مقالات

ميسرة بكور – فبركة مخرج أمريكي

لا شيء حدث في خان شيخون ولا في غوطة دمشق ولا من قبل في الحولة، «فبركة» قالها الأسد، فلا أطفال ذبحوا ولا أشلاء فاضت ارواحها جوعاً في مضايا ولا دموع زرفت على محراب خان شيخون ولا نمتلك كيميائيا «فبركة» المخرج امريكي ونماذج لبلدة خان شيخون تم تصميمها في قطر.

خرج الجمهور إلى فبركة «هوليوودية» من اخراج «إيفانكا ترامب» احفظوا هذا الاسم جيداً ربما تهيئ لوراثة ابيها».

باختصار مكثف هذا ما قاله بشار الأسد في آخرهرطقاته الإعلامية، ولست اعرف هل نلوم الصحافة التي تتقاطر على اعتاب بشار الأسد ام اللوم يقع على حكومات تلك الدول التي تسمح لصحافييها مقابلة ونشر حديث لإرهابي وصفه رئيس أقوى دولة في العالم أنه « ضار للبشرية وأنه حيوان».

بشار الأسد الذي لم يكن أحد يُلْقِي لها بالاً في سوريا ولا حتى أبوه حافظ الأسد، حتى مقتل اخيه باسل الأسد، فأصبح الوريث لعدم وجود البديل. مازالت تتلبسه تلك الحالة فبركته رئيساً.

نعم فبركة، بدأت من تغيير الدستور الذي بالأصل فصله الأسد الأب على مقاسه في سبعينيات القرن الماضي، لكن هذا المقاس الخاص «بحافظ» اتضح انه واسع على بشار الأسد، فكان لابد من إعادة ترتيب المقاس.

فبرك اجتماع مجلس «التصفيق» الشعب السوري المعين من الجبهة الوطنية التقدمية برئاسة حزب البعث الذي يقوده حافظ الأسد، خلال دقائق وتصويتهم بتلك المهزلة التي تتناقلها الأجيال ولم يسبقهم اليها أحد فأجمعوا على تعديل مقاس «سن» الرئيس من أربعين سنة إلى خمس وثلاثين ليناسب بشار الأسد ، وفبركة أخرى استفتاء الشعب السوري على تعيين بشار رئيساً لسوريا ومعظمهم لم يسمع به قبل وفاة شقيقه باسل، عام 2014 فبركة انتخابات رئاسية تعددية صوت فيها منافسو بشار الأسد على منصب الوريث لصالح الأسد نفسه.

فبرك الدستور وفبرك استفتاء شعبيا وفبركة انتخابات أكثر من نصف سكان البلد المنتخبين اما هو لاجئ او مشرد وربما غريق، وأصبح هذا المخلوق المجهول المنكر، رئيساً بسبب فراغ منصب الوريث.

لذلك ما فتئ يذكر وتحدثه نفسه بالفبركة، التي مازال يعاني منها هو قبل غيره وتلازمه حتى يومنا هذا.

هو يدرك قبل غيره، أنه مجرد فبركة. ولم يستطع التخلص من عقدة النقص هذه، رئيس بسبب فراغ الوريث، واصبحت «الفبركة» جزءًا من شخصيته تلاحقه في أحلامه واسعد اوقاته.

كل شيء عنده مفبرك، كما هو حاله اليوم. فبركة، يدعي فيها انه الرئيس بينما الحاكم الفعلي هم الميليشيات الايرانية اللبنانية والقول الفصل عند موسكو.

تعقد ايران صفقة مع النصرة تتبادل فيها السكان ولا ذكر للقائد الملهم، يصدر تنظيم حسن نصر الله والميليشيات المنقادة إيرانيا المغطاة روســياً بياناً تدين فيه «التوماهوك» الأمريكي وتتوعد بالرد ولا ذكر للأسد.

إيران مهدت وتنظيم الأسد نفـذ، والفصائل الضامنة المتهم. وربما تنظيم الدولة يتبنى العملية.

المفاوض الإيراني وميليشياته أخلّوا بالاتفاق، وأخرجوا نصف المسلحين فقط من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين لهم، على خلاف ما تم التوافق عليه.

ربما كانت إيران بيتت التفجير أو أنها لم تكن تثق بتنظيم الأسد وصراع الأجنحة فيه، خاصة مع اقصاء تنظيم الأسد عن اتفاق «الدوحة» ولست أعلم هل كان هذا الاقصاء متعمدا او متفقا عليه بحيث لا يظهر الأسد بأنه مشارك في عملية التبادل السكاني، وتطبيق نظرية المواطن المفيد لسوريا المفيدة.

بصمات تنظيم بشار الأسد واضحة في تفجيرات الراشدين.

أي مبتدأ فضلاً عن خبير في المتفجرات لابد له وان يلاحظ حجم الانفجار الهائل الذي امتد على مسافة واسعة قد تصل الى 150م ،ولابد له ان يلاحظ وهو يتابع مقاطع الفيديو التي بثتها وسائل اعلام والناشطون ان التفجير تم من الخرج ، حيث شاهد الجميع تحطم وتهشم جوانب الحافلات التي تقل مسلحي الفوعة كفريا ، ووجود عدد من السيارات الصغيرة مدمرة بالكامل على بعد امتار من الحافلات مما يرجح نظرية ان التفجير تم عبر زرع قنبلة كبيرة جداً من المتفجرات في احدى الشاحنات التي نقلت مواد غذائية قال ممثلو تنظيم الأسد انها عاجلة لمساعدة الأطفال، وهذا ما يرجح رواية المعارضة رغم انها ارتكبت خطأ كبيراً ارتكبت «خطأ كارثيا» لعدم تفتيش تلك الشاحنات.

كما يشير حجم التفجير إلى أن الشحنة المتفجرة كبيرة جداً قد تزيد عن 250 كيلو وذلك من مساحة التدمير وحجمه، وهذا مؤشر آخر أنها أتت بعد أن تم اعدادها بعناية في مراكز مخابرات تنظيم الأسد وكل الشاحنات التي أتت للمنطقة أرسلت من قبل تنظيم الأسد.

تنظيم الأسد أصطاد عدة عصافير بحجر «الراشدين» رسالة للمجتمع الدولي الذي يلاحقه بجريمة «خان شيخون» مفادها أنه كان محقا وانه يقاتل عصابات مسلحة مختلفة متصارعة فيما بينها، ويشير بإصبعه إلى المجموعات المسلحة التي فجرت الراشدين، كما سيدعي، هي عينها التي استهدفت او فبركت او افتعلت مجزرة خان شيخون الكيميائية.

بالوقت نفسه يخفف حدة الضوء المسلط اعلامياً وحدة حنق المنظمات والسياسيين عن مجزرة خان شيخون.

كما فعل صديقه «بوتين «حين قلب تفجير سان بطرسبرغ لصالحه، بعد هجوم خــــــان شيـــخون. حيث اختفت الاحتجاجات ضده وضد فساد رئيس حكومته وتم التغطية على قتل المعارض الروسي في أوكرانيا.

الشيء الوحيد الذي لا يختلف عليه اثنان ان ابرز ما تم الخروج به من اجتماع «ظريف لافروف وليد المعلم» أن ثلاثي الشر متفقون متضامنون فيما بينهم مستمرون في استراتيجيتهم سحق وتهجير وتدمير سوريا الوطن والإنسان لتثيبت اركان نظام الأسد الذي يعيش في غرفة الإنعاش الإيرانية الروسية، بانتظار ترحيله وإلى الأبد إما الى القصر الجمهوري أو مزابل التاريخ.

ثلاث نقاط علينا التوقف عندها في المؤتمر «المؤامرة» الصحافية الذي عقده وزراء تحالف الشر ضد الثورة السورية.

إصرار موسكو على تشكيل لجنة للتحقيق في مجزرة خان شيخون نزيه محايدة مهنية ، مفصلة على المقاس الروسي ، بإشارة واضحة إلى ان موسكو لا تعترف باي تحقيقات او بيانات توصلت اليها اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان ومزاعم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في الجمهورية العربية السورية.

ولا تعترف بنتائج تحقيقات الآليات الدولية المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس الأمن التي اثبتت أن تنظيم الأسد استخدم الكيميائي على الأقل ثلاث مرات .

ويطرح شريكه في المؤتمر المؤامرة سؤالاً يتساءل بصيغة الاستنكار والتقريع «لماذا تخاف أمريكا من تشكيل لجنة تحقيق خاصة» ليقاطعه جمهور المتابعين للمشهد السوري بسؤال اعتراضي ، ولماذا لا تقبلون بنتائج تحقيقات اممية سابقة ؟

وليد المعلم الضيف على هامش التفاهمات الروسية الإيرانية قال: دمشق تواصل خطواتها في تطهير الأرض السورية من الإرهاب.

نعم أنها الحقيقة الوحيدة في مهزلتكم ، تنظيم بشار الأسد مستمر في تهجير سوريا من أهلها. الكذبة التي يريد بشار الأسد وتنظيمه أن نصدقها: أن وجوده أساس الملك وأنه النظام، وسوريا هو، وأنه الدولة، وأنه القانون وكل ما عدا هذا «فبركة».

المصدر : القدس العربي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى