مقالات

ميهميت بارلاس- هل تستطيع تركيا التخلي عن أمريكا ؟!

بينما نحن هنا نحاول تنظيف أثار محاولة الانقلاب التي كانت مثل كابوس مر على دولتنا ومجتمعنا وحياتنا نشاهد بعض الدول التي نعتبرها من حلفائنا الاستراتيجيين يأخذون الأمر بكل تهاون حتى نشعر وكأنهم سيقولون “إننا نأسف لما حل بالانقلابيين” مما يشعرنا أنه يجب علينا أن لا نتعجب ” .

بعض العلاقات الدولية والمصالح المتبادلة أصبح اعتمادها أمر محزن لنا ويجب علينا أن نكون قد تعلمنا هذه المرة. 

وفي الواقع إن العلاقة بين الانقلاب والجيش التركي هو أمر واقعي و حزين ، وفي النتيجة منذ عام 1960 شهدت هذه البلد أربع انقلابات ناجحة من أصل سبعة انقلابات ، وفي هذا الصدد من الممكن أن تكون عدم رؤية ردة فعل تشبه ردة فعلنا وتطورات متوقعة من الدول الخارجية هو أمر طبيعي.

وجميع هذه التطورات كانت عبارة عن جواب يبحث عنه لسؤال هو “هل أدت محاولة الانقلاب لحدوث تغييرات جذرية في العلاقات الخارجية لتركيا”

وكان للولايات المتحدة الأميركية رأي بهذا على لسان “هينري باركي” عندما صرح قائلا “إن تركيا في حاجة الناتو والولايات المتحدة الأميركية ” ثم أضاف من بعد ذلك ، “لم يبقى لتركيا أمل في أوروبا من بعد خروج بريطانيا فإن أوروبا من دون إنكلترا لا يمكن إن تقبل بتركيا ، وإذا فشلت العلاقات بين أميركا وتركيا فستفشل أيضا علاقة تركيا مع الناتو وإن تركيا لا تأخذ هذا الامر بعين الاعتبار “

وكان “هينري باركي ” الذي شغل منصب مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الباحثين الدولي وودرو ويلسون وهو صاحب علم بالشأن التركي ومتبع له باستمرار قد قال ايضاً “إن إعادة فتح الله غولن ليس بالأمر السهل ومن غير الممكن أن يكون 103 من الضابط العسكريين جميعهم تابعين لفتح الله غولن ففيهم من هو شيوعي ويوجد بينهم ضبّاط متقاعدين كبار في العمر” مما يجعل تصريح مثل هذا ملفتا للنظر.

أما الحديث عن أن تركيا بلد مجبور من التقرب من الولايات المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي وما مدى مصداقية هكذا تصريح يجب علينا التأكد منه برأيي .

المصدر : صحيفة صباح التركية – ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى