تجاوزت أسعار النفط 49 دولاراً للبرميل أمس، إذ بددت علاوة الأخطار، بسبب الوضع في سورية، تأثير علامات التباطؤ الاقتصادي في آسيا وزيادة المخزون الأميركي. وارتفع خام «برنت» 97 سنتاً بالغاً 49.34 دولار للبرميل، وكان حقق أعلى مستوياته منذ 23 أيلول (سبتمبر) ليصل إلى 49.47 دولار في وقت سابق. وارتفع الخام الأميركي 1.10 دولار مسجلاً 46.19 دولار.
وقال المحلل لدى «كوميرتس بنك» كارستن فريتش، إن «التدخل العسكري الروسي في الصراع السوري، عزز الأخطار الجيوسياسية ما يُعطي دفعة قوية للأسعار». كما حصل النفط على بعض الدعم من الإعصار «جواكين» الذي تزداد قوته مع اتجاهه نحو جزر البهاماس وفق المركز الوطني للأعاصير، على رغم عدم حسم توقعات بأن يضرب السواحل الأميركية.
وحدت الإشارات إلى التباطؤ الاقتصادي في آسيا وزيادة مخزون النفط الأميركي، من مكاسب الخام. وأظهرت نتائج مسوح «انكماش النشاط في مصانع الصين وتراجع ثقة شركات التصنيع في اليابان».
وارتفع مخزون النفط في الولايات المتحدة أربعة ملايين برميل إلى 457.9 مليون برميل في الأسبوع الذي انتهى في 25 أيلول الماضي، وهي زيادة تجاوزت التوقعات، وفق تقرير حكومي.
وأعلن نائب وزير النفط الإيراني ركن الدين جوادي في تصريح إلى وكالة «رويترز» أمس، أن إيران «تدعو المستثمرين الأجانب إلى تطوير صناعة النفط لديها، بعد تطبيق اتفاق نووي تاريخي بين طهران والقوى العالمية الست». ورحّب «بكل شركات النفط بما فيها الأميركية التي تستوفي شروط الجمهورية الإسلامية للاستثمار فيها». ولفت إلى أن إيران «ستعقد «مؤتمر استراتيجية النفط والغاز العالمي» في طهران لعرض إمكانات القطاع الخاص الإيراني وربطه بالشركاء الأجانب».
وفي العراق، أفادت وزارة النفط أمس، بأن صادرات الخام «تراجعت الشهر الماضي 3.052 مليون برميل يومياً في المتوسط من 3.078 مليون برميل يومياً في الشهر السابق». وأوضحت في بيان أن «معظم الصادرات (3.03 مليون برميل يومياً) كانت من موانئ جنوب العراق». وأشارت إلى أن إيرادات مبيعات أيلول «بلغت 3.6 بليون دولار، وبيع النفط بنحو 40.3 دولار للبرميل». فيما بلغ متوسط الشحنات من شمال العراق عبر ميناء جيهان في تركيا «22 ألف برميل يومياً فقط».
ويزيد إقليم كردستان العراقي شبه المستقل مبيعاته المستقلة من النفط منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي، بينما يخفض مخصصات شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، في نزاع متصاعد بسبب حقوق التصدير ومدفوعات الموازنة.
ويضغط تراجع عائدات النفط على موازنة العراق، في وقت تخوض حرباً ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق وغربه. وكان رئيس شركة «نفط الجنوب» المملوكة من الدولة أعلن في تصريح إلى «رويترز»، أن «صادرات جنوب العراق النفطية سترتفع في شكل محدود إلى نحو 3.25 مليون برميل يومياً عام 2016، إذ تسعى بغداد إلى تعزيز الإنتاج في مواجهة انخفاض أسعار الخام.
وأشارت «غلف كيستون بتروليوم» إلى تقرير خلُص إلى أن «الاحتياطات في حقل نفط رئيس في كردستان العراق تزيد على مثلي التقدير السابق، ما يساعد الشركة المنتجة للنفط على تطوير الحقل بتكاليف أقل». ولفتت إلى أن التقرير المحدث أظهر أن «الاحتياطات المؤكدة والمرجحة في حقل شيكان النفطي زادت إلى 639 مليون برميل من 299 مليوناً». وارتفعت أسهم الشركة 15.6 في المئة إلى 37.39 بنس في التعاملات المبكرة في بورصة لندن أمس.
واكتشف حقل شيكان النفطي عام 2009 باحتياطات تصل إلى 13 بليون برميل، ويستطيع إنتاج 100 ألف برميل يومياً من النفط.
وتُعدّ الشركة من بين عدد قليل من منتجي النفط الأجانب العاملين في الإقليم الكردي شبه المستقل في العراق، وتقدر الأموال المستحقة لها على حكومة الإقليم بملايين الدولارات. واعتبرت أن «فهماً أفضل لآلية الاستخراج من الحقل، سيساعد في تقليص النفقات الرأسمالية لكل برميل، وهو أمر مهم جداً للشركة المثقلة بالديون».
وفي سوق الولايات المتحدة، أظهرت بيانات أميركية أن «إنتاجها من النفط الخام ارتفع 94 ألف برميل يومياً في تموز الماضي، بالغاً 9.358 مليون برميل يومياً بدعم من زيادة الإنتاج في خليج المكسيك، على رغم تراجعه في الولايات الرئيسة المنتجة للنفط الصخري.
ولفتت بيانات شهرية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إلى أن المنتجين في خليج المكسيك «رفعوا الإنتاج 147 ألف برميل يومياً، بينما خفضته شركات التنقيب عن النفط الصخري في نورث داكوتا وتكساس وأوكلاهوما. وذكرت الإدارة أن «الإنتاج بلغ ذروته عند 9.612 مليون برميل يومياً في نيسان (إبريل) الماضي، وتراجع في أيار (مايو) وحزيران الماضيين».
وأوضحت بيانات من شركة «بيكر هيوز»، أن شركات التنقيب الباحثة عن النفط في الولايات المتحدة «زادت عدد منصات الحفر بواقع 36 منصة في تموز الماضي».
وتراجع سعر الخام الأميركي أكثر من عشرة دولارات في تموز، وواصل هبوطه في آب (أغسطس) وأيلول.
المصدر : الأناضول