مقالات

راجح الخوري – هل تنسف موسكو “مؤتمر الرياض” ؟

مرة جديدة يبدو جون كيري كأنه يعمل على تدوير الزوايا الحادة أمام سيرغي لافروف حيال الأزمة السورية، ولكن ليس من الواضح ماذا يمكنه ان يقدّم له غداً حول الاعتراضات، التي اعلنت عنها موسكو بعد اجتماع المعارضة السورية في الرياض، والتي شكلت وفدها الذي سيفاوض النظام وحددت المبادىء التي تشترطها كأساس للحل.

فور انتهاء مؤتمر المعارضة في الرياض و اصدار بيانها الذي دعا الى رحيل بشار الأسد ورموز حكمه مع انطلاق المرحلة ال انتقالية التي اشار اليها مؤتمر “فيينا – ٢”، أعلن النظام رفضه الخوض في أي مفاوضات مع الوفد الذي تم تشكيله معتبراً انه “يتكوّن من مجموعات ارهابية ولن يكون في ال امكان التفاوض مع المعارضة قبل ان تتخلى عن سلاحها”.

بدورها سارعت موسكو الى أصدار بيان التوائي أعرب عن تقديره للجهود السعودية التي بُذلت لجمع صفوف المعارضة، لكنه اعتبر ان ال اجتماع لا يمثّل كل أطياف المعارضة “لأن قسماً من المعارضين رفض الجلوس الى طاولة واحدة مع المتطرفين وال ارهابيين” في اجتماع الرياض، والمقصود هنا “جيش الاسلام” و”أحرار الشام” وهو ما يمثّل تبنياً لموقف النظام الذي يريد نسف نتائج اجتماع المعارضة!

قمة المساخر تتجلى عندما نعلم، اولاً ان مؤتمراً ثانياً قيل انه للمعارضة عقد في منطقة الجزيرة داخل سوريا بعنوان “مجلس سوريا الديموقراطية” لقطع الطريق على مؤتمر الرياض، وثانياً ان وفد “معارضة الداخل” الذي شارك في مؤتمر السعودية قصد السفير السوفياتي في الرياض أوليغ اوزيروف وناشده تدخل موسكو لدى النظام السوري ليضمن سلامة عودة أعضائه الى دمشق بعد توقيعهم البيان الختامي للمؤتمر، بما يعني ان النظام وموسكو يصران على انه لا وجود لأي معارضة لا تهتف “الأسد رئيسنا الى الابد”!

إذاً لماذا يواصل لافروف ذرّ الرماد في العيون و اشاعة الأكاذيب عبر الحديث عن حل سياسي، ومع من يتم هذا الحل عندما لا يكون هناك محل للمعارضة، واذا كان الموقف الروسي يراوح عند التمسك ببقاء الأسد في السلطة على قاعدة المزاعم التي تقول ” ان الشعب السوري هو الذي يقرر مصير الأسد” بينما نصف هذا الشعب في اللجوء والمقابر، فماذا عن الموقف الأميركي الذي يثير ال استغراب؟

لقد سارع كيري الى القول ان هناك نقطتين في حاجة الى المعالجة في بيان المعارضة في الرياض، و اتصل لهذا الغرض بعادل الجبير، ومن الواضح ان هاتين النقطتين تتصلان ب اعتراضات دمشق وموسكو، اولاً على مشاركة المعارضة المسلحة في اجتماع الرياض، وثانياً على تحديد موعد خروج الأسد مع بداية المرحلة ال انتقالية، التي تريد موسكو ان تبقيها ملتبسة لفرض بقائه… والمضحك المبكي ان يتحول كيري معاوناً أميناً للافروف!

المصدر : النهار 

زر الذهاب إلى الأعلى