مقالات

سامي كوهن – كيف ستكون سياسة تركيا الخارجية بعد نجاح الاستفتاء ؟! (مترجم)

إذا كانت تركيا ستدخل في عصر جديد بعد الاستفتاء على التغييرات الدستورية فهل من المتوقع ان يحدث ذلك بعض التغييرات في ساحة السياسة الخارجية؟

وقد كانت حملة الانتخابات والخطابات التي ألقيت عند الحملات الإعلانية للاستفتاء خلقت انطباع أنه من الممكن أن يكون هناك بعض التطورات في هذا الاتجاه.

على الرغم من أن موضوع الاستفتاء على التعديلات الدستورية كان متعلق فقط بالانتقال إلى نظام رئاسي فقد دخلت الحملة على عدد من قضايا السياسة الخارجية وعلى رأسها العلاقات مع الدول الأوروبية فمع منع بعض الدول الأوروبية وبمقدمتهم هولندا وألمانيا بعض الوزراء الأتراك من مخاطبة المجتمع التركي في الخارج بما يتعلق بالتعديلات الدستورية وأدى ذلك إلى ردة فعل قاسية من أنقرة وبسبب ذلك تم توجيه اتهامات خطيرة بين الطرفين وتم خلق تطورات من شأنها أن تقوض العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأنقرة الآن التي بدأت بمرحلة جديدة كيف سيكون اسلوبها بالتعامل مع هذا الموقف هل سيستمر خطابها القاسي أم أنها ستنحاز إلى النعومة أكثر في مخاطبتهم ؟

على مفترق الطرق

ومن المتوقع بعد فوز الرئيس أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية في الاستفتاء أن يستخدموا هذه الميزة لتحسين العلاقات ولكن ليس هنالك أي علامة تدل على ذلك.

وبنفس الشكل أيضاً يجري الحديث عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ففي مرحلة الاعداد للاستفتاء تم الحديث عن العلاقات المشتركة مع الاتحاد الأوروبي وتم عرض بريطانيا كمثال من الممكن أن يحتذى به عن طريق عرض استفتاء عام حول دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن الممكن في هذا العهد الجديد أن يتم إنهاء المفاوضات مع الاتحاد الأوربي وكما قال الرئيس عن العلاقات المشتركة فمن الممكن قطع العلاقات السياسية والإدارية والإبقاء على العلاقات الاقتصادية فقط.

وقرار مثل هذا سيمثل تغيراً جوهرياً في السياسة الخارجية لتركيا ويتوجب إعادة النظر والتفكير بعقلانية وأكثر هدوء قبل التكلم بالساحات في خطابات قد تخلق إثارة أكثر.

القرار المهم

وينبغي تقييم ما يقال عن إعادة العمل بعقوبة الإعدام ضمن نفس الاطار ففي الليلة التي تم الاحتفال بها بنصر الاستفتاء تحدث الرئيس حول هذا الموضوع مرة أخرى فهل سيتم بالفعل تحقيق ما تم التكلم عنه ؟ فتنفيذ مثل هذا القرار معناه أن يتم حمل تركيا بعيداً عن الاتحاد الأوروبي والانضمام له.

ومن الأكيد يثار فضول الجميع حول التغييرات التي ستنشأ في العلاقات التركية الأميركية من بعد الاستفتاء وما هي التغييرات التي ستطرأ على السياسة التركية في الملف السوري والعراقي وقد أثار هذا الموضوع في الحملة الانتخابية العديد من المشاكل التي حملت معها توتراً واضحاً في مواقف الأطراف.

واليوم وبعد دخولنا في حقبة جديدة يجب وضع التوترات والاضطرابات خلفنا وخلق آلية جديدة تحتوي الديبلوماسية السرية.

المصدر : صحيفة ملييت ، ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى