أقلام وآراء

الإرهاب الذي يقتلنا

إننا في بدايات الحرب العالمية الثالثة. وهي مسؤولية دولنا قبل أن تكون مسؤولية الغرب وحلف الأطلسي , حرب ستدور بالوسائل الأمنية والعسكرية والفكرية والأيديولوجية. على الدول تحسس سياساتها وكتبها وخططها الإنمائية وعلى قوى الاعتدال أن تتقدم الصفوف كي لا تكون الحرب الحالية أشدّ هولاً من سابقاتها . 

نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” الحرب العالمية الثالثة”
للكاتب غسان شربل نطالعه في صحيفة الحياة .
يقول الكاتب بداية : لا غرابة في حجم المشاركة الدولية الواسعة التي شهدتها المسيرة التاريخية في باريس أمس , حيث عبّر حجم المشاركة الدولية عن تزايد القناعة بأن العالم ينزلق نحو حرب عالمية ثالثة إن لم يكن انزلق إليها فعلاً .
وبحسب الكاتب يبدو تعبير الحرب العالمية ضرباً من المبالغة , فنحن لا نرى جيوشاً كبيرة تتطاحن. ولا نرى خطوط قتال تتوزع على جانبيها آلاف الدبابات والطائرات , إنها حرب عالمية مختلفة عن الحربين اللتين روّعتا العالم في القرن العشرين. حرب متعددة المسارح تشنّها مجموعات صغيرة تنتمي إلى جيوش صغيرة. وأخطر ما في هذه الجيوش أنها ترفض فكرة الحدود الدولية كما ترفض فكرة التعايش بين المتحدّرين من ينابيع مختلفة .
يخلص الكاتب للقول : إننا في بدايات الحرب العالمية الثالثة. وهي مسؤولية دولنا قبل أن تكون مسؤولية الغرب وحلف الأطلسي , حرب ستدور بالوسائل الأمنية والعسكرية والفكرية والأيديولوجية. على الدول تحسس سياساتها وكتبها وخططها الإنمائية وعلى قوى الاعتدال أن تتقدم الصفوف كي لا تكون الحرب الحالية أشدّ هولاً من سابقاتها .
———————
بالانتقال إلى صحيفة الشرق الاوسط ونطالع فيها مقالا
للكاتب طارق الحميد بعنوان :
” كل الطرق الإرهابية تؤدي إلى الأسد “
يتحدث الكاتب بداية عن المحاولة اليائسة والمفضوحة من نظام الأسد باصداره بيانا أدان فيه الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية ، معتبرا أن تلك الجريمة إثبات على أن الإرهاب في سوريا سوف يرتد على داعميه ، وأنه دليل على قصر نظر السياسات الأوروبية !
الحقيقة في نظر الكاتب : أن جريمة «شارلي إيبدو» الإرهابية هي دليل على إدانة نظام بشار الأسد نفسه، ليس الآن بعد الثورة بل وقبل ذلك بكثير ، فهذه الجريمة الإرهابية التي هزت فرنسا قدمت دليلا واضحا على تورط نظام الأسد في تسهيل وتذليل كل العقبات أمام الإرهاب بالمنطقة .
يختم الكاتب للقول : إن المجتمع الدولي الذي قرر غض النظر مطولا عن جرائم الأسد ومن قبل الثورة بات في موقف يتطلب التحرك ضد مجرم دمشق خصوصا أن كل مؤشرات الجريمة الإرهابية في فرنسا تشير إلى الأسد , وعليه فلا مناص من العودة إلى أرض الشام لأن كل الطرق الإرهابية اليوم تؤدي إلى سوريا، وتحديدا إلى بشار الأسد .
———————-
ونختم جولتنا من صحيفة العرب اللندنية وفيها كتب ماجد كيالي مقالا حمل عنوان :
” الإرهاب الذي يقتلنا”
بداية يقول الكاتب : في كل مرة تأتي ردود الفعل العربية على العمليات الإرهابية هي ذاتها أي أنها، في الأغلب، تدين هذه العمليات، وتتبرأ منها، وتؤكد أن الإسلام منزّه عنها وذلك مع إحالتها إلى أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتاريخية، وهذا ما حكم ردّات الفعل على الأحداث الإرهابية التي ضربت في فرنسا قبل أيام، وأودت بحياة 17 من مواطنيها .
يضيف الكاتب : بات بديهيا أن الإرهاب يتغذى من وجود الأنظمة التسلطية التي تتأسس على الاستبداد والفساد، والتي تعزز حال الإفقار والظلم والإحباط في المجتمع، كما يتغذى من الجهل وتدهور مستوى التعليم، والتلاعب بالدين .
بهذا المعنى وإلى جانب المعركة ضد الاستبداد فإن الصراع على الدين أو على مقاصد الدين يغدو بمثابة المعركة التي لابد منها على الوعي في مواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية المتطرفة والتي ينبغي خوضها من قبل كل التيارات، وضمنها التيارات الدينية المستنيرة، أو المعتدلة، لنزع قناعها الديني، ودحض إدعاءاتها، وتقويض شرعيتها.
والمشكلة بحسب الكاتب تكمن في أن الأديان لم تعد ذاتها، إذ أن مخيلة البشر أضفت عليها نوعا من الأسطرة بعد أن أسبغت على الحوادث التاريخية التي أسست لها قدسية أو مشروعية دينية مصطنعة , بحيث أضحت جزءا من الدين أو حتى أنها حلت محله .
يخلص الكاتب للقول : استطاعت المجتمعات الأوروبية أن تنهض بأوضاعها، بعد مرحلة الحروب الدينية أو بعد الصراع على الدين (بين القرن 16 والقرن 18)، لهذا أصبحت هذه المجتمعات ما هي عليه من حرية وتسامح ومساواة إلى درجة تقبلها أتباع دين آخر مع إتاحتها هجرة ملايين المسلمين في مقابل أن دولا عربية لا تسمح بتوطين مواطن عربي آخر فيها. لذلك ومثلما أن الأنظمة الاستبدادية تقتلنا فإن الجماعات الإرهابية التكفيرية تقتلنا وهي في عملياتها في أوروبا تفعل ذلك أيضا .

قسم البرامج _ وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى