استرعى الانتباه اعراب نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوف لدى زيارته اسرائيل عن اقتناعه بأن الحزب سينسحب من سوريا بعد انتهاء الحرب، من غير أن يحدد طبعاً معايير نهاية هذه الحرب المفتوحة على احتمالات كثيرة.
ويكتسب كلام المسؤول الروسي دلالات لكونه يأتي في خضم السجال الحربي الكلامي المتزايد بين الحزب واسرائيل والذي بلغ مستوى تهديد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بقصف مفاعل ديمونا وتحذيره من أن أي حرب محتملة بين الجانبين لن تكون لها خطوط حمر. من هذا المنطلق، بدا سيرومولوف كأنه يحاول تبديد مخاوف اسرائيل من تزايد قدرات الحزب في سوريا وخارجها.
وبغض النظر عما اذا كان كلام المسؤول الروسي يستند الى معلومات عن “موعد” انسحاب الحزب من سوريا أم أنه مجرد استنتاج منطقي، فان العلاقات المتطورة بين موسكو والحزب تكسب الكلام الروسي أهمية إضافية.
فعلى رغم كل ما قيل عن التسويات التي أمكن التوصل إليها بين موسكو والدولة العبرية بعد التدخل العسكري الروسي المباشر، وبعد التصريحات الاسرائيلية المتكررة عن التزام موسكو عدم تسليح “حزب الله”، كثرت المؤشرات التي يمكن أن تثير قلق اسرائيل. ولعل آخرها ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأحد ومفادها أن الحزب نجح في نقل صواريخ من طراز “ياخونت” الروسية الصنع والأكثر تطوراً من نوعها في العالم، إلى لبنان. واستندت الصحيفة إلى مصادر استخبارية غربية شاركت في المؤتمر الدولي للأمن المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية.
وكانت الدولة العبرية تحدثت مراراً عن تخوفها من هذه الـصواريخ بحجة أنها تخل بالتوازن لكونها تهدد أسطولها البحري وبوارجها الحربية قبالة السواحل اللبنانية والبوارج الأميركية في البحر الأبيض المتوسط. وبدا المسؤول الروسي في حديثه الى الصحيفة الاسرائيلية واضحاً في قوله إن “حزب الله” هو بالنسبة الى روسيا جزء من السياسة اللبنانية، ويدعمه قسم كبير من سكان لبنان، وهو موجود في البرلمان، و”لهذا السبب لا يمكن إدراجه على قائمة الإرهابيين الدوليين”.
ليس هذا الموقف الروسي من الحزب جديداً، لكنه يتزامن مع تطور التواصل بين الجانبين في سوريا خصوصاً، من علاقة غير مباشرة محصورة بالجانب الميداني، الى ما هو أبعد من ذلك. ويقول مراقبون إن موسكو صارت تتعامل مع الحزب في سوريا على أنه شريك كامل مثله مثل إيران وسوريا. وفي نهاية كانون الأول، نشر فيديو على “يوتيوب” يظهر جنوداً من القوات الخاصة الروسية يضعون على زنودهم العلم الأصفر والأخضر للحزب، بينما كانوا يرافقون مقاتلين يعاينون جثة. ومع ذلك، يبدو أن الحزب يطمع بما هو أبعد من الياخونت. ففي مقابلته مع التلفزيون الايراني، قال نصرالله أمس إن روسيا ليست جزءاً من “محور المقاومة”!.
المصدر : النهار