في سوريا عاقب النظام السوري الفنانين الذين وقفوا إلى جانب الشعب السوري في مواجهة بطش النظام بالسجون والمضايقة وقطع الأرزاق، بينما نجد كثيرا من الفنانين الذي ساندوا النظام علانية وكانوا ترسا في آلة الترويج لدعايته والدفاع عن جرائمه يشاركون في أعمال فنية تنتج بأموال خليجية أو تعرض في قنوات خليجية!
أحد هؤلاء الفنانين تروج منذ أسابيع قناة يملكها مستثمرون سعوديون لبرنامجه الجديد في الوقت نفسه الذي يزور فيه مرشد الثورة الإيرانية ليصفه بالرجل الحكيم في الأرض العظيمة!
طبعا كل إنسان حر في اختيار مواقفه والتعبير عن آرائه، مع تحمل مسؤولية هذه المواقف والآراء أمام نفسه والمجتمع والتاريخ، لكن من حقنا أيضا أن نتساءل كخليجيين عما يدفع شركات إنتاج خليجية، وقنوات تلفزيونية وإذاعية خليجية بعضها مدعومة حكوميا، لأن تكون مصدر رزق رغد لمن يقفون في صف العدو ويبجلون من يناصبون أوطانهم العداء ويزهون بمن يحيكون ضدها المؤامرات!
لن أخاطب الضمائر، فمن لم تهزه جرائم ومجازر سنوات من سفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لن تحركه مقالة صحفية، ولكنني سأخاطب العقول التي سمحت لهذه الشركات الإنتاجية وتلك القنوات التلفزيونية أن تجعل الجدار الخليجي قصيرا ليقفزه هؤلاء الفنانون المتجردون من إنسانيتهم ليطلوا علينا بأجور باهظة من شاشاتنا في نفس الوقت الذي يطلون فيه من شاشات الطغاة ليمجدوهم ويشتمونا!.
المصدر : صحيفة عكاظ