مقالات

بيريل ديدي أوغلو – هل تجبرالسعودية ترامب على الإختيار؟ ( مترجم )

تم إعطاء قطر مهلة يومين آخرين للرد على ما تم إبلاغه إياها واليوم تنتهي هذه المهلة وغير معروف ما الذي من الممكن أن يتغير في يومين إذا ما أرادت قطر الرد على مطالب بجعل قطر مستملكة للمملكة السعودية.

والمهلة التي أعطيت لقطر ليست بالمهلة التي ستستطيع بها قطر إجراء تحضيرات تفوق الوصف من أجل الدفاع عن البلاد وهذا ما فعلته فبالنسبة لها المخرج الذي باستطاعتها أن تواجه به ما سيزيد الأمور سوءاً لديها هو شيءٌ واضح أما الأمر الغير واضح لديها هو هل بامكان المملكة العربية السعودية ومصر ودول الخليج إجراء تهديدات عسكرية في حال فشلوا في جعلها تمتثل عن طريق العقوبات.

وربما لن تكون قطر مضطرة للدفاع عن بلادها عسكرياً ففي الأساس عندما تكون أكبر قاعدة جوية للولايات المتحدة في المنطقة تتواجد في هذا البلد فمن الصعب التحدث عن وقوع هكذا احتمال.

وعلى ما يبدو فإن الإنذارات التي وجهت لقطر كانت معدة من قبل لكي ترفضها قطر منذ البداية ففي هذه الحالة يمكننا القول إن مجموعة تلك الدول عازمة على عزل قطر ولكن المشكلة هنا هل تريد تلك الدول حقيقةً معاقبة قطر أم أنهم يريدون معاقبة دولة أخرى غيرها.

إما معي أو مع إيران

في حال لم تنفذ قطر للشروط سيتم تطبيق عقوبات جديدة عليها ومن الممكن أن تكون أهم هذه العقوبات هو إجبار الدول الغيرعربية التي تستثمر في قطر والدول التي تستثمر قطر فيها على قطع علاقتها معها.

أي بمعنى آخر سيقولون “إما أن تستثمروا مع قطر أو تستثمروا معي” ومن الممكن أن يكون المعني الأول بذلك هو الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة البريطانية وهم مصرين على إجبار الدول الغربية على الاختيار وقرار الملك سلمان عدم الذهاب إلى قمة العشرين الاقتصادية يؤكد صحة ذلك.

وعدم ذهاب ملك السعودية إلى القمة ليس بالشيء الذي سيعمل على عدم انعقاد القمة ولكن سيجعل ذلك من الأزمة القطرية هي الملف الرئيسي لدى الدول الغربية من فيما يخص الشرق الأوسط.

والذي تم فهمه أن الحلف الذي شكل ضد قطر وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ومصر قد علقوا بورطة مع الولايات المتحدة الأميركية فمن الناحية العسكرية يرتبط هذا الموضوع كله بالولايات المتحدة الاميركية وبالمناسبة فإن دولة مثل مصر تعتمد في وقوفها على قدميها على الدعم الأميركي لها ومن الممكن ان تكون الولايات المتحدة تريد أن تأخذ موقفاً متشدداً أكثر تجاه إيران.

وهذه البلاد تريد أن تحاصر إيران عسكرياً ويريدون صد تهديداتها ولأن هكذا عمل من الغير ممكن أن ينقذوه هم لذلك ينتظرون من الولايات المتحدة أن تنفذه.

عدم القدرة على الاختيار

إن الولايات المتحدة منفتحة على جميع الخيارات العسكرية ضد إيران وتعتبر روسيا أيضاً قد وضعت ضمن اعتبارات الولايات المتحدة ولذلك من الممكن أن تكون أطروحة الدول العربية أنهم يريدون حصول توتر حقيقي بين الولايات المتحدة وروسيا مع الزمن ومع ذلك فإنه يلاحظ أن للولايات المتحدة الأميركية استراتيجية عسكرية من أجل إيقاف إيران وتهديد إيران سياسياً يشكل شرطاً ضمن التوازنات الأميركية الروسية وإلا فهل كان سيسمح ماكرون الذي لديه علاقات جيدة مع ترامب بتحقيق أضخم استثمار في إيران من خلال شركة توتال الفرنسية من بعد ما تم رفع العقوبات الفرنسية عن إيران.

وتجبر إيران الدول الغربية من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية فيما بينهما أن يكون مقابل ذلك تقليص نفوذهم في الشرق الأوسط وعند النظر للغضب السعودي نلاحظ أنهم يطالبون الدول الغربية أيضاً بوضع مماثل ومن المحتمل أن يكون لذلك صلة بالعودة خطوة للوراء عند الولايات المتحدة في تقديمها للمزايا العسكرية والاقتصادية للمملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط ولمصر في إفريقيا

وبقدر ما هو تهميش قطر أمرٌ صعب يعد عدم أخذ قيمة الدول الأخرى بعين الاعتبار أمرٌ صعبٌ أيضاً ولذلك أن نظرة السعوديين والمصريين في همومهم فقط سيجعل احتمال مواجهتم لمشاكل كثيرة هو احتمالٌ كبير.

المصدر : صحيفة ستار ، ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى