اتصلت الفضائيات، بعد واقعة تقديم الشبّيح الجواد العربي الأصيل للسباع في القفص، قرباناً لآلهة مزاجه، بممثلي النظام ومحلليه السياسيين، فتجمعت في بركة الفضاء الطاهرة هذه الردود:
المفتي أحمد حسون بنبرة تمثيلية بارعة: مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ، أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ. إن هذا الجندي الأصيل كان مقاتلاً في سبيل الله، وكان يحبُّ الخيل كما أحبها (يكاد يجهش بالبكاء) سليمان بن “ديفيد” عليهما السلام، وكانت تشغله عن ذكر الله، فقرّر أن يضحّي بالجواد، كما فعل سيدنا سليمان بن ديفيد، عندما قال ردّوها علي ( يمثّل بيده)، فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ، وهي الآية التي قال فيها أكثر المفسرين إنه ذبحها حتى توارت بالحجاب. (يبكي هذه المرة خوفاً من أن يتوارى بالحجاب).
شريف شحادة للمذيعة بدمٍ بارد: مساء الخير، سيدتي، لك وللسادة المشاهدين. إنّ الشعب السوري والملائكة والجن والأنس يقفون صفاً واحداً وراء سيادة الرئيس الأسد، وينظر هؤلاء إلى هذه الواقعة على أنها خطأ فردي. في كل بلدان العالم المتقدم تحدث مثل هذه الحوادث الصغيرة. أنا أقول صحة على قلب الأسد.
شحرورة النظام السوري بثينة شعبان بغُنّتها المعروفة: كان هذا الجواد مخطوفاً من مناطق الساحل، وهو حصان برمائي، ليقدم طعاماً رخيصاً إلى سباع الجماعات الإرهابية المسلحة ووحوشها، وأصلا كان للحصان رأسان، ويجب أن يعرف العالم أنها واقعة مفبركة.
أحمد الحاج علي، الذي اختفى عن الفضاء منذ سنوات في “ظروف غامضة”: يجب أن ننظر إلى الحالة بوصفها غير معزولةٍ عن السياق العالمي، ومصفوفة المؤامرة الكونية على سورية الصمود، وأنها مدسوسةٌ للتشويش على محور المقاومة.
طالب إبراهيم، وقد اختفى بعد هذا التحليل: يجب أن نعترف بأنّ سورية باتت ملعباً للقوى الدولية، وأننا فقدنا السيادة، ومن فقد السيادة لن يأسى على حصانٍ هنا، وحمارٍ هناك.
وليد المعلم بصوته البطيء الواثق، وشحومه الثلاثية والرباعية: الواقعة.. صحيحة.. لكن.. هناك.. خطأ.. في الإخراج.
بشار الأسد: هناك جراثيم في الجسم السوري، لكن بداية، يجب أن نتساءل، هل هذا حصانٌ أم أرنب، وهل هما سبعان أم هرتان كبيرتان، وهي هي في سورية أم في تورا بورا.
سهيل النمر، في خطابٍ “لا شعوري”، وقد لبس خوذةً مثل خوذ كائنات أفلام الخيال العلمي: على من يدعم أعداء الجواد العربي أن يعرف أنه لا يحقّ له ركب ظهر الجواد، ومن يقول غير ذلك فلينتظر منا، ولينتظر منهم، أقول منهم، أعداء الجواد، البرهان والدليل. هل يوجد عاقلٌ أو حكيمٌ في الدنيا يدعم عدو ذاته، أنت تسأل، هل يقتل العربي الجواد الذي قال فيه الشاعر: الخيل والليل والبيداء تعرفني/ واقعدْ فإنك أنت الطاعمُ الكاسي.
الشيخ أحمد شلاش، في تغريدة على “تويتر”: بلغني من مصادر موثوقة أن الجواد لم يكن عربياً أصيلاً، وإنما نسخةٌ استنسخت في مخابر الأسد للعلوم الحيوية، وأنه كان سيموت خلال يومين، ورأت القيادة الحكيمة أن تطعمه للأسود الجائعة. الأسود أيضاً مخلوقاتٌ يجب أن تأكل، ومن أفضل أنواع اللحوم، وعاش الأسد للأبد.
عضو مجلس الشعب خالد العبود للمذيعة: انظري، يا ابنتي، العالم مشكّل وفقاً لدوائر ومربعات، وأشكال هندسية استعمارية. ولن يكون هذا الحصان حصان طروادة، للتسلل إلى نفوس الشعب السوري، والقيادة ماضيةٌ إلى النصر، بغض النظر عن سبعَيْن وحصان.
الدكتور عماد فوزي شعيبي، رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية في دمشق وسائر المشرق: إني أتحرّز على التحليلات السريعة والمبسترة خالية الدسم، وأنظر إلى الواقع في حالته الجيوبولتيكية، ونظراً لاكتظاظ الساحة الإعلامية بما هبَّ ودبَّ.
الداعية الرباني أفيخاي أدرعي: قال الله تعالى في كتابه الكريم، في سورة النحل، الآية الثامنة: “وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ”. وقال أيضاً في سورة “ص”، الآية الثالثة الثلاثين: “إذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ* فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ* رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ”. لا يجوز أكل لحم الخيل إلا في حالة “الدرورة “والمسغبة، ويمكن إطعامها للأسود فهي “خلال”. وصياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً.
المصدر : العربي الجديد