شكل تحرير إدلب في 28 من شهر اذار الماضي أحد أهم الإنجازات للمعارضة السورية المسلحة في الجبهة الشمالية، وسبقهالانتصار الاستراتيجي في بصرى الشام في الجبهة الجنوبية، ليؤكد استعادة المعارضة المبادرة على الأرض .
نبدأ اليوم جولتنا من صحيفة الشرق الأوسط الدولية وفيها كتب إياد أبو شقرا مقالا بعنوان :
ما هو مصير دولنا بعد «اتفاق لوزان»؟
بداية يقول الكاتب خاطرتان مرّتا ببالي عندما كنت أصغي قبل أيام لكلمات وزير الخارجية الإيراني والرئيس الأميركي الأولى، اولاهما اتفاق الجميع على أن ما تحقّق في لوزان كان إنجازا والثانية، أنه لم يعد أصلا ثمة حاجة بإيران إلى قدرات نووية بل قل سلاح نووي .
يضيف الكاتب إن رفض واشنطن المتكرّر إنشاء ملاذات آمنة ومناطق حظر طيران في سوريا لحماية المدنيين، حتى بعد استخدام نظام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية وقصفه المدن والأرياف بالبراميل المتفجرة أدى لإطلاق أيادي ايران في المنطقة .
مقابلة أوباما التلفزيونية الأخيرة برأي الكاتب أغفلت أي إشارة إلى العراق وسوريا واليمن، حيث تخوض إيران حروبا ميدانية حقيقية، وأيضا أي إشارة إلى لبنان المحتل واقعيا حيث يمنع حزب الله التابع لإمرة الولي الفقيه بلسان أمينه العام وهو مايؤكد على بوادر اتفاق بين الإيرانيين والأمريكان .
يعود الكاتب إلى عدة سنوات سابقة حيث نبّه أحد ملوك العرب مما وصفه بـالهلال الشيعي الذي تعمل لإنشائه إيران في منطقة الهلال الخصيب العراق وبلاد الشام، وفي ما بعد صُحّح الوصف ليغدو الهلال الفارسي، وهو المصطلح الأقرب بكثير إلى الحقيقة برأي الكاتب .
إن كلام أوباما عن «حماية» الحلفاء العرب مع إطلاق يد إيران في دول عربية أخرى سياسة مدمّرة لأننا هنا إزاء «سيناريو» حماية دول عربية من «هلالين فارسيين» شمالي وجنوبي يطوقانها.
وينهي الكاتب مقاله بتساؤل متهكما فهل نقبل أن نصبح محميّات بعدما ظنّنا لبعض الوقت بأنّنا صرنا دولا مستقلة ؟
—————————
بالانتقال إلى صحيفة العربي الجديد وفيها نقرأ مقالا للكاتب السوري برهان غليون حمل عنوان :
” المعارضة السورية وتحدي سياسة الأرض المحروقة “
يقول الكاتب بداية : شكل تحرير إدلب في 28 من شهر اذار الماضي أحد أهم الإنجازات للمعارضة السورية المسلحة في الجبهة الشمالية، وسبقهالانتصار الاستراتيجي في بصرى الشام في الجبهة الجنوبية، ليؤكد استعادة المعارضة المبادرة على الأرض .
يتابع الكاتب إدلب هي محافظة كبيرة وواعدة وتشكل أكبر امتحان لقدرة المعارضة على التصدي لاستراتيجية “الأسد أو نحرق البلد”، والحفاظ على الحياة الطبيعية في المدينة، وتجنيبها التحول إلى مدينة أشباح .
وعن الخطة المقبلة لادارة المدينة يقول الكاتب :
لا بد لنا من الوصول إلأى هذا الهدف التحرك بسرعة على مستويين داخلي وخارجي :
فعلى المستوى الخارجي آن الأوان بعد أربع سنوات من المعاناة والمحنة أن تكف المعارضة عن التعلق بوهم تطابق مصالح تحرير سورية من النظام الغاشم والاحتلال الإيراني مع مصالح هذه الدولة أو تلك، وأن لا تنتظر قيام بعضها بمبادراتٍ تصبّ في مصلحة المعارضة أو التحرير.
وعلى المستوى الداخلي، حتى تنجح المعارضة في حملتها الدولية، وتفرض وجودها، ينبغي أن تنجح في تحقيق الحد الأدنى من التنسيق والتعاون ووحدة الصف، وأن تكون لها رؤية مشتركة وخطة واضحة.
وعلى المستوى الداخلي يقول الكاتب ينبغي العمل على أربعة محاور أساسية:
الأول، إعلامي يهدف إلى تثبيت حضور المعارضة في هذه اللحظة المصيرية، والتزامها تجاه أهالي إدلب والسوريين عموماً.
والثاني سياسي، يهدف إلى العمل بأسرع وقت على ردم الهوة بين قيادات المعارضة، السياسية والمسلحة .
أما الثالث استراتيجي، يهدف إلى حل المعضلة الكبرى التي لا تزال تضعف قوى الثورة، وتأكلها من الداخل.
وينهي الكاتب مقاله بالمحور الرابع والأخير وهو المحور العسكري، حيث يهدف إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية والممكنة العسكرية والسياسية، وربما بالتفاهم مع بعض الدول الصديقة، لردع النظام عن الشروع في عمليات تدميره البربري مؤسسات الدولة ومراكزها والمرافق العامة.
————————–
ونختم جولتنا من صحيفة العرب اللندنية ونطالع فيها مقالا بعنوان :
” هل تكون إدلب ‘هانوي’ الثورة السورية”
للكاتب عيد نصّار
يتحدث الكاتب بداية عن تغير الأوضاع في سورية بعد تحرير الرقة حيث زادت الأمور تعقيدا إلى درجة بات معها الوضع السوري لا يجلب للناشطين الذين نجوا من التنكيل الأسدي والداعشي إلا الإحباط.
ثم يتحدث الكاتب عن الحملات الإعلامية الواسعة التي مهد بها إعلام النظام، وبالأخص إعلام حزب الله والنظام الإيراني، لحملات الجنوب في القنيطرة ودرعا، والشمال في حلب، ورغم تواجد الحرس الثوري وقائد فيلق القدس إلا أنه خسر منطقتين مهمتين هما إدلب شمالا وبصرى الشام جنوبا .
طريقة النظام المعهودة هي استمرار قصف طيرانه للمناطق المحررة وتسببه بمجازر بين السكان، وبالتالي يستمر الناشطون السوريون في نشر تخوفاتهم من وقوع مدينة إدلب بين مطرقة القصف العشوائي لطيران الأسد ومدفعيته وصواريخه من جهة، وسندان الاستبداد الجهادي من جهة ثانية حسب وصف الكاتب .
برأ يالكاتب أن لكل من القوى الإقليمية أجندتها التي تعمل على تنفيذها وإذا كانت قوى عديدة في الداخل وفي المعارضة الخارجية تعمل على إيقاع تلك الأجندات، فلن يؤدي أحد الدور الذي يطلبه هؤلاء الناشطون ما لم يبادروا بأنفسهم إلى القيام به .
يشير الكاتب إلى الدور التركي وقربه من فصائل إسلامية مشابهة لجبهة النصرة وخاصة في ظل الانشغال الدولي بقصف داعش وعملية عاصفة الحزم على الحوثيين في اليمن تقدم تركيا الدعم والإسناد للـ“مجاهدين” في جبهة النصرة وجيش الفتح لدحر قوات النظام الأسدي من إدلب، إذ لطالما كانت الأجندة التركية في سوريا مرفوضة من الأميركيين.
يخلص الكاتب للقول من هنا يمكن القول إن إمكانية عودة الناشطين والمؤسسات الثورية وبكثافة إلى إدلب سيكون لها مردود جوهري على المدى المتوسط والبعيد في سبيل تحقيق الأهداف الأصلية والأصيلة لثورة الشعب السوري، فهل يبادر هؤلاء إلى ممارسة دورهم الريادي المطلوب؟
قسم البرامج _ وطن اف ام