دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تعزيز التعاون بين الاقتصادات الكبرى في العالم، وذلك قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في تركيا. وفي مقال للرأي نشر في صحيفة فايننشال تايمز الاقتصادية اليوم الجمعة، ذكر أوباما أن الولايات المتحدة مستعدة لتصدر الجهود الدولية لزيادة الوظائف وتحقيق معدلات نمو أقوى مع استدامة الرخاء، إلا أنها لا يمكن أن تكون المحرك الوحيد للنمو الاقتصادي العالمي.
وكتب أوباما قائلا “لا بد أن تنهض الدول الأخرى”، موضحا أنه “إذا أفرط العالم في الاعتماد على المستهلك الأميركي، فإن ذلك سيهدد استدامة الانتعاش العالمي”.
وأعاد إلى الأذهان كيف عملت مجموعة العشرين قبل سبع سنوات لتلافي حدوث انكماش اقتصادي عالمي، وإعادة بناء اقتصاد العالم على أسس متينة.
وشكا أوباما من أن الاقتصاد العالمي ينمو ببطء شديد، وقال إن دول مجموعة العشرين أدركت ذلك العام الماضي، ولكن تلك المسألة أصبحت أوضح اليوم.
واستطرد “لذلك فإن رسالتنا ستكون واضحة خلال قمة الأسبوع المقبل، وهي: سنقوم باتخاذ إجراءات لتعزيز النمو على نحو يعود بالفائدة على جميع الشعوب”.
التحديات الاقتصادية
ويجتمع قادة مجموعة العشرين يومي الأحد والاثنين بمنتجع أنطاليا المطل على البحر المتوسط، حيث سيناقشون بشكل رئيسي مشكلات الاقتصاد العالمي.
وستركز المحادثات على التحديات الاقتصادية مثل دعم النمو العالمي، وتداعيات الرفع المرتقب لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، واستعادة التوازن في الصين. كما سيناقش القادة الحرب على الإرهاب وأزمة اللاجئين.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في مدونة قبيل القمة “سيجتمع قادة مجموعة العشرين في تركيا مطلع الأسبوع وفي مخيلتهم المشاهد المفجعة لنازحين فروا من بلاد يمزقها الصراع المسلح والكوارث الاقتصادية. وأضافت “الهجرة قضية عالمية علينا جميعا أن نعمل سويا للتصدي لها”.
لكن في ظل جداول الأعمال المتباينة، يبقى من غير المؤكد حتى الآن إن كانت مجموعة الدول العشرين ستتمكن من تغيير صورتها الذهنية كمجرد “منتدى للحديث”.
ويتوقع الاتحاد الأوروبي معركة حامية بخصوص الهجرة والاعتراف بأنها مشكلة عالمية، في ظل معارضة بعض الدول -مثل روسيا والصين- مناقشة تلك المسألة في القمة.
وقال عدة مسؤولين إن الإشارة إلى أزمة الهجرة سترد في بيان ختامي، مما يعني أن الصياغة يجب أن تنال موافقة جميع الأعضاء رغم شكوكهم في أنها لن تتعدى الديباجات المعتادة.
وسترغب تركيا التي استقبلت أكثر من 2.2 مليون لاجئ من سوريا والعراق وتحملت حتى الآن العبء بمفردها تقريبا، في أن تصدر القمة بيانا قويا.
الهجرة غير القانونية
وقال مدير مركز دراسات مجموعة العشرين بمؤسسة الأبحاث التركية “تيباو” أوصال شهباز إن المجموعة تفضل النظر إلى قضية اللاجئين من زاوية مساهمتها الاقتصادية الإيجابية، وإن من المستبعد الخروج برسالة قوية.
يذكر أن مجموعة العشرين تصدرت المشهد الاقتصادي العالمي عقب نشوب الأزمة الاقتصادية العالمية بعد انهيار بنك الاستثمار الأميركي ليمان براذرز، باعتبارها أهم منتدى للتعامل مع قضايا الاقتصاد والمال على مستوى العالم.
وتضم المجموعة 19 من الدول الصناعية الكبرى والناشئة في العالم، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويبلغ تعداد سكان دول العشرين مجتمعة ثلثي عدد سكان العالم، كما أنها تسيطر على 80% على الأقل من الناتج الاقتصادي العالمي، وعلى ثلاثة أرباع حجم التجارة الدولية. وتتولى تركيا الرئاسة الدورية للمجموعة هذا العام.
وعقد الاجتماع التأسيسي للمجموعة في برلين عام 1999 بحضور وزراء مالية الدول الصناعية السبع الكبرى. وعقدت أول قمة لمجموعة العشرين في واشنطن عام 2008 بهدف الحيلولة دون انهيار الاقتصاد العالمي في أعقاب إفلاس بنك ليمان براذرز.
ويشارك صندوق النقد والبنك الدوليان ومنظمة الأمم المتحدة في قمم مجموعة العشرين ضمن منظمات دولية أخرى.
المصدر : الجزيرة نت