قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران جاء صفعة مدوية ردا على عدة خروقات هوجاء قامت بها أو ساندتها طهران. آخر هذه الخروقات تصريحات إيران العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة للأحكام الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين. هذه التصريحات شجعت الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية، كما قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير.
إحراق سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد من قبل متظاهرين جاء بدعم من ميليشيات الباسيج الإرهابية التي تتحرك بإمرة النظام الإيراني.
تاريخ إيران الدموي مليء بالأحداث المتطرفة والتدخلات السلبية والعدوانية في الشؤون العربية والخليجية، وخاصة في البحرين والسعودية. من الواضح للعيان أن الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران تشكل انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية والأخلاقية.
مازال العالم يتذكر كيف حولت الحكومة الإيرانية موسم حج العام 1987 في مكة المكرمة إلى مظاهرة سياسية سُفِكَت فيها الدماء. قطعت السعودية على إثرها العلاقات من طهران على أمل أن تتعظ الأخيرة. مازال العالم يتذكر جريمة طهران البشعة في مساندتها ودعمها للهجوم الإرهابي على المجمع السكني (أبراج الخبر) في السعودية عام 1996 والذي أسفر عن مصرع 19 جنديا أميركيا وإصابة 500 شخص.
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أدلى بدلوه مُهددا السعودية بأنها ستواجه “النقمة الإلهية”، وهذه ليست أول مرة يُنَصِّبْ فيها خامنئي نفسه وصيا على البشر.
تضامن البحرين والإمارات والكويت واليمن والأردن وتونس وقطر ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي مع السعودية بشأن الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران ليس مستغربا. هكذا تعودنا من الإخوة العرب وفي الخليج في السراء والضراء.
السبب الأول في تحريض طهران على حرق السفارة السعودية هو إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر. أتوقع أن وسائل الإعلام قد أشبعت الأمر نقاشا وتحليلا، فالنمر تم إعدامه و46 آخرين بتهم تتعلق بالإرهاب بعد أن تمت مراجعة قضاياهم من قبل 13 قاضيا في جميع مراحل التقاضي المتعارف عليها في السعودية.
من الواضح أن السعودية قطعت العلاقات مع إيران بعد أن “بلغ السيل الزبى”، ولا بد أن حسن نصرالله، رئيس حزب الله الإرهابي قد ضاق به التنفس، فأصبح يرغد ويزبد اعتراضا على إعدام السعودية لنمر النمر.
عودة إلى تصريح الوزير عادل الجبير عن حرق السفارة السعودية في طهران، هذه الاعتداءات تعتبر “استمرارا لسياسة النظام الإيراني العدوانية في المنطقة التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها وإشاعة الفتن والحروب فيها”.
لعلها فرصة مناسبة لنذكّر إيران الحاقدة كيف تدخلت أصابعها الشريرة في أكثر من بلد خليجي بأسلوب الأفاعي السامة. العالم ما يزال يتذكر احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، ومحاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت عام 1985، وفي المخطط الإرهابي لاغتيال عادل الجبير (عندما كان سفيرا للسعودية في واشنطن) في سبتمبر 2011. العالم كله يتذكر كيف تسعى طهران لزعزعة الأمن في البحرين، فأقامت معسكرات تدريب إرهابية على الأراضي الإيرانية لتدريب إرهابيين طمعا في التمدد بالدول المجاورة.
العالم كله يتذكر كيف سعى حزب الله السعودي إلى زعزعة الأمن عدة مرات بدعم ومساندة من طهران. أما نكتة الموسم، فهي تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، بأن إيران “إحدى أكثر الدول أمانا في المنطقة بالنسبة إلى الدبلوماسيين”.
المصدر : العرب