ربما تَكُونُ هذه المقالة استحضاراً سريعاً للماضي القريب وقراءة منطقية للواقع الرهيب في سوريا الأسد ، ولكن مهما يكن من أمر فهي تتكلم عن مراحل متنوعة من ” تكويعات ” القيادة السورية الحكيمة – كما يسميها الموالون – القيادة التي كانت تتحدث في وسائل إعلامها يوماً ما عن مناقب الشيخ “حمد ” أمير قطر السابق وعظمة الجار التركي رجب طيّب أردوغان …
حتى وصلنا إلى مرحلة كتابة تاريخ سوري دراميٍ جديد عبر تمجيد حكم بني عثمان والإعتزاز بالإرث التركي المجيد ناهيك عن مراسيم بشارية كادت أن تصدر وتُنشر بتسمية المولود الذكر ” حمد ” والبنت ” موزة ” …
واليوم نرى العصابة الحاكمة في سوريا وقد تخلى عنها الوصي الإيراني قليلاً توعزُ لبعض أبواقها بوجَلٍ وعلى عجّل إعلان التذمر الشديد من ” تطنيش ” الداعم الإيراني الشقيق – كما يصفه أزلام بشار – حين يتكلمون ..
البوق عبد المسيح الشامي كان أول الركاب في قطار الإيعاز الأسدي الآنف الذكر فكتب على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك ” على إيران تحدد موقفها بشكل واضح ممايجري في سوريا إما حليف حقيقي أو لا ؟؟
أما خالد العبود ” مبتكر نظرية المربعات الشهيرة ” فقد أشار على خجل في لقاء تلفزيوني مع قناة المنار إلى ضعف التعاطي الإيراني ميدانياً مع التمدد الوهابي الإرهابي – على حد زعمه – في سوريا ….
وبالعودة إلى عنوان المقال نجد أن مصالح الأسرة الأسدية الحاكمة معياراً ثابتاً لعلاقة الدولة السورية المنكوبة مع جميع الدول في العالم ، فالوطن هو الرئيس والدولة هي آل الأسد ومخلوف والشعب هو العلويون ومن والاهم فقط ، وما سوى ذلك ” مرابعون ” في مزرعة القائد الخالد وابنه من بعده …
فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، أي مهمة فشل ” بشار ” في تنفيذها ضد شعبه الثائر حتى تململ منه الولي الفقيه وضجر ، والجواب بدون أدنى شك هو تقدم الثورة على الارض في الآونة الأخيرة ووصول الملك سلمان إلى سدة الحكم في المملكة السعودية ، وما نتج عن ذلك من تغير المعطيات في التعامل مع الملف السوري تركياً و سعودياً بمشاركة قطرية …
وأياً كان نوع ذلك الدعم الذي تم تقديمه ويقدم للثوار فإن بصمات تكوين وتأسيس ” جيش الفتح ” مؤخراً تعزى بعد الإشارة إلى ذكاء وحنكة النخبة الثورية العسكرية السورية إلى مسارعة الدول المذكورة بضرورة رحيل الأسد عن السلطة …
وعليه فإن استقبال بشار قبل لإبن شقيق المخلوع اليمني ” عفاش ” ما هو إلا استجداء رخيص وخسيس للسيد الفارسي الذي يولي الحوثي وعلي صالح أهمية اكثر من بشار هذه الأيام …
وتبقى مراهنات بشار هنا وهناك أوهاماً كأحلام إبليس بالجنة فقد ” وافق شنٌ طبقه ” كما تقول العرب وما رسالة ابن شقيق المخلوع ” عفاش ” لبشار إلا حديثاً في العمق مفاده : يابشار فاتك القطار …
عبدالجليل السعيد – وطن اف ام