مقالات

آلند شيخي – النظام السوري والتعليم

“رفيقي الطليعي كُن مستعداً لبناء المجتمع العربي الاشتراكي الموحد والدفاعِ عنه”.

بهذا الشعار وغيره، سيطر نظام البعث السوري على العقول السورية منذ الصغر، واستمر في تلميع صورته وفرض إيدلوجيته الحزبية بعدّة طرق، منها “الشعارات الحزبية البعثية”.

هذا ما كان يردّده الأطفال السوريون الذين بالكاد بلغوا السبع سنوات من العمر في المدارس التي سيطرت عليها العصا الحزبية (حزب البعث)، بدءاً من حديث حارس المدرسة مع الطلبة في الاستراحة، وصولاً إلى تمجيد الأب (حافظ الأسد) في المناهج المدرسية في كل المراحل الدراسية.

كذلك، كان الطفل الكُرديّ السوري في مناطق شمال سورية يردّد الشعار ويحفظه، ولا يعرف ما معنى الذي يردّده في كل صباحٍ مدرسي، فقد دخل إلى المدرسة في الصغر كالعادة، ويقضي وقتاً فيها أكثر مما يقضيه بين أهله في المنزل.

وفي “تحية العلم” يوم الخميس، قبل الإنصراف إلى المنزل لقضاء يوم عطلة الجمعة، كان يتم ترديد الشعارات، فحتى يوم العطلة للطالب المدرسي كان له ضريبة من النظام السوري، حيث تبدأ المراسيم بشعارات تمجيدية لحزب البعث والسلطة والقائد الحاكم والراحل، ومن ثم ترديد نشيد “حماة الديار”، انتهاءً بشعارات أخرى ممجدة لحزب البعث.

أيضاً، كان علم البعث وصور الأسد، الأب والابن، مطبوعة على الوثائق التعليمية، من أغلفة الكتب المدرسية والسجلات الرسمية والجلاء المدرسي، إلى داخل غرف المدارس وقاعاتها من غرفة الإدارة إلى غرفة الحارس.

نعم، بهذه الطرق كان حزب البعث يسيطر على عقول الأطفال السوريون، منذ دخولهم المدارس، بغية التعليم وعن طريق المنظومة التربوية والتعليمية عشرات السنين، الأمر الذي خرّب التعليم وأوجد أجيالا مشوّهة، لأن التعليم لم يكن أساسا لأجل التعليم، بقدر ما كان أداة بيد السلطة لإحداث الطاعة وإدامة السلطة.

المصدر : العربي الجديد 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى