وداعاً لينين
قد يختلف محبو السينما الأصيلون على أكثر الأمور، لكن ثمة محطات إجماع بينهم، مثل The Shawshank Redemption أو تفضيل الجزأين الأولين من The Godfather على الثالث، أو مشهد التانغو البديع في المطعم وكذلك خطبة الختام الملحمية في المدرسة التي قدّمها آل باتشينو في Scent OF a Woman، (ثمة قائمة طويلة للمشاهد السينمائية الخالدة تحتاج مقالاً مستقلاً)، وبالطبع تفضيل المعاناة مع اللغات الغريبة في أفلام الإيطالي غوسيبي تورناتوري أو المكسيكي أليخاندرو إناريتو أو الألماني ميشيل هانكي أو الإسباني ألبيرتو ألمودوفار أو الياباني أكيرا كوروساوا أو الكوري كيم دوك كيم أو السويدي إنغمار بيرغمان (…إلخ)، على الأميركية السهلة إن كانت بأفلام شوازرنغر وستيفن سيغال وسلفستر ستالون… إلخ.
ومن ضمن محطات التوافق السينمائي على الجمال هذه: الفيلم الألماني (2003) Good Bye Lenin من إخراج وولغفانغ بيكر، والذي اجتاح في وقته جوائز السينما الألمانية والأوروبية.
يتكلم الفيلم عن مرحلة سقوط جدار برلين، ما قبلها وما بعدها، والتحولات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي رافقتها مع دخول الحداثة والرأسمالية إلى العالم الاشتراكي، من خلال عائلة صغيرة في ألمانيا الشرقية (الاشتراكية).
انتقل الوالد المعارض إلى ألمانيا الغربية (الليبرالية) تاركاً زوجته وطفلين، يكبر أليكس وأخته، وتكبر الأم التي أصبحت رفيقة عاملة في الحزب، حريصة على الطقوس الأيديولوجية للانتماء والتقدم، وفي يوم ما تمشي الأم في شارع أمام مظاهرة مناهضة للحكومة الاشتراكية، وتشاهد شرطة الحزب تضرب ابنها المتظاهر ضدّهم، وتدخل في الغيبوبة.
سيسقط جدار برلين، وتتدفق جموع الشرقيين المحاصَرين بالقمع والتقنين نحو الغرب، وستُغرق أمواج الغرب هذا الشرق العطش بالماركات الجديدة والأناقة الحديثة، وخلال شهور سينسى الناس وجه ألمانيا الشرقية القديم تحت بريق الرأسمالية الذي غطى غبار الشرق، بينما كانت الأم في الغياب.
ستصحو والدة أليكس فجأة دون أن تتعافى من المرض، ويخبره الطبيب أن أمه لن تتحمل أي مفاجآت أو ضغط نفسي، ولكن ما المفاجأة التي تبقت في العالم أكثر من هذا العالم الجديد نفسه؟!
يقرر أليكس ألا تعرف أمه شيئاً عن انهيار سور برلين وانتقال ألمانيا الشرقية وأحلام الاشتراكية إلى التاريخ، ويحاول أن يبني هذا الوطن الضائع من جديد داخل غرفة أمه، وبعد أن كان جدار برلين سياجَ الأيديولوجية العالي والمنيع الذي يخفي وراءه العالم المشتهى الذي نهرب إليه، يصبح حقيقةً صغيرة وهشة بحدود جدار الغرفة نخفي وراءها الواقع المرعب الذي نهرب منه.
ثمة حنين صعب ورقيق، ونوستالجيا شفيفة نعيشها مع التصاعد الهادئ والقاسي لأحداث القصة، وخوف أليكس العذب والمعذّب على أمه، خاصة مع الموسيقى الرهيفة والملهمة التي قدّمها يان تيرسن (yann tiersen)، الابن نفسه الذي تظاهر ضد الحكومة الاشتراكية ويعرف قمعها وفسادها وكذبها، يتذكر حميمية الماضي الذي تمثّله الآن غرفة الأمّ (يا لذكاء الاستعارة!)، تصبح غرفة الأم طفولتنا البعيدة، ووطننا الضائع، ولكنها اختراعنا الهشّ لحماية الأم من الواقع، لحماية المثال من التاريخ، ولحمايتنا من الراهن المعولم بالزمن الكوني الغني، بعدما كان لنا زمننا الفقير والصغير، ولكنه زمننا نحن.
يحارب أليكس في غابة الرأسمالية الجديدة ليرمّم عالمه القديم في غرفة أمه، الأثاث الرث… الملابس التي رموها… الأخبار المصطنعة… الستائر القديمة، حتى علبة مخلل من نوع أضحى مفقوداً تصبح مغامرة من عدة مراحل، ولكنها ضرورية لا لأجل الماضي الميت وحده، ولكن لأجل أمه الحية، أو لأجل أن تبقى كذلك.
كنز أمه القديم، والذي كانوا يعوّلون عليه لتغطية الديون والنفقات المتراكمة، تتذكّر مكانه أخيراً، كان في الأثاث القديم – والمتشابه لدى معظم البيوت – الذي رموه في الشارع، بعدما غزا الأثاث الغربي الحديث الأسواق، وحتى حين يجد الكنز في مكانه لم يُسرق، يكون قد تجاوز وقت تبديل العملة، ويصبح – بقية الماضي – بلا قيمة، ليس مسموحاً لهذا الماضي أن يورثنا غير الحنين.
أطفال المدارس يغنّون لها في الغرفة أغنيات الحزب والثورة والتقدم، رفاق قدماء يحتفلون معها ويطمئنونها أن الحزب بخير، بعدما أخبرهم أليكس بالخدعة، يوشك العالم الذي شيّده أن ينهار حين تشاهد الأم دعاية كوكاكولا ضخمة على جدار بناية من الشباك، يصنع أليكس مع رفيقه نشرات أخبار لتبرير القصة، تنجح الخدعة أقلّ حين تصحو الأم في غفلة منهم لتمشي في الهواء، وتشاهد تمثال لينين المكسور محمولاً بالهيلكوبتر عبر المدينة التي ملأتها المناظر الغريبة، وهو أشهر المشاهد التعبيرية في الفيلم.
تطلب الأم في حماسها الثوري من أليكس أن تزور الكوخ القديم، هناك تعترف لهم، أن أباهم لم يتخلّ عنهم، وأنه طلب منها أن تسافر معه، ولكنها امتنعت خوفاً أن تأخذ الشرطة أبناءها، ووقتها التجأت للأيديولوجيا وتشددت في مراسم الانتماء للحزب، كانت الأيديولوجيا، كما نكتشف عادة، خياراً شخصياً وذاتياً جداً، وحماية من سطوة الأيديولوجيا نفسها، وما أضحى انتقاماً أو تعويضاً من هرب الأب ومن وحدتها كأم لطفلين.
والده، الذي عاش أليكس معتقداً أنه تركهم، يمرّ على أخته التي تعمل في مطعم “برغر كينغ” ليأخذ وجبة مع أولاده، هي تعرفه وستبكي، هو يأخذ وجبته ويمضي بلامبالاة، يزوره أليكس في البيت، بعد سنين طويلة كان فيها هذا البيت في بلد آخر، وأضحى الآن بمسافة تاكسي، يخبره أنه سافر مضطراً، كان يرسل لهم الرسائل والأموال، ولكن أمه أخفتْ ذلك عنهم، يأخذه أليكس لزيارة أمه في المشفى، يرتبك الأب وهو يحمل باقة الورد، ترتبك هي بينما تتأكد من جمالها الذاوي.
تجتهد حبيبة أليكس وهي ممرضة أمه، في أن تخبرها في المشفى بما حصل، أن عالمها ومُثُلها أصبحت من الماضي، كي تحرّر نفسها وتحرر أليكس من عبء التنكر للتحولات الرأسمالية الجديدة والانشغال بصناعة التراث (حسب عنوان كتاب الفيلسوف والمؤرخ إريك هوبزباوم، والذي يأتي في سياق مختلف ولكن مشابه ومعبّر)، لم تفهم حبيبة أليكس ولا أخته وزوجها الذين استغرقهم الترف الجميل لزمن الرأسمالية الجديد، أن هذا الماضي وتماثله الهادئ والمريح لم يكن عبء أليكس وأمه ولكنه الحنين المنقذ لهم من عبء الراهن بتجدّده وتنوّعه اللامنتهي….
ستموت الأم في المشفى هادئة وسعيدة، بعد ثلاثة أيام من نشرة الأخبار الأخيرة التي صنعها أليكس لإعلان وحدة الألمانيتين على لسان رائد الفضاء الألماني الشرقي الذي كان قدوته منذ الصغر “سيغموند يين”، إنجاز ألمانيا الديمقراطية الذي ربتهم أمه عليه، طلب منه أليكس تصوير هذا الإعلان بعدما تعرف عليه في سيارة التاكسي التي أخذته لأبيه، كان رائد الفضاء هو سائقها.
“ها هو ذا معبود شبابي، كروح مرسلة من الطفولة، سيغموند يين، لم يكن يعطي توقيعه للجماهير، ولم يكن يحدث الرواد عن أسرار الكون، عن تلك الحرية التي تنالها في جاذبية معدومة، عن خلود الزمن، لا.. كان يقود سيارة أجرة لادا صغيرة قميئة..”.
ستموت الأم مبتسمةً من خدعة ابنها، ومن تضامن عائلتها حولها، ومن التئام تناقضات الماضي، ولكن دون أن تمضي في تحولات الراهن كلّه.
في نهاية الفيلم، وبعد أن نثر أليكس رماد أمه حسب وصيتها في ألعاب نارية، لترى العالم من أعلى، مثل سيغموند يين، وتنتهي حياتها كالماضي والوطن القديم في ومضة واحدة، يقول أليكس: “البلد الذي تركته أمي كان البلد الذي آمنت به، بلد أبقيناه حياً حتى آخر لحظات عاشتها، بلد لم يكن يوماً على هذه الصورة التي صنعناها، بلد سيبقى في ذاكرتي مرتبطاً بأمي..”.
ثورة القراء
في القرن الأول للهجرة، خير قرون الإسلام، كان الصراع السياسي المحتدم يطور أدواته وتناقضاته مع الوقت، وما زال ذلك قائماً إلى اليوم، إن الدولة التي تصوّرها خطابات الإسلاميين وكأنها محل الإجماع الأول والأمل الأخير ونهاية التاريخ السعيدة، كانت منذ الخليفة الراشد الثالث مكان صراع المسلمين، عسكرياً ودينياً، وما زالت.
وبعد الفتنة الأولى (منذ الثورة على عثمان وحتى ثورة الحسين على يزيد)، ثم بعد الفتنة الثانية التي تجسدت بالصراع ما بين عبدالله بن الزبير وأخيه مصعب من جهة وما بين عبدالملك بن مروان وعامله الحجاج من الجهة المقابلة… سيُقتل كما نعرف عبدالله ومصعب، ويسود عبدالملك والحجاج.
ستكون الفتنة الثالثة خروج ابن الأشعث، أو ثورة القراء، والمصطلحات الثلاثة (الفتنة، الخروج، الثورة) استخدمها المؤرخون المسلمون الأوائل في توصيف هذه الحرب التي قامت ما بين عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث مدعوماً بآلاف من فقهاء العراق ضد الحجاج بن يوسف مدعوماً بالجيوش والخليفة، ما بين 81 – 83 هـ.
سوف تُهزم ثورة ابن الأشعث في النهاية (وتحليل أحداثها له موقع آخر غير هذا المقال)، وسوف يمر موكب الحجاج على رؤوس خصومه القتلى في دير الجماجم، وسوف يُعرض الأحياء المتبقون من مقاتلين وفقهاء وعوام على سيف الحجاج، ليقتل من لم يشهد على نفسه أنه كفر حين انضمّ للثورة، الامتحان نفسه الذي ستعيده، بعد أربعة عشر قرناً، الأنظمة الديكتاتورية وغلاة التنظيمات السلفية الجهادية على خصومهم في الربيع العربي، وسوف يُقتل سعيد بن جبير هناك، ويبقى رفاق له أحياء بعدما أعلنوا توبتهم من حماس المعركة وعادوا لطمأنينة المساجد.
أحد مشاريع الشباب الأول أيام المدرسة (هذا بعدما قرر عنّا الشيخ التونسي أننا هرمنا)، حين كنت أعيش بين كتب التراث، هو أن أكتب قصة أو قصيدة متخيلة في مسجد البصرة بعد هزيمة ابن الأشعث، ما بين عامر الشعبي (أو غيره من رؤوس ثورة القراء التائبين)، وما بين أحد شباب الثورة المخذولين من الهزيمة والشيخ، عن فتاوى القتال المنسية، وغضبة الثأر المطفأة، وحلم الانتقام من ظلم الطاغية.. الذي أيقظه السيف.
ولكن هذا بقي في التاريخ لا في القصيدة.
في تأريخ الأفكار والمِلل التي طرأت على الإسلام، ثمة فكرة رائجة في أن “فقه التغلب” و”الإرجاء” ظهر بعد أحداث كثورة الحسين وثورة ابن الأشعث، هزيمتهم بالأحرى، كما أن الصوفية ظهرت وراجت لهذا السبب وللانهزام أمام الصليبية في ما بعد، كرد فعل انتقامي على السياسة عبر الانسحاب منها.
ورغم أن “الإرجاء” (الذي يعني باختصار مخلّ أن الإيمان متعلق بالتصديق فقط لا بالعمل)، ظهر كجدال عقدي في التاريخ المعرفي الإسلامي، إلا أنه تحوّل إلى جدل محوري لدى التيارات الجهادية عامة، كوصف سياسي عقدي، حيث يحيل إلى من لا يقولون بردّة الحكام، ويجمع هذا الوصف تيارات الإسلام السياسي والسلفية العلمية والسلفية الجامية والصوفية الطرقية والأشعرية المذهبية والمسلمين بلا أدلجة، وكذلك الثوار الخصوم لدى غلاة الجهاديين، حيث من المفارقة أن من اعتبروا هزيمة الثورات سبباً رئيساً في ظهور هذا الانحراف العقدي الخطير كما يرونه، تعلموا من درسهم أن يحاربوا ثورات عصرهم، بطرقهم هم.
كان أحد آراء طه حسين الغرائبية في معركة “الشعر الجاهلي”، هو أن أشعار الثائر العربي القديم (امرئ القيس) لم تكن أشعاره، وامرؤ القيس قد يكون وُجد تاريخياً لكنه أدبياً شخصية اخترعها عبد الرحمن بن الأشعث أو أحد أنصاره لتصوير حياة قائده، ورحلته بين البلدان، وبحثه عن الثأر لأبيه والملك على العرب… حتى قتله خذلان الأقربين وغدرُ قيصر وحلّته المسمومة.
وبعيداً عن تهافت طرح طه حسين علمياً، إلا أن هناك إغراء جمالياً في تأمل تشابه الشخصيتين، وهو الذي سنجده في شخصيات الثوار المهزومين من امرئ القيس أو الحسين بن علي أو عبدالله بن الزبير أو عبدالرحمن بن الأشعث وحتى الدون كيشوت، وفي قتالهم حتى الرمق الأخير، أو بالطرف المقابل شخوص الثوار المتقاعدين، الثوار القدماء الذين يحملون إرث الماضي، وعبء الراهن الغريب.
“بكى صاحبي لما رأى الدربَ دونه
وأيْقنَ أنّا لاحقانِ بقيصرا
فقلتُ له لا تبْكِ عينُك إنما
نحاولُ ملكاً أو نموتَ فنُعذرا”
امرؤ القيس
أبي
في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين، شهدت سورية المحكومة بالديكتاتورية العسكرية لحافظ الأسد، والذي مزج العصبة البعثية والطائفية في تثبيت حكمه، ثورة الإخوان المسلمين على نظام الحكم، وتبنت الطليعة المقاتلة الخيار المسلح (والاسم متأثر بوضوح بالأدبيات الشيوعية)، وكان لها تكتيكاتها الاستخباراتية المتفوقة (يمكن مراجعة الوثيقة المهمة عن تلك التجربة: مذكرات المهندس أيمن شربجي)، ولكن لم تتوفر على قاعدة شعبية واسعة أو قدرة عسكرية على مواجهة النظام القمعي الحاكم، والذي لم يستطع هزيمتهم أمنياً ولا عسكرياً، إلا بحملة قمع كبرى ومذابح وحشية بلغتْ ذروتها مع مجزرتي حماة وتدمر، ما اضطر المتبقين الأحياء من الإخوان إلى اللجوء للمنافي، واستكمال حياتهم وبناء أسرهم هناك.
وفي بلدان اللجوء، وُلد جيل كامل من أبناء الثوار القدماء، بلا وطن وبذكريات ثورة مجهضة، أنتمي شخصياً لهذا الجيل.
في المناسبات والأعياد، كان يجتمع الثوار القدماء في بيوت المنافي، يتذكرون أرضهم البعيدة، ذكريات الاعتقال أو خطط الاشتباك أو طريق الرحيل، يفكرون بإخوانهم المعتقلين منذ عشر أو عشرين أو ثلاثين عاماً ولا يعرفون إن قُتلوا أو ما زالوا يُعذّبون، ويفكرون بغدٍ أفضل، بعودتهم للحارات التي تغيّرت، تدمّرت اليوم، كثير منهم أرسل لهم النظام الذي شرّدهم وقتل رفاقهم بالتعذيب أنه سيعفو عنهم إن قدموا ورقة اعتذار فقط ويعودون لوطنهم آمنين، حتى حين راجعتُ شخصياً المخابرات العسكرية والأمن السياسي (بعمر 18 عاماً) أرسلوا لأبي ذلك معي، كان أبي ممن رفض ذلك، رفضته كرامته، تلك التي علّمتنا باكراً أن الموت ولا المذلة.
حين كان يأتي قادم من درعا، غالباً ما يكون جدتي (تتطابق مرة أخرى هنا الأم مع الوطن الضائع)، كان الطلب الأول أن تحضر معها ماء من درعا، كنا نصبّ الماء في كؤوس صغيرة كمياه زمزم، ونوزّعه على الضيوف من المنفيين والثوار القدماء، ويشربونه بتمهّل وقداسة، وبدعاء خاشع، وحنين مكظوم، ونكات مرحة عن الشباب في لحظة انشراح.
قامت الثورة، وحين عرضت لأبي ورفاقه الفيديو الأول لبداية الثورة السورية بمظاهرات درعا البلد في 18 مارس/ آذار 2011م لم يقولوا شيئاً.. ولكن بكوا جميعاً، وكانت إحدى هبات التاريخ النادرة، أن يشهد الثوار القدماء فرصة أخرى للثورة والثأر، وكنّا نحن ثأرهم من التاريخ.
2011 – 2016
أنتمي لجموعٍ من الشعب والثوار عرفت الهزيمة والموت والمنافي وضياع الهوية والإذلال، وقد صوّرت لنا السينما، كما أخبرتنا الكتب والتاريخ، وأكدت لنا حكمة الآباء ووجوه الشهداء، أن الأكثر بؤساً بين خيارات ثوراتنا المستحيلة هو أن نكون ثواراً سابقين، وقد قررت، وكذلك آلاف من الثوار السوريين، مهما حصل لنا ألا نكون كذلك، لن نكون ثواراً قدماء.
المصدر : العربي الجديد