مقالات

عبد القادر سيلفي – ماذا حصل ليلة الإنقلاب 2 ؟..

بدأ في تلك الليلة الكشف عن الستار حين عاش البلد الانتقال من الديمقراطية إلى الانقلاب ومن ثم انتقل من الانقلاب إلى الديمقراطية ، عندما علم الرئيس اردوغان بوجود الإضرابات في الجيش حاول الاتصال برئيس الأركان “هولوصي آكار” ولكنه لم يستطع الوصول إليه ، عندئذٍ قام الرئيس بالاتصال بمستشاره بالمخابرات الوطنية “حقان فيدان” وبرئيس الوزراء “بن علي يلدرم” .

أشعر بشيء

من المفهوم أن هناك حراك بين صفوف الجيش ولكن عدم الوصول إلى أي قائد بالجيش أثار شكوك كبيرة.

فكان من أول الأمور التي فعلت هو التحقق من وجود سلسلة قيادات الجيش في محاولة الانقلاب ، وفي مدة قصيرة تم التحقق من وجود مجموعة من الجيش التي تحاول العصيان وتحقيق انقلاب في البلد.

ومن دون تردد قام الرئيس بإعطاء أوامره بمقاومة هذا العصيان فبعد أن تحدث إليه قائد الجيش الأول وهو يحاول الذهاب الى إسطنبول تواصل الرئيس مع قناة سي ان ان التركية ونادى على الشعب كي ينزل إلى الطرقات والأزقة وأوضح الرئيس أن ما قاله الانقلابيون “أن أردوغان قد فقد الحياة” كان محض كذب.

في هذه الأثناء كان رئيس الوزراء “بن علي يلدرم ” في بيته في “توزلا” وكان من أول الأسماء التي اتصلت برئيس الوزراء النائب في البرلمان “سيلجوق اوزداغ” وقال له “أنا عشت حادثة 12 أيلول والآن أشعر بشيء غريب” فقال له رئيس الوزراء “وأنا اشعر بشيء غريب أيضاً ولم أستطع الوصول الى رئيس الأركان بعد” ومن بعد هذا بفترة قصيرة كان رئيس الوزراء قد علم أن مجموعة من قيادات الجيش قد نفذت الانقلاب فقام رئيس الوزراء بانشاء اتصال مع قناة “ان تي في” وتحدث بوجود الانقلاب وكيف ستكون المعركة معهم ، وعندها قد علمت تركيا جميعها من رئيس الوزراء بوجود الانقلاب .

سافر رئيس الوزراء من بيته في “توزلا” إلى أنقرة ولكي يصل بسرعة اخذ طريقا سريعاً ، وبدأ النقاش بين أعضاء حزب العدالة والتنمية عن المكان الذي سوف يجتمعون به فهل يجتمعون في المركز العام للحزب أم في قصر رئاسة الوزراء وكانت الأغلبية تقول أن المركز العام للحزب يقصف من قبل الانقلابيين والأفضل أن نجتمع في رئاسة الوزراء.

وعلى الرغم من هذا قام قسم منهم بالذهاب إلى المركز العام للحزب والأشخاص أصحاب المناصب في الدولة قاموا بالذهاب إلى رئاسة الوزراء.

وفي هذه الأثناء كان رئيس الوزراء قد وصل إلى القصر وكان قد علم أن رئيس الأركان تم اعتقاله من قبل الانقلابيين ، واتخذ رئيس الوزراء القرار بإنشاء تواصل مع زعماء المعارضة ، فاتصل أولا برئيس الحزب القومي “دولات باهتشالي” ومن ثم برئيس الحزب الجمهوري “كمال كيليتشدار اوغلو” وتلقى رئيس الوزراء الدعم القوي من زعيمي المعارضة مما ساهم في رفع الروح المعنوية .
خفض المعنويات
أدت إذاعة البيان على قناة “تي ار تي” إلى خفض المعنويات وفي هذه الأثناء كانت كثافة الطيران فوق أنقرة تزداد وبدؤوا برمي القذائف فأُخذ القرار عندها ” أننا إذا ذهبنا إلى مجلس البرلمان فسنموت ، فليكن ذلك ولنمت في المجلس ”  وبدأ الوزراء وأعضاء الأحزاب ونواب البرلمان بمحاولة الوصول إلى البرلمان متحدين بذلك الانقلاب ، وبدأت الأعداد بالتزايد في البرلمان وبدأ أعضاء البرلمان بالظهور المباشر عن طريق الهواتف .

فقام الانقلابيون عندها برمي القذائف على مجلس البرلمان وبالضبط تم قصفه سبع مرات ومن شدة القصف عليه تشعر وكأنك صرت في مدينة حلب ، نعم قاموا بضرب “مجلس غازي” ضربوا البرلمان ولكن لم يتم تسليمه الى الانقلابيين فكان فخراً لهذه الأمة .

وفي هذه الأثناء كان رئيس الحزب الجمهوري مسافر الى إسطنبول وكان يجلس في المقعد المقابل له في الطائرة نائب الرئيس العام لحزب العدالة “حياتي يازجي” وهبطت الطيارة في الساعة 21:00 في مطار أتاتورك ، وقد قال كيليتشدار أوغلو “عندما قال لي الأصدقاء ان الجسرين في إسطنبول قد أغلقا اعتقدت أنهم يمزحون “وعندما علم قائد الحزب الجمهوري أنها لم تكن مزحة أدرك أننا الآن في مواجهة ضد الانقلاب” .

الانقلاب لا يُقبل

ماذا كانت أول ردة فعل لكم ؟
“يجب الخروج ضده إن هذا انقلاب والانقلاب لا يقبل ” هكذا قال رئيس الحزب الجمهوري ، وعندها التفت “كيليتشدارأوغلو” إلى “حياتي يازجي” نائب رئيس حزب العدالة وقال له “سيد حياتي نحن ضد الانقلاب وأنا أريد العودة الآن إلى أنقرة  ” فقالوا له ” إن حركة الطيران الآن واقفة”

فقال” حسنا لنخرج من المطار إذاً ” فقالو له “إن الدبابات قد أغلقته”

وقام عندها زعيم الحزب بإجراء اتصالات مع أعضاء الحزب وكانت أول تعليماته ” أن ما يحصل الآن هو انقلاب . فإن نجح أو لم ينجح فلن يتغير شيء بالنسبة لنا و سنطل رافضين له وواقفين ضده “.

وكان المطار محاصر بالدبابات وتم اخراج “كيليتشداراوغلو” بسيارته من المطار من بين الزحام  ، وقال عندها “كيليتشداراوغلو” إن الفندق ليس بالمكان الآمن فذهبنا إلى بيت صديق لي ، وتم أخذ زعيم الحزب الجمهوري إلى منزل رئيس بلدية بكركوي “بولنت كريم أوغلو” .

وقال بعدها “عندما وصلنا الى المنزل فتحت التلفاز فأدركت حجم خطورة الموقف فجهزت تصريح صغير لنعلن أننا نقف ضد الانقلاب واتصلت بمحطات التلفاز وأخبرتهم بتصريحنا “.

جميعنا مسؤولين

وفي هذه الأثناء تحدث “كيليتشداراوغلو” إلى رئيس الوزراء ” بن علي يلدريم” وقال له ” لكي لا يكون لديكم شك يا سيادة رئيس الوزراء نحن نقف ضد هذا الانقلاب ، ويجب على الجميع أن يظهر إيمانه بالديمقراطية لكي نستطيع حمايتها ، من المستحيل أن يتم قبول انقلاب في تركيا في القرن 21 “.

واتصل به رئيس مجلس البرلمان “إسماعيل كهرمان” ودعاه لحضور جلسة خاصة في البرلمان فقال له كيليتشداراوغلو ” مهما كان ومهما صار سوف أحضر وسوف نكون في البرلمان وسوف نشارك “، فتشكره رئيس البرلمان على كلماته فكان رد قائد الحزب الجمهوري “العفو نحن كلنا مسؤولون هنا “.

وبسبب موقف قادة المعارضة الرافض للانقلاب اتصل بهم فيما بعد رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان وتشكرهم فسألت كيليتشداراوغلو عما كان رده فقال ” وأنا أيضاً تشكرته . لا يمكن للأحزاب السياسية أن تتخلى عن الديمقراطية ، ومن مسؤولياتنا أن نقف مع الديمقراطية ، ونحن فعلنا ما يجب فعله ” .

المصدر : صحيفة حريات ، ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى