قال الشاعر بهاء الدين زهير :
توق الأذى من كل نذل وساقط فكم قد تأذى بالأراذل سيد
جاء في الحديث الشريف (ما نزعت الرحمة إلا من شقي)، وهل هناك على وجه الأرض أشقى وأقسى من الجزار بشار الذي يطبق المقولة (أنا ومن بعدي الطوفان)، فقد اقترب عدد شهداء الشعب السوري من المليون وأكثر من نصفه نازح ومشرد، وهناك دمار شامل في كل المدن السورية.
الجدير بالذكر أن الجزار بشار الأسد درس طب العيون في بريطانيا، لكنه يعاني من عمى الألوان، فهو لا يميز بين اللون الأحمر والأبيض، فقد تجاوز كل الخطوط الحمراء في استخدام القوة المفرطة، وكذلك الغاز الكيماوي الذي هو الخردل والسارين التي هي ممنوعة ومحرمة دوليا، ولكن للأسف المجتمع الدولي يغط في سبات عميق ونايم في العسل.
بالأمس قامت طائرات النظام السوري الدموي بقصف جوي بغارات سامة على شمال غرب بسوريا في محافظة إدلب وراح ضحيته 100 شهيد و400 مصاب معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن ناهيك عن القنابل المتفجرة المحرمة دوليا وطبعا المجتمع الدولي يلوح بصمت هو صمت القبور ماعدا بعض الأصوات قد تعالت هنا وهناك تطالب بمحاسبة المجرمين الذي استخدموا السلاح الكيماوي ضد الأهالي العزل مثل مطالبة فرنسا وبريطانيا اللتين طالبتا بتقديم المسؤولين عن هذه المجزرة الوحشية للمحكمة الجنائية الدولية وهي طبعا مجرد تسجيل موقف وتعاطف مع ضحايا النظام السوري.
الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما اعتبر استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي خط أحمر ولكنه أيضا مصاب بعمى الألوان فلم ير الخطوط الحمراء التي تجاوزها الجزار بشار ويبدو أن الرئيس ترامب سوف يسير على خطي الرئيس السابق وهو لا يرى أن رحيل الجزار بشار يعتبر أولية للإدارة الأمريكية.
إن مصداقية المجتمع الدولي الذي يمثله مجلس الأمن هي اليوم على المحك فهناك مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي وقع على إعلان مبادئ حقوق الإنسان وما يحدث اليوم في سوريا من استخدام للسلاح الكيماوي يعد انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكذلك عمليات القتل والتعذيب الوحشي التي تمارس في السجون السورية والموثقة بالصوت والصورة وهي سجون الداخل إليها مفقود والخارج منها مفقود وأكثرها سجون سرية ترتكب بها المجازر الوحشية التي يقوم بها الجزار بشار والشبيحة وأذناب النظام الإيراني.
إن الله يمهل ولا يهمل وأطفال سوريا والنساء والشيوخ فيها هم ضحايا ووقود لحرب عبثية طائفية المسؤول الأول عنها الجزار بشار وكبار المسؤولين المجرمين من أتباعه ويزيدها اشتعالا التدخل الإيراني من خلال أذنابه حزب الله وكلاب النار داعش والمليشيات الشيعية والمرتزقة من العراق وباكستان وأفغانستان الذين تجندهم إيران.
لا شك أن حماية النظام الروسي للجزار بشار وأزلامه يجعله شريك في هذه المجازر والجرائم في حق البشرية والإنسانية وهو يوفر غطاء للنظام السوري ويعتبر شريك له في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. إن الحساب قادم لهذه الحفنة والشرذمة من الأشرار والمجرمين الذين يمثلون محور الشر الذي تقوده روسيا وحليفتها إيران وأذنابهم من حزب الله وكلاب النار داعش والمليشيات الشيعية، وهذا المحور يحتل سوريا بحجة حماية نظام الجزار بشار وأيضا المراقد المقدسة!! ومن سوف يحاسبهم هو الشعب السوري وليس المجتمع الدولي ومؤسساته التي فقدت مصداقيتها وسقطت عنها ورقة التوت، فهي لا تعترف إلا بحقوق الإنسان في الغرب.
أما في الشرق، فليس له حقوق، فهذا المجتمع الدولي يكيل بمكيالين، ويمارس النفاق السياسي، فنحن اليوم نعيش في غابة، وليس هناك قانون دولي يحمي الشعوب من بطش الحكام الطغاة والتنظيمات الإرهابية، ولم يبق إلا عدالة السماء، التي سوف تمكن الشعب السوري من نيل حقوقه، ومحاسبة من يمارس أبشع الجرائم والمجازر، وسيكون حسابهم عسيرا.
المصدر : الوطن الكويتية