مقالات

بريل ديدي أوغلو – عن ردات الفعل التركية الأوربية.. أين الدبلوماسية؟! (مترجم)

نحن الآن كتركيا وأتراك نعيش مشكلة مع كل بلد أوروبي عدا دول جنوب أوروبا والأمر ليس كما يتم الشرح على أنه إسلام فوبيا بل المتوقع أن تكون المسألة هي تركيا فوبيا وكلنا نعلم الأحداث التي وقعت في هولندا حيث يتم الآن وضع جميع الأحداث مع أسبابها على الطاولة كي يتم مناقشتها. 

والجدير بالذكر أن نتيجة هذه التصرفات المعادية لتركيا والقادمة من هولندا والنمسا وألمانيا تفيد الأحزاب اليمينية والمحافظة والعنصرية والقومية في تلك البلدان.

وكانت التصرفات السلبية القادمة من تلك البلدان لا تستهدف تركيا بشكل مباشر بل كانت وبشكل واضح تعبر عن رفض التعامل مع النظام الحاكم في تركيا ولكن الذي يفهم أنه عندما تعامل وزراء من تلك البلدان مع وزراء أتراك بتصرفات خارجة عن العادات والبروتوكولات الديبلوماسية لم يضعوا في حسبانهم أنه ستقف جميع الأحزاب المعارضة مع النظام الحاكم.

وهناك ما لم يفهم أكثر من قبلهم أنه تم فعل ذلك الأمر كله من أجل إضعاف النظام الحاكم في تركيا ولكن أدى ذلك إلى زيادة دعم الحزب الحاكم في الاستفتاء الذي سيجرى في البلاد وزيادة نسبة نجاحه.

ففي حال أنهم لم يضعوا حسباناً لذلك فسوف يعطيهم ذلك درساً في الخطوات التي سيتخذونها من بعد الآن.

الطريق السياسي والقانوني

إذا ما نظرنا إلى الموضوع من الناحية السياسية من الممكن أن تقوم الأحزاب السياسية الغير معادية لتركيا في تلك البلدان بالضغط على المنظمات الغير حكومية والشركات التجارية لزيادة التعامل أي بمعنى آخر من الممكن أن يصبح المشتكين والغير مرتاحين من تصرفات اليمين خلال فترة الانتخابات هم المحاورين والمخاطبين لتركيا عدا عن وجود قضايا من الممكن أن يؤدي فتحها إلى حجب الثقة عن البرلمانيين الذين تعاملوا بطريقة سيئة ومن الممكن أن تساعد الأطراف الأخرى على كسب الفوز في الانتخابات.

ومع ذلك يجب أن تكون الخطوة الأولى رصد الخطوات القانونية الواجب اتخاذها في المرحلة الأولى فأولاً وقبل كل شيء يجب الذهاب إلى المنظمات الدولية والمحاكم المهتمة بشؤون انتهاك الاتفاقيات الدولية التي تنظم القواعد والمسؤوليات الدبلوماسية بالتزامن مع ذهاب جميع الأشخاص المتضررين من الأحداث في هولندا لمحكمة حقوق الانسان الأوروبية للحقوق الفردية وهنا لا نتكلم فقط عن الوزيرة بل يوجد هنالك صحفيين أيضاً.
من الممكن أن يستغرق الطريق القانوني وقتا أطول ولكنه ذو نتائج ثابتة أكثر.

طريق السياسة الإقليمية

وفي الوقت نفسه يمكن لتركيا أن تبذل الجهود لتحسين علاقاتها مع البلدان الأوروبية الأخرى فعلى الرغم من أن بلدان جنوب أوروبا يدافعون عن تركيا ولكنهم ليسوا بمكان ينتقدون به هولندا أو ألمانيا فعلى سبيل المثال إذا ما خرج بيان من الرئيس في فرنسا أو حزبه يؤكد به أن تركيا على حق فمن دون شك سوف يكون رئيس الحزب العنصري هناك هو رئيس الدولة القادم.

وهكذا سيصبح من الصعب خلال فترة زمنية قصيرة الحصول على موقف داعم لتركيا من تلك الدول.

لذلك يجب العمل على الاستثمار في تلك الدول لكسب المواقف في المستقبل فهنالك حاجة للاستثمار معها.

ومع ذلك من الضروري التنبؤ بما سوف يحصل في المستقبل فمن الممكن أن يتم طرح مبادرة من الدول المعادية لتركيا مفادها أن يتم إخراج اسم تركيا من المؤسسات الأوروبية مما سيضطر ذلك تركيا لإخلاء الساحة والمغادرة.

وإذا ما أجبرت تركيا على مغادرة المؤسسات الأوروبية من تلقاء نفسها فهذا معناه أن تلك الدول لديها وسائل للهروب من تركيا دون تكبد أي تكاليف مالية.

ولذلك يجب على تركيا عند إنشاء أية علاقات طبيعية في أي منطقة لن يكون لديها توقع في أن يصل الطرف الآخر إلى مرحلة الهروب لذلك يجب عليها أن تترك مساحة للباب تستطيع هي أن تتحكم به.

المصدر : ستار ، ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى