في 30 من كانون الأول يوم الجمعة في الساعة 8 مساءً وصلت إخبارية خطيرة من الولايات المتحدة الأميركية تقول الإخبارية أن تنظيم داعش يخطط لشن هجمات إرهابية على أحد الأماكن في أنقرة وعلى مكانين في إسطنبول والإخبارية التي وردت من الولايات المتحدة كانت مهمة ولكنها كانت عامة فلم توضح أي مكان في اسطنبول وإذا كان هنالك معلومات أخرى لدى الأميركيين توضح الأماكن المستهدفة ولم يشاركوها مع تركيا فهذا يدينهم ولو تم العمل على تقييم الإخبارية الواردة من أجل إسطنبول ألم يكن من الممكن الكشف على أنها تحوي تلميحات حول أماكن الترفيه مثل الملهى الليلي الذي وقع فيه الهجوم؟
أعلن والي أنقرة “أرجان توباجا” في مؤتمر صحفي عند الساعة 3 عن التدابير المتخذة في العاصمة من أجل احتفال رأس السنة ووصلت الإخبارية من الأميركيين عند الساعة 8 مساءً وفي عملية تمت في 31 كانون الثاني في أنقرة تم القبض على 8 أشخاص من تنظيم داعش وتم اتخاذ تدابير صارمة في إسطنبول وعند الذهاب إلى المكان الذي يوجد فيه الملهى الليلي “رينا” يمر من ثلاث نقاط تفتيش تابعة للشرطة.
أصابع الاتهام تتجه نحو تنظيم داعش
ومع كل ذلك قتل الإرهابيين الشرطة الواقفة عند الباب وتم وقوع مذبحة كبيرة داخل مركز الترفيه المشهور، والمحزن والمثير للقلق إن الخطر لم يزل إلى الآن مستمر حيث إن الإرهابي الذي نفذ المذبحة خلال 7 دقائق استطاع إن يغير لباسه ويهرب وهذا يدل على أن الخطر لم يزل مستمر وإلى أن يقبض عليه نحن لا نعلم متى وأين سيقوم هذا الإرهابي بمذبحة جديدة.
أصابع الاتهام حول منفذ العملية في الملهى الليلي تشير إلى تنظيم داعش وفي الأساس إن الإخبارية التي وردت من أميركا تشير إلى تخطيط تنظيم داعش للعملية الإرهابية ويبدو أن منفذ العمل الإرهابي قد خطط له بمهارة كبيرة وعمليات كبيرة من هذا النوع تشهد دائرة إعداد كبيرة من صناع القرار وكنا قد رأينا ذلك في الهجوم الذي حصل في مطار أتاتورك حيث لم يستخدم حينها أفراد من المجتمع المحلي بل طلب من مجموعة من الشيشان واليوغور تنفيذ العملية ومن الملاحظ أنه في هجوم الملهى الليلي أيضاً لم يستخدم أفراد من المجتمع المحلي لكي لا يلفت ذلك نظر الوحدات الأمنية الموجودة في المنطقة ولكن هناك فريق أتى للكشف عن المنطقة من أجل تحديد طريقة العمل.
العبور من ثلاث نقاط مختلفة
لكي لا يلفت الإرهابيين انتباه ثلاث نقاط تفتيش المختلفة دخلوا إلى المنطقة عن طريق سيارة تاكسي تجارية في الساعة 1 ليلاً ومعهم سلاح الكلاشينكوف ولا نستطيع القول أن فريق يخطط لعمل مثل هذا لم يأخذ احتياطاته الأمنية ولكن ما يثير الشكوك أكثر هل كان هنالك من يدعم الإرهابي داخل الملهى حتى استطاع تنفيذ هجومه وتبديل ملابسه في 7 دقائق فتنفيذ مجزرة مثل هذه والنجاح بالفرار من بعدها يظهر مدى احترافية العمل الذي عمل به.
وإذا سألنا لماذا تم استهداف تركيا في ليلة رأس السنة ولماذا تم اختيار أكثر الأماكن المكشوفة في إسطنبول إن اختيار مكان للترفيه ومشهور يعد عملاً يناسب تفكير وايديولوجية تنظيم داعش وبطبيعة الحال إن من أسباب هذا الهجوم هي العملية التي تجريها تركيا ضد التنظيم في مدينة الباب.
ويتم الآن تأسيس نظام جديد في سوريا من قبل تركيا وروسيا ويجب قراءة القوة التي تقف ضد الإرادة المشتركة التي أظهرتها تركيا وروسيا وإيران في وقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين من مدينة حلب وفي الحقيقة هنالك من يحاول إدخال تركيا في الفوضى عن طريق التنظيمات الإرهابية ونحن الآن نواجه تحدياً دولياً ومن الواضح جداً كيف إنهم يريدون تشبيه تركيا بسوريا.
لا يمكن التغلب عليه عن طريق التدابير العامة
تم ترك تركيا تقاتل وحدها تنظيم داعش فوق التراب السوري في منطقة الباب ومنذ 16 تشرين الثاني لم يتم إرسال طائرة واحدة ضد داعش وفي ليلة 29 كانون الأول أقلعت طائرات التحالف من قاعدة إنجرليك التركية من أجل ضرب مواقع تنظيم داعش وعادت متحججة إنها لم تضربهم بسبب سوء الأحوال الجوية وفي نفس الليلة أقلعت طائراتنا ومحت الأهداف المطلوب ضربها.
والتنظيمات الكردية التي تعمل وكأنها تحارب تنظيم داعش تمد بالدعم وبالسلاح لكي تقوم بمحاربة تركيا به.
ما يظهره هذا الهجوم ان الإرهاب في تركيا سيستمر في عام 2017 والوضع خطير ولا يمكن التغلب عليه عن طريق التدابير العامة وأظهر الهجوم على الملهى الليلي إن المنظمات الإرهابية تستعمل مفهوم جديد في عملياتها الإرهابية ولهذا يتوجب علينا العمل ضمن استراتيجيات جديدة.
المصدر : صحيفة حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام