واصل الدولار، ارتفاعه مقابل الليرة السورية، ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي، حيث بلغ سعر الدولار الواحد 445 ليرة سورية، رغم التقدم الذي أحزره النظام في عدة جبهات، ضد الثوار بغطاء جوي روسي، فيما بلغ سعر صرف اليورو 500 ليرة.
وأشار الخبير الاقتصادي السوري، خورشيد عليكا،، اليوم السبت، أن “التدخل الروسي المباشر في أيلول/ سبتمر الماضي، لم يلجم الحركة الصعودية للدولار، ليواصل ارتفاعه خلال الأشهر الماضية، حتى وصل سعر صرفه إلى 10 أضعاف ما كان عليه قبل بدء الأزمة”.
و أكد أن “هناك أسبابًا أدت إلى هذا الارتفاع في العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية، ومنها وقف عجلة الإنتاج وخاصة بعد دمار البنى التحتية، وتراجع كبير في حركة الاستيراد والتصدير التي أصبحت شبه معدومة”.
واستطرد قائلا “هذا إلى جانب غياب شبه كامل لمعابر حدودية فعّالة، ونفاذ الاحتياطيات من العملات الأجنبية، والذهب لدى مصرف سوريا المركزي، وتراجع المساعدات المقدمة إقليميا ودوليًا للبلاد، التي تقدمها الدول والمنظمات المانحة”.
وأشار الخبير أن تقدم قوات الاسد و”قوات سوريا الديمقراطية” التي تقودها “وحدات حماية الشعب” الكردية، في كل من حلب والساحل السوري، “لم يسهم في تحسن وضع الليرة السورية”، وأرجع ذلك إلى “تحول الحرب إلى دوامة انهكت، كلاً من النظام والمعارضة، وشردت الشعب”.
ولفت أن “أصحاب الدخل المتوسط، والمتدني يتأثرون بشكل مباشر، وهم الشريحة الأوسع في المناطق الشمالية من سوريا، ودائما المستهلك هو المستهدف من ارتفاع الأسعار، فهم العاملون الفقراء”.
أما فيما يتعلق بارتفاع أسعار الذهب في سوريا، أوضح عليكا، أن “سعر الغرام الواحد لـ عيار21، في العاصمة دمشق بلغ 14100 ليرة”، مشيرًا أن “ارتفاع سعر أونصة الذهب، بنسبة بسيطة عالميًا، سينعكس سلبيًا وبأضعاف مضاعفة على أسعار الذهب في سوريا كون التعامل الاقتصادي في الداخل السوري، لا يزال قائمًا على التعامل بالليرة المحلية، في جزء منه والتي فقدت أكثر من 85% من قيمتها”.
وأضاف أن مصرف سوريا المركزي، التابع لحكومة النظام، رفع سعر “دولار الحوالات”، 20 ليرة، دفعة واحدة، ليصبح بـ 354 ليرة، كما رفع سعر “دولار المستوردات” ليصبح بـ 397 ليرة، و”دولار التدخل” ليصبح بـ 398 ليرة.
وكان سعر صرف الدولار قبل بدء الأزمة في سوريا في آذار/ مارس 2011 يتراوح بين 46 و 50 ليرة سورية، ليبدأ حركة صعودية تتخللها بعض الانخفاضات ليصل يوم أمس إلى ذروته.
المصدر : وكالات