شهد الموضوع السوري حدثاً عسكريا وسياسياً بارزا تمثّل في الهجوم الكبير الذي تقوم به قوات من «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني على جنوب سوريا، كما يشارك فيه مقاتلون عراقيون وأفغان.
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” لماذا خفف حسن نصر الله لهجته ..؟ “
للكاتب حسان حيدر نطالعه في صحيفة الحياة اللندنية .
يتحدث الكاتب مطلع المقال عن اعتماد حزب الله في بداية تدخله في سوريا، لغة تحدّ لكل الذين عارضوا تورطه في النزاع وتوريطه لبنان، حيث كانت خطاباته ذات لهجة تحريضية عالية لتأجيج المشاعر في بيئته الحاضنة أي طائفته وبعض لفيفها .
لكن خطاب نصرالله الأخير يقول الكاتب، انتقل من لغة التحدي الى ما يشبه المسايرة، فبات يحاول بهدوء اقناع معارضيه بـ «عقلانية» ذهابه الى الحرب في سورية، معللاً ذلك باستحالة فصل لبنان عن التأثر بما يجري في محيطه.
ثم يطرح الكاتب عدة تساؤلات : هل هذا مجرد تغيير في اللهجة أم تبدل في المعطيات الميدانية؟ وهل الكلام الهادئ يعني تعديلاً في الحسابات ام انه مجرد مناورة سياسية؟ وهل حققت طهران انتصارات في «الساحات» المتعددة المفتوحة التي تغوص فيها أم ان الواقع مختلف عما تحاول الإيحاء به؟
ينتهي الكاتب للقول : لعل عجز ايران عن ضبط «الساحات» وفرض الاستقرار فيها، والكلفة المالية العالية التي يتطلبها دعم التابعين والحلفاء وحروبهم، يدفع طهران، وبالتالي «حزب الله»، الى اعادة النظر في التكتيكات واعتماد المناورة والالتفاف وتهدئة الخطاب، لكن من دون تغيير الاهداف، بانتظار تبلور مستقبل العلاقة مع الاميركيين في غضون أسابيع أو أشهر.
———————
بالانتقال إلى صحيفة الشرق الأوسط ونطالع فيها مقالا
للكاتب صالح القلاب بعنوان :
” إيران تسعى لحدود مع الأردن وتستكمل هلالها الطائفي “
يتحدث الكاتب بداية عن الأرضية المشتركة التي تجمع النظام السوري ومايسمى الدولة الإسلامية التي وصفها الكاتب بالشيطانية الشيطانية ، والتي إذا أردنا قول الحقيقة أنها ، صناعة إيرانية كانت بدأت مبكرا حتى قبل الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.
يضيف الكاتب من الواضح أن إيران التي غدت تحتل العراق وسوريا احتلالا مباشرا، باتت تسعى، ربما بصفقة سرية مع إسرائيل وبتواطؤ أميركي أصبح واضحا ولا لبس فيه، لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
ثم يتساءل الكاتب ما معنى أن تقوم بكل هذا التحشيد العسكري على الحدود الأردنية وعلى حدود الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان السورية في ظل صمت الإسرائيليين المريب؟ وما معنى أن تحقق كل هذا الاختراق الاستراتيجي في جنوب الجزيرة العربية وبحجة أنها دعمت سيطرت الحوثيين على اليمن لمواجهة «القاعدة» هناك على غرار مواجهتها للإرهاب على الأراضي السورية؟
ونتيجة للتغلغل الإيراني الواضح يششد الكاتب علة أنه على كثير من الدول العربية في مشرق الوطن العربي وفي مغربه أن تتلمس أعناقها، فهي لم تأخذ بحكمة: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض» وهي لم تدرك أن «من يتغدى بشقيقك، فسوف يتعشى بك لا محالة»!!
ويعود الكاتب في الزمن قليلا .. فيقول : لم يكن انحياز سوريا لإيران، خلال حرب الثمانية أعوام العراقية – الإيرانية، انحيازا مذهبيا، بل انحيازا سياسيا؛ ثم بعد ذلك بدأت المصالح السياسية تأخذ الطابع الطائفي والمذهبي، فتم إلحاق الطائفة العلوية بولاية الفقيه في ايران .
ويخلص الكاتب للقول : إيران أطلقت على أحد ألويتها الطائفية التي دفعت بها أخيرا نحو الحدود الأردنية – السورية اسم «الفاطميون»، وهذا يعني أنها تحاول استكمال ضم ما تبقى مما يسمى «العائلة الشيعية» إلى المذهب الجعفري الاثني عشري بوضع الطائفة الإسماعيلية، التي مركزها مدينة «السلمية» في سوريا، تحت جناحيها على غرار ما حدث مع العلويين والزيديين.
———————
ونختم جولتنا من مقال لرأي القدس العربي حمل عنوان :
” معركة إيران في جنوب سوريا ودلالتها “
يقول الكاتب مطلع المقال : شهد الموضوع السوري حدثاً عسكريا وسياسياً بارزا تمثّل في الهجوم الكبير الذي تقوم به قوات من «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني على جنوب سوريا، كما يشارك فيه مقاتلون عراقيون وأفغان.
يضيف الكاتب : النظام السوري يعزي نفسه بأنه يستخدم ورقة «حزب الله» وإيران لحسم معاركه الداخلية، كما فعل في حمص والقلمون من قبل، ولكنّ الواقع يقول إن من يتحكّم في معارك الأرض هو من يقرّر أين تبدأ خارطة السيادة السياسية لسوريا وأين تنتهي.
الدلالة السياسية الرمزية الأبرز تتمثّل في تركّز المعارك حول درعا، وهذا لايخفّف من وقع فكرة «الاحتلال الأجنبيّ» حيث أن هذه القوى المشاركة من طبيعة مذهبية شيعيّة، إضافة إلى ذلك كله يستهدف الهجوم الثقل الأساسي للمعارضة العسكرية السورية المعتدلة، والمدعومة عربيّاً، كما فعل «حزب الله» في معارك القصير والقلمون .
نهاية يقول الكاتب : الطموح الإيراني بكسر المعارضة السورية والسيطرة على الحدود الأردنية والإسرائيلية واللبنانية وغيرها ، سيصطدم بعقبة، تتمثّل في أن السوريين أنفسهم هم من سيتفانون في قتالهم لهذا الاحتلال الأجنبي، كما أنه قد يفعّل الجبهة العربية والغربية ضد إيران، فتصبح إيران وحزب الله الضحيّة الأخيرة لهدف مستحيل التحقيق.
قسم البرامج _ وطن اف ام