مقالات

فكرت بيلا – حدود عملية درع الفرات

مع فتح القوات المسلحة التركية جبهة ثانية من بعد معركة جرابلس تم إبعاد تنظيم داعش عن خط الحدود التركية مسافة 98 كيلو متر. فبعد ربط المسافة بين منطقتي اعزاز وجرابلس أصبحت المنطقة جاهزة لسيطرة الجيش السوري الحر عليها.

والهدف السياسي للقوات المسلحة التركية هو حماية المنطقة عن طريق إقامة منطقة خالية من الإرهاب وأكثر ما يثير اهتمام الرأي العام التركي والمجتمع الدولي ما هي حدود عملية درع الفرات فهل وصلت القوات المسلحة التركية إلى حدود الأهداف التي وضعتها مع الجيش السوري الحر عن طريق عملية تشوبان بيلي.

وللإجابة على هذا السؤال قمت بإجراء الاتصالات وكان الانطباع الذي حصلت عليه أن المناطق التي تمت السيطرة عليها عن طريق العملية إلى حد الآن ليست كافية للوصول إلى الحد المطلوب من العملية.

الهدف هو العودة إلى ما قبل 2011

إن الهدف من عملية درع الفرات هو العمل على عودة التوزع السكاني في المنطقة إلى ما كان عليه قبل 2011 وتأسيس لإعادة الترتيب السكاني إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب السورية.

والمعنى من هذا هو تأمين عودة العرب والتركمان إلى أراضيهم وقراهم ومدنهم التي تم اجتياحها من قبل تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية.

ونستطيع القول إن عملية درع الفرات ستظل مستمرة إلى أن يتحقق هذا الهدف.

ولن تقوم عملية درع الفرات بإعادة المهاجرين فقط بل ستقوم في نفس الوقت بإعادة إعمار ما تم تخريبه من أراضي وقرى التركمان والعرب وإعادة تسكين القادمين منهم وبهذا ستعود الحياة إلى وضعها الطبيعي على ما كانت عليه قبل 2011.

وعلى هذا النحو تم تعريف الأهداف السياسية والاجتماعية من العملية من قبل السلطة السياسية وبالإضافة إلى انشاء منطقة خالية من الإرهاب من أجل تحقيق هدف إعادة المهاجرين إلى مناطقهم ستكون المنطقة تحت حراسة أمنية لمنع خلق حالات جديدة من المهاجرين الجدد وتغيير هوية المنطقة.

منبج والباب

هل ستتوسع عمليات القوات المسلحة التركية نحو الجنوب لتشمل منبج والباب؟

فقد كانت القوات المسلحة قد وصلت الآن نحو الحدود الطبيعة لمنطقة منبج والجيش السوري الحر المدعوم من القوات المسلحة التركية يقف الآن في منطقة توزيل شاي وفي المنطقة المواجهة لتوزيل شاي يتجمع قوات وحدات الحماية الكردية ويتم شحن التعزيزات إلى هذه المنطقة من كوباني ويتم تقييم هذه التحضيرات التي قام بها وحدات حماية الشعب ووجودهم في منطقة منبج على أنها تحضيرات لفتح جبهة مع القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر والمعلومات التي تأتي تقول أنه إذا قامت وحدات الحماية الكردية بالدخول في هذه المعركة فمن الممكن أن تمتد عملية درع الفرات نحو منبج حيث تهتم تركيا بإعادة السكان الأصليين لمنبج ذات الأغلبية العربية والتركمانية إلى قراهم وقد أعلنت السلطات السياسية الأميركية والروسية أن تغيير التركيبة السكانية بقوة السلاح غير مقبولة وتنطبق هذه القضية أيضاً على منطقة الباب.

ومما يثير حساسية تركيا في منطقة الباب هو محاولة وحدات الحماية الكردية فتح ممر كردي من الجنوب عن طريق منطقة الباب عوضاً عن الممر الكردي الذي منعت تركيا من إقامته في الشمال بمنطقة جرابلس.

فإن محاولة وحدات الحماية الكردية وحزب العمال الكردستاني لفتح ممر من الجنوب يصل بين عفرين وكوباني عن طريق منطقة الباب يعد من أحد الخطوط الحمراء بالنسبة لتركيا وقامت القوات المسلحة التركية بأخذ التدابير اللازمة لمنع حدوث ذلك.

عبرت تركيا باستمرار عن عدم قبولها لمفهوم جيش سوريا الديمقراطي الذي تستخدمه الولايات المتحدة فإن هذا التعبير تم خلقه لإخفاء اسم وحدات حماية الشعب الكردية فمن المعلوم أن 98 بالمئة من عناصر جيش سوريا الديمقراطي هي من عناصر وحدات الحماية الكردية فليس هنالك شك أن ما تبقى من جيش سوريا الديمقراطي هي وحدات حماية الشعب الكردية المموهة.

والذي يفهم مما سبق أن حدود عملية درع الفرات تحددها تحركات وحدات الحماية الكردية في كل من منبج والباب.

المصدر : صحيفة حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى