يمان الحلبي طفل في الثانية عشر من عمره يدرس علم الكون في مخيم اللاجئين بمدينة غازي عينتاب الذي يقيم به مع أخيه الكبير عبد الرحمن ووالده ووالدته وحلمه أن يصبح عالماً سورياً.
من أين علمت كل ذلك؟ تعرفت عليه البارحة في قمة “أكاديمية الشباب غورو” الخامسة عشر التي تنظمها المدرسة الدولية للقيادة “أكاديمية الشباب غورو” .
حضر القمة 3000 طالب وطالبة من 170 جامعة من جميع أنحاء تركيا وكان من بين الحضور الكثير من علمائنا كالبرفسور “ميهميت تونير” الذي يعمل في جامعة هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة وكان موجود أيضاً العالم النفسي والرئيس التنفيذي لشركة توركسيل البروفيسور “دوغان جوجيل اوغلو” بالإضافة إلى العديد من الأسماء الأكاديمية المشهورة عالمياً.
ترك “سنان يمان” مسيرته المهنية في شركة “يونيليفير” وذهب لإنشاء “أكاديمية الشباب غورو” الذي وضع من خلالها نظام بيئي استطاع أن يضم فيها أكثر من 50 ألف شاب ونستطيع أن نقول أن المشروع استطاع أن يجلب أسماء كبيرة ليكونوا شركاء فيه لدرجة أن المنظمة الغير الحكومية الوحيدة في تركيا التي يفاضل للدخول إليها 50 ألف طالب جامعة ليتم قبول 50 شخص فقط وكما قال سنان يمان “الغرور صغير ولكن القلب كبير”.
مع هذا العدد الكبير من القادة المتطوعين من الشباب في تركيا فقد حقق مشروع “معا للنجاح” العديد من الجوائز من المؤسسات الكبرى مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والأمم المتحدة.
وفي هذا العام تم اختيار بعض أسماء الشباب السوريين الذين نجحوا في تقديم مشروعهم من بعد ما تم اللقاء معهم في مخيم غازي عينتاب بدعم من رئيسة بلدية غازي عينتاب “فاطمة شاهين”.
فقد نجحت “أكاديمية الشباب غورو” بتوزيع استمارات على الشباب السوريين وتم اختيار البعض منهم من أجل حضور دورة تدريبية في مدينة إسطنبول.
ومن بعدها أرسل “سنان يمان” فريق آخر إلى المخيم من أجل اختيار أطفال في 12 من عمرهم وتم عندها الكشف عن الطفل “يمان الحلبي” الذي قال أريد أن أصبح عالماً سورياً وتم إحضاره إلى مشروع التعارف الذي يشارك فيه علماء مشهورين على مستوى العالم في إسطنبول وكان البروفيسور “ميهميت تونير” معجب جداً بهذا الاجتماع والجميل بالموضوع أن “أكاديمية الشباب غورو” لن تترك يمان من بعد هذه اللمسة وقال البروفيسور تونير “ليس هنالك مشاريع تشبه المشاريع التي نقوم بها واستمراريتها ستكون مهمة جداً فبعد عشرة أعوام سوف تجدون يمان قد وصل إلى نقطة جميلة جداً”.
وفي الواقع تسليط الضوء على الشباب السوريين اللامعين الموجودين في المخيمات الذين يستطيعون تغيير نظرة المجتمع لهم أمر يحتاج إلى رعاية شديدة.
المصدر : صحيفة صباح التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام