شنت تركيا في 24 أغسطس عملية ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على 98 كيلو متر من الأراضي السورية على الحدود التركية وأطلقت اسم درع الفرات على عمليتها.
واستطاعت قوات المعارضة السورية المشكلة للجيش السوري الحر بدعم بري من القوات المسلحة التركية من اجتياح الحدود وإبعاد تنظيم داعش عن الحدود نحو الجنوب.
وتم عن طريق عملية درع الفرات إنشاء منطقة آمنة ضمن الأراضي السورية بعمق 40 كيلو متر، واقترح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الجمعية العامة للأمم المتحدة انشاء منطقة حظر طيران في هذه المنطقة أي كما كانت تقول تركيا منذ بداية الازمة السورية عن انشاء منطقة امنة للشعب السوري على الأرض يُمنع فوقها الطيران الحربي.
لم تحصل هجرة من المنطقة فالذين هربوا من تنظيم داعش نحو تركيا بدأوا الآن بالعودة ، فإذا تم انشاء منطقة حظر طيران بإجماع أميركي روسي سيكون عندها من الممكن توفير مأوى محمي للسورين في الداخل السوري ،ولذلك السبب لم يتم انشاء المنطقة إلى يومنا هذا .
وبسبب تقدم تنظيم داعش ايضاً في كل من مدينة تل ابيض وكوباني بحثت تركيا عن حل للمسألة السورية مع بشار الأسد “عندما كانت المشكلة مسألة ديمقراطية ” وخصوصاً في عام 2012 وعلى الرغم من تصريحات وبيانات والضغوط التي مارستها الولايات المتحدة وانكلترا على أنه لا نتصرف بليونة وأن نزيد من الضغط على النظام السوري أجرت تركيا لقاءات مع بشار الأسد ودعته إلى ان يقوم ببعض الإصلاحات الديمقراطية على الأقل عن طريق إجراء انتخابات محلية وإعطاء الجنسية السورية للمواطنين الاكراد.
وعندما لم يصغي بشار الأسد إلى نصائح تركيا عادت تركيا إلى سياسة حلفائها تجاه القضية السورية ولكن في هذه المرة قام الحلفاء بالعودة خطوة إلى الوراء ووضعوا بعضاً من الأعذار “من سيأتي من بعد الأسد ، ولا نعلم مَن مِنَ المجموعات الموجودة على الأرض نستطيع أن نثق بها .
وعندما قالت تركيا ” أنه يجب علينا أن ندعم المعارضة للإطاحة بالنظام بشكل كامل” لم تجد بجانبها حلفائها الذين كانوا معارضين لفكرة الضغط على نظام الأسد ليقوم بإصلاحات ديمقراطية “.
وبرأيي انه إذا كان هناك خطأ ارتكبته تركيا هو انها أجبرت نفسها على ان تجد حلاً للقضية السورية مع حلفائها لأنه أصبح من الواضح ان الحل يختلف من وجهة نظر حلفائها عن وجهة نظرها.
فلو فعلت ذلك كانت أجرت اتفاقية مع روسيا وتركت الدعم الذي تتلقاه من حلفائها وكما أقحمت عناصر الجيش السوري الحر في جرابلس كانت استطاعت ان تقحم عناصر الجيش السوري الحر وعناصر البشمركة في كوباني وتل ابيض.
وعندما دخل تنظيم داعش الى مدينة الموصل كانت تستطيع حماية المدينة عن طريق الدعم الجوي للحكومة العراقية وكانت منعت التنظيم الإرهابي من تعزيز قواته بالسلاح الأميركي والدولارات الموجودة في خزينة الدولة العراقية والعربات العسكرية ولما كانت انتظرت الدولة التركية لمدة شهور من بعد ما تم اسر الدبلوماسيين الاتراك الموجودين في الموصل.
فلو تصرفت تركيا على هذا الشكل كيف كانت للخريطة السورية ان تكون اليوم؟
كانت المنطقة الآمنة التي تم انشائها اليوم في جرابلس ممتدة على طول الخط الحدودي التركي ، ولما كان خمسة مليون سوري من عرب واكراد مضطرين للهجرة نحو تركيا وكردستان العراق ونحو مناطق تنظيم داعش أيضاً.
هل لم يتم توقع كل ذلك ؟
إن قول ذلك للجنرالات ذوي النجوم الكثيرة سيزيد من ذكائهم وقدرتهم على اعداد السياسة الدولية !
لقد نتج عن عملية جرابلس نتائج مهمة فلقد تم العمل مع الحلفاء على إقامة منطقة آمنة مع موافقة روسيا على ذلك ، وتم الكشف على أن طرح أسباب مثل “نحن لا نعلم من هم قوات المعارضة ” و “أن الجيش السوري الحر ولد ميتاً” هي أسباب ليست لها علاقة بالصحة.
وأصبح من الواضح أنه عندما يتم إعطاء الدعم البري والجوي للمعارضة السورية ستستطيع محاربة تنظيم داعش
وأنهارت أسطورة أنه ليس هنالك مجموعة تستطيع أن تقاتل تنظيم داعش غير حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية
واتفق الرئيس أردوغان مع الولايات المتحدة وروسيا في الاجتماعات التي عقدت في قمة العشرين في الصين وطرح وقف إطلاق النار في عيد الأضحى لكي يتوقف قتل الشعب السوري.
ولكن بسبب الصراع على السلطة بين الولايات المتحدة وروسيا عادت القذائف تمطر فوق البشر، ومن الواضح أن هذه الحرب ليست حرب الشعب السوري وانما حرب دول أخرى.
فإن أكبر خمس دول في العالم جميعهم من المشاركين في هذه الحرب لا يوجد دولة واحدة من هؤلاء الخمسة يدعو لوقف هذه الحرب
وإن هذه الدول الخمسة سوف يأخذون العالم نحو كارثة!
المصدر : صحيفة ستار ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام