أقرت موسكو رسميا بأن مفعول الخطوات العقابية التي فرضتها على أنقرة، كرد فعل انتقامي على إسقاط قاذفة روسية، جاءت بمفاعيل عكسية أضرت بالسوق الروسية، قبل أن تلحق الأذى بنظيرتها التركية، كما توخى فلاديمير بوتين. وجاء إقرار موسكو على لسان رئيس الوزراء الروسي “ديمتري مدفيديف”، الذي صرح بأن الخطوات العقابية التي فرضها “بوتين” تسببت بارتفاع الأسعار في السوق الروسية، التي تعاني أصلا من صعوبات تآكل القوة الشرائية نتيجة ارتفاع التضخم وتقلص قيمة الروبل الروسي.
وحاول “مدفيديف” تخفيف مخاوف مواطنيه، عندما قال بأن الحكومة تعمل على “اتخاذ التدابير اللازمة”، وهي عبارة نمطية ومطاطة تستخدمها الأنظمة الشمولية عادة لتسكين أوجاع مواطنيها.
وفي لقاء أجراه مع قناة “روسيا 1″، اعترف “مدفيديف” أيضا أن بلاده ستكون مقبلة على موجة جديدة من تضخم الأسعار، مناقضا نفسه عندما اعتبر أن حجم البضائع التركية المصدرة إلى روسيا “ليس كبيرا جدا”،قبل أن يستدرك مجددا: “علينا أن ننتظر نتائج الحظر (على تركيا)، لمعرفة النسبة الإجمالية للتضخم”.
وحاول “مدفيديف” أن يهدئ من سخط الروس على منعهم من زيارة مصر وتركيا، أكبر وجهتين سياحيتين لهما، وأن يوحي بأن إجراءات المنع هي تدابير مؤقتة، قائلا إن الاستجمام والترفيه “أمور بالغة الأهمية لا يمكن مقارنتها مع شيء آخر، والقرارات التي اتخذت بحق تركيا ليست عقوبات إنما ردة فعل دفاعية”.
ولم يخف “مدفيديف” أن عام 2015 كان عاما صعبا على الاقتصاد الروسي، زاعما أن التدابير التي اتخذتها حكومته كان لها تأثير واضح في استقرار الوضع، مشيرا في الوقت ذاته إلى ارتباط اقتصاد بلاده بأسعار النفط، وهو الارتباط الذي يسعى لفكه، “لكن ذلك يستغرق عدة أعوام”، حسب تعبيره.
تركيا تمسك بخناق روسيا زراعيا
وفيما يمسك الروسي قلبه بيديه مخافة أن يصل سوء المعيشة إلى لقمة طعامه، نشرت تقارير إعلامية روسية قوائم بأهم السلع والمنتجات التي لحق بها الضرر نتيجة تهور بوتين وتسرعه بفرض خطوات عقابية على تركيا، ومن أبرز تلك المنتجات: الخوخيات (دراق، خوخ..) التي تتصدر تركيا فيها قائمة المصدرين إلى روسيا بفاتورة سنوية تقارب 33 مليون دولار، أما الحمضيات فتعد تركيا من بين أكبر 3 مزودين للسوق الروسية بهذا المنتج الحيوي.
ويعد المشمش القادم من تركيا المهيمن على سوق مبيعات المشمش في روسيا، حيث إن 8 من كل 10 حبات مشمش يتناولها الروسي مصدرها تركيا، وللطماطم التركية أهمية بالغة في ضمان رفد السوق الروسية، إذ إن هناك ما يقارب 55% من مستوردات الطماطم يتم شرؤاها من تركيا.
وليس ذلك فحسب، بل إن تركيا هي أكبر مصدر للعنب والفراولة إلى روسيا، وإلى جانب هذا هناك منتجات غذائية تساهم تركيا بقدر ملموس في سد عوز السوق الروسية إليها ومنها الخيار والبصل، فضلا عن الدجاج.
المصدر : زمان الوصل