حاولت الصحافة الأجنبية على مدى سنتين الباس تركيا ثوب ليس ثوبها وتشبيهها بسوريا .
والمعادلة أنه ما الذي يختلف في تركيا عن الديكتاتور الذي يقتل الناس بكل وحشية وعن النظام البعث الوحشي الذي يقوم بقتل المعارضين أو حبسهم منذ أن تشكل إلى اليوم وعن دولة المخابرات التي هي عدو لشعبها والكثير من المفقودين فيها ما الذي يختلف .؟
والذي يقوم بتتبع الشأن التركي من الصحافة الأجنبية يظن أننا نعيش في بلد على هاوية نشوب حرب أهلية وأن هذه البلد تدار من قبل وحوش متعطشين للدم وهم مصدر كل شر وأننا من بلد يتكون من سكان يقومون في كل لحظة بذبح بعضهم البعض وحتى أن بعض الصحفيين الاتراك قاموا ببذل جهدهم للتأكيد على هذه الصورة لذلك كانت الصورة في حشد الديمقراطية في “يني كابي” قوي وكان مدمر .
فكان هناك ممن حضروا من المؤتمر اليهودي العالمي وحتى الجماعات الإسلامية وقد أتت جميع منظمات المجتمع المدني لإظهار ونشر رسالة السلام وإعطائهم الدعم للديمقراطية.
وعلى سبيل المثال فإن الخطاب الذي ألقاه رئيس الأركان العامة “هولوسي اكار ” والرسائل التي بعثها إلى الجمهور بكل حماسة كانت جداً مهمة لأنه ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة تم العمل على إظهار الضعف الذي سببته محاولة الانقلاب على الدولة التركية وأنها لن تستطيع احتواء وتجميع جيشها من جديد ولكن بات واضحاً أن الشعب التركي ما زال يقف مع مؤسسات الدولة بكل قوة وثقة .
عدا عن وجود نسائنا المحجبات يقفون جنب إلى جنب مع نسائنا الغير محجبات ليدافعوا عن الديمقراطية فقد نقلوا صورة حقيقية إلى غرف المتابعين والمحللين الأجانب الذين كانوا يقولون أن تركيا ضد عبارة “أصدقائنا العلمانيين وأعدائنا الإسلاميين ” .
لا وبل وجود زعماء أحزابنا المعارضة “دولت باهتشلي” و “كيليتشدار اوغلو” ورؤيتهم يخرجون إلى نفس الساحة مع رئيس الوزراء “بن علي يلدريم” ورئيس الجمهورية “رجب طيب أردوغان ” ليقوموا بتوجيه خطاباتهم إلى الشعب كان أهم عنصر في هذه المسيرة مما جعلها أهم مسيرة في تاريخ تركيا .
ومن بعد هذه المسيرة صارت تركيا اقوى في مواجهة أيادي العدو والرسالة التي وصلت أننا لن ننحني للخارج ولا للداخل وأن هذا البلد لا يزال يعارض العبودية بشجاعة صارت حقيقة
ومن الآن فصاعداً السؤال الذين أرادوا سؤاله “هل ستكون تركيا كسوريا ” حان الأوان لتحويله إلى السؤال الذي يرعبهم “هل ستكون سوريا مثل تركيا ” ؟.
المصدر : صحيفة صباح التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام