مقالات

أمين بازارجي – ما مصير العلاقات التركية الأميركية في زمن ترامب؟! (مترجم)

 حدث أول اتصال ، حيث أجرى رئيس الولايات المتحدة الجديد ترامب مكالمة هاتفية مع الرئيس أردوغان وكانت المكالمة إيجابية ولكن وبسبب ما عانته علاقاتنا مع الولايات المتحدة في زمن إدارة أوباما نحن لم نزل حذرين من هذه المكالمة الهاتفية.

واذا أردنا أن نستذكر كانت أول زيارة للرئيس أوباما إلى تركيا واستطاع استخدام لغة الجسد بشكل جيد واستطاع ان يعطي إشارات إيجابية للشعب التركي وقال في ذلك الوقت للرئيس عبد الله غول “أنا أكثر شخص أستطيع ان اتفهمكم في الولايات المتحدة” وحتى أنه أبدى موقفاً قال به “أنتم تزيدون من قوتنا ونحن أيضاً نزيد من قوتكم”.

ونعلم بعدها ما حث بعد ذلك فقد ساءت العلاقات الأميركية التركية جداً في زمن إدارة أوباما حتى أنها دخلت في أسوء فصولها ولأجل ذلك نحن اليوم نعيش حالة حرب في سوريا مع تنظيم تدعمه الولايات المتحدة.

وبالرغم من كل ذلك يجب علينا النظر بإيجابية نحو العلاقات التركية الأميركية من بعد المكالمة التي تم إجراؤها والأهم من كل ذلك يجب التركيز من بعد هذه المكالمة على إجراء “تحالف وشراكة استراتيجية” لأن هذه المفاهيم أصبحت غير متوفرة بسبب ما مررنا به في الفترة الأخيرة حيث تم تبديل كلمة الحليف إلى نفور وعدم الرغبة حيث كنا نتزاحم مع الولايات المتحدة في كل موضوع.

وإذا كان هنالك رغبة بإعادة تثبيت مفاهيم الشراكة والتحالف فيجب على الإدارة الأميركية الجديدة اتخاذ مواقف واضحة بالنسبة لنا.

إعادة النظر في ما يخص تنظيم فتح الله غولن فمع المعلومات والوثائق التي أرسلت إليها يجب أن تتخلى عن فتح الله غولن وعن تنظيمه الديني الممتد في ولاية بنسلفانيا

يجب عليها من بعد الان التخلي عن العمل مع التنظيمات الإرهابية وفي أقل تقدير أن تضع مسافة بينها وبين عناصر ذراع حزب “بي كي كي” في سوريا حزب “بي يي دي” ووحدات حماية الشعب الكردية. وأن تتخذ خطوات جدية مطمئنة تجاه تركيا.

في الفترة الأخيرة أرسلت العديد من الرسائل المطلوبة من طرف أنقرة إلى واشنطن من أجل التوجه في هذا الاتجاه والذي أأأريد قوله هنا أنه إذا كانت إدارة ترامب جادة بالعمل مع أنقرة فهي تعلم جيداً ما هو المفروض أن تفعله من أجل ذلك فإذا أرادت التركيز على مفاهيم التحالف والعمل الاستراتيجي المشترك فيجب علينا أن ننتظر بعض التغيرات من الطرف الأميركي.

الولايات المتحدة دولة ذات قوة عظيمة وتركيا هي أهم الفاعلين في الشرق الأوسط وهم يعلمون ذلك كما نحن نعلمه فإن المنطقي من ذلك أن يقوم كلا البلدين بإصلاح العلاقات المشتركة من طرفه عدا عن أنه يعاد تشكيل الشرق الأوسط والعالم من جديد وكما أنه يوجد في تركيا رئيس يستطيع التكلم بطريقة لم يعتدها العالم هنالك أيضاً في الولايات المتحدة رئيس جديد يتكلم بما لم يعتده الناس فيجب على كليهما أن يجتمعا كي يحاولوا إيجاد صيغة سياسية جديدة.

إن الشعب التركي ينظر إلى ترامب نظرة مختلفة قليلاً عن نظرته إلى أوباما فترامب لديه تصرفات ومواقف خارجة عن المألوف تسببت بالصراع مع المؤسسات والقوى في واشنطن من أجل جمع التعاطف وكذلك مواقفه السلبية تجاه اللاجئين وضد الإسلام.

ولكن ما أردت قوله أنه الآن يملك كلا البلدين بنية تحتية للتفاهم ملائمة أكثر من تلك التي كانت في عهد أوباما وفي نفس الوقت تستطيع إدارة ترامب أن تقيم هذه البنية التحتية وتترجمها إلى العديد من الخطوات لكن في الاتجاه المعاكس.

كما من الواضح أن إدارة ترامب ترى من المهم ضرورة إقامة علاقات جيدة مع تركيا وفي الأساس إن الذي يتوجب على الإدارة الأميركية الجديدة أن تفعله بسيط جداً وهو اختيار تركيا عوضاً عن التنظيمات الإرهابية كفتح الله غولن و “بي يي دي” و “يي بي جي” .

والتطورات تظهر أن المؤشر يتجه نحو هذا الاتجاه ومدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو سيكون اليوم في تركيا وبعبارة أخرى ستكون أول زيارة من منظومة الأمن التي أقامها الرئيس الجديد وسيستمع لنا ويأخذ منا المعلومات والوثائق وهذا مهم بدرجة كبيرة.

وعلى ضوء هذه التطورات يمكننا أن ندخل بتفاؤل حذر تجاه إدارة ترامب.

المصدر : أكشام التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى