أنه لا يزال هناك أكثر من ربع لاجئي تركيا دون تعليم
أما في المخيمات فأكثر من 90 بالمئة من الأطفال هم خارج إطار التعليم فيما يمنع الفقر والحاجة وانعدام الدعم الكثير من المدارس من فتح أبوابها في المناطق المحررة عدا عن الاختلاف حول توجهات التعليم وطرق إيصاله للطلاب أضافة لتدخل بعض الجهات المقاتلة على الأرض في حقل التعليم و إغلاق بعض المدارس لعدم التزامها بقوانين هذه الجماعة أو تلك كما حدث في إدلب
حيث قامت عناصر مسلحة بإغلاق جامعة إدلب و المدارس فيها لعدم فصل الجنسين في قاعات الدراسة ولعدم التزام الفتيات باللباس الشرعي وتبرجهن حيث إعلقت الالجمعة حتى انصاع الكادر الإداري لطلبات العناصر وتم تحديد أيام محددة لدوام الفتيات وأيام أخرى لدوام الذكور. وهذا التدخل ليس الوحيد حيث كشفت المصادر في مناطق محررة أن هناك مدارس مازالت تعمل تحت إمرة نظام الأسد وهو من يحدد أسلوب التعليم ونجاعته و منهاجه ويدفع الرواتب للمدرسين والمدراء بينما يقوم بقصف المدارس في مناطق أخرى بحجة أنها مراكز لانطلاق واختباء الثوار ليمحوها عن بكرة أبيها كما حدث في دوما والرقة حيث يشاركه بذلك طيران العدوان الروسي الذي تسبب بخورج عشرات المدارس عن العمل منها تل السلطان في ريف إدلب التي كانت تقدم التعليم ل 1000 تلميذ ومدرسة سرمين التي تدرس 525 طالبا،
ومن ناحية أكثر تفاؤلا فسنة 2015 شهدت انعقاد المؤتمر الأول للهيئة السورية للتربية والتعليم وعدة تبرعات كان منها مليون دولار من الجانب القطري خصص بأكمله للتعليم فيما تحول
التعليم في حلب إلى حلقات تعليم في المساجد لتعليم القرآن والفقه و اللغة العربية فقط.
جامعيا أعلن في 2015 عن افتتاح جامعة إدلب بقدرة استيعابية وصلت حتى 20 الف طالب وانتشرت حملات دعم الأطفال لتشجيعهم على الدراسة وكان أكبر تلك الحملات حملة قلم محاية براية والتي عملت على توزيع القرطاسية على الطلاب في محاولة للوصول إلى 18 الف طالب موزعين على 33 مدرسة في حلب وإدلب
لم تحمل 2015 اي جديد لـ 4.7 مليون إنسان موزعين على المناطق التي تتعرض للقصف اليوم أو المحاصرة حد الإغلاق كالزبداني ومضايا والغوطة حيث يرزح أكثر من 640 ألف سوري موزعين على 38 منطقة سكنية في سوريا فيما تختبر بعض هذه المناطق الحصار منذ 2012 ويمكن القول أن العدد الأكبر من المحاصرين كان وما يزال في دير الزور حيث يحاصر تنظيم الدولة أكثر من 250 ألف مدني حاولت المنظمات الدولية الكثير لفك الحصار إنلا أن شيءا من ذلك لم يحدث
الحصار كان سلاح الطرفين فنظام الأسد يحاصر الزبداني ومضايا فيما ترد عليه فصائل الثوار بحصار كفريا والفوعة اللتان شهدتا هدنة برعاية دولية لإقاف القصف وتخفيف الحصار
الهدن وشبهات التغيير الديمغرافي
دأب نظام الأسد على سياسة التهجير في المناطق التي ثارت ضده وعمل بكل جهد على إفراغها أو تغيير موازين الديمغارفية فيها فيما شهدت 2015 أكثر من عملية تهجير منظم منها ما يحدث حتى الآن في مدينة الزبداني ومضايا اللتان يسلط الأسد عليهما حصارا خانقا كانت بدايته حين طلب من لمهجرين في بلودان مغادرتها إلى بقين ومضايا ليقوم بحصار مضايا مانعا عنها كل اساليب الحياة من ماء وكهرباء وغذاء،
ورغم الهدنة التي فرضت تخفيف الحصار وانتقال بعض الأهالي من الزبداني إلى إدلب وخروج عدد محدد من العوائل خارج كفريا والفوعة بما لا يتخطى العشرة آلاف شخص من النساء والأطفال وكبار السن وفي 19 تشرين الأول 2015 دخلت ثمان شاحنات تحمل مساعدات غذائية وطبية إلى كفريا والفوعة فيما وصلت شاحنات أخرى إلى مضايا والزبداني وبقين وسرغايا وكانت تلك آخر السماعدات التي دخلت إلى المنطقتين طرفي الهدنة حيث تعاني مضايا اليوم من خطر الإبادة جوعا ومرضا لانتهاء المؤن الغذائية بشكل شبه تام
ونشر ناشطون في شهر كانون الأول صورا لمرضى من مضايا تظهر مدى تردي حالهم الجسدي بسبب سوء التغذية حيث وصل سعر كيلو السكر 27 ألف ليرة سورية بينما وصل سعر كيلو الحليب إلى 10.000 ليرة فيما يرزح الناس دون عمل ولا طعام ولا قدرة على شراء الغذاء الذي يقيتهم فظهرت العظام تحت الجلد كما اظهرتها اخر الصور التي خرجت من مضايا فيما آظهرت صور آخرى أوعية طبخ تحتوي على أوراق الأشجار والحشائش التي دأب السكان على طبخها وأكلها.
الضغط عن طريق الحصار من أهم أهدافه كما يقول السكان هو دفعهم للاستسلام و الانتقال إلى مناطق سكنية أخرى متخوفين من سياسة تغيير ديمغرافي واضحة بدأت تتبدى بعد أن تم الاتفاق في قدسيا بريف دمشق والوعر بريف حمص عندما تم الاتفاق على خروج المئات من المقاتلين والعائلات من تلك المناطق باتجاه ريف إدلب مقابل إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إليها.
نقمة والجوع كافر
الوضع الاجتماعي في سوريا عانى كثيرا في 2015 التي شهدت أكبر حركات الهجرة والنزوح فحسب آخر تقرير قدمته وزارة الإدارة المحلية والإغاثة وشؤون اللاجئين من إحصاءات يظهر أن أعداد اللاجئين والنازحين السوريين وصل إلى 12.600.000 مواطن، عدا عن زيادة نسبة الطلاق وخاصة بين المهاجرين السوريين فيما تعاني العائلات في الداخل مما يوصف بتعثر المجالس المحلية وعدم قدرتها على إدارة وتخديم المناطق المسؤولة عنها بشكل كامل وجرت دراسات كثيرة خلال 2015 حول مدى فعالية المجالس المحلية ونجاعتها عدا عن المواجهات المكتومة أحيانا والصريحة أحيانا أخرى بين المجالس المحلية والفصائل الثورية المحيطة بها والتي وضعت المجالس المحلية والعاملين عليها في دائرة الخطر والمسائلة
فيما غاب تقريبا ذكر المجالس المحلية في الغوطة وتعرض عدد كبير من المسؤولين فيها وفي درعا لعمليات اغتيال واعتقال وتصفية أو تهجير وتهديد عدا عن المصاعب التي تواجه العاملين على تسيير المجالس المحلية في عمليات الجباية والتي تؤدي إلى بقاء المجالس دون ميزانية تساعدها على الإيفاء بما هو مطلوب منها الأمر الذي دفع وحدة المجالس المحلية لإقامة عدة دورات هدفها تدريب الكوادر على مكافحة الفساد وتنمية القدرات المحلية على مواجهة الفساد المالي والإداري وسوء إدارة الموارد المالية.
حالات فردية برزت في 2015
همام المبرمج السوري تفوق بشكل لفت أنظام المجتمع السوري والتركي على السواء بقدرته الكبيرة على تعلم لغات البرمجة وتطبيقاتها وحصولها على شهادات أمريكية عدة في مجال البرمجة فيما لا يزال في 14 من عمره حيث بدء تعلم لغات البرمجة في 11 من عمره وهمام لم يكن الوحيد فعبد الوهاب عميرة برز أيضا كأصغر مخترع في سوريا بعمر 18 سنة بريصيد 14 اختراعا منها رجل آلي طبي مخصص لسحب أجساد القتلى وجهاز لتوليد الكهرباء من حركة الأمواج وتلقى عميرا أكثر من عرض للسفر إلى أمريكا وأوروبا إلا أنه رفضها جميعها مفضلا البقاء في سوريا.
وفي ألمانيا برزت نور السورية التي تفوقت على الألما في لغتهم خلال عام واحد لتستحق جائزة امتياز من شكرة ريفيزي النفطية وهي بعمر الـ19 عاما وظفت لتكون مترجمة في الدوائر الحكومية عدا عن مساهماتها الإنسانية التي وصفها المجتمع الألماني بالكبيرة.
وطن اف ام