اقتصاد

استمرار هبوط أسعار النفط يقلق المراقبين ويرعب الأسواق

أكد خبراء في شؤون النفط أن السوق يمر الآن بمرحلة حرجة مع انحدار الأسعار المستمر واشتعال المنافسة في الإنتاج، ووجود الفائض إضافة إلى موسم دخول المصافي في مرحلة الصيانة.

المحلل كامل الحرمي يقول في اتصال مع “العربية نت” إنه “من الصعب الآن التوقع الى أين سيصل سعر النفط، لننتظر حتى الربع الأول من العام المقبل وحينها سنتحدث”. ويؤكد الحرمي “أن الضغوط على الأسعار تأتي من جهات متعددة، ومن الصعب تحديدها في سبب واحد خصوصا، وأن الدول المنتجة دخلت في المنافسة على البيع بخصومات متباينة، وغالبا ما تكون دون الستين دولارا إلا الخفيف منها”.

وقال “إن التسهيلات التي باتت تعطى للمشترين في السداد تصل الى 30 يوما”. وهي معدلات جديدة دخلت للسوق، دون أن ننسى ما أعلن اليوم أيضا عن أحدث البيانات من معهد البترول الأميركي والتي كشفت عن أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة زادت بمقدار 4.4 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل الى 377.4 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.2 مليون برميل.

مضيفا “دون أن ننسى بأن هناك دولا ستدخل السوق كمصدرة للنفط في 2025 ، كالمكسيك وأميركا الشمالية وكندا، فكيف سنواجه هذا التحدي؟.

النفط يخسر دولارين يومياً

إلى ذلك قال الخبير محمد الشطي في اتصال مع “العربية نت” إن أسعار النفط لن تتعدى 60 و65 دولارا، وهو المستوى الذي بات يتحدث عنه الجميع، خصوصا وأن هناك توقعات بارتفاع الطلب على النفط في 2015″.

وقال الشطي “إن بيانات المخزون الأميركي المعلنة اليوم هي واقعية، وكنا لا نتوقع أكثر من ذلك، إلا أنه أبدى قلقا من النزول المستمر للأسعار يوميا بما يعادل دولارين دون سبب واضح، مما يخل بالتوازن المطلوب للسوق”. وقال الشطي “إن الأسعار الحقيقية ستظهر في الربع الأول من العام المقبل، وأن التحسن سوف يطرأ عليها في الربع الثاني”.

وبالعودة الى أسعار النفط فقد واصلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت اليوم الهبوط لأكثر من دولار أثناء التعاملات الآسيوية، مستأنفة اتجاها نزوليا أثارته وفرة المعروض بالأسواق بعد توقف قصير في الجلسة السابقة عندما تلقت بعض الدعم من تراجع الدولار. ودفعت المخاوف من وفرة الإمدادات برنت للهبوط بأكثر من 40 بالمئة منذ يونيو. الى ذلك حذر تقرير أصدره “بنك أوف أميركا” من استمرار هبوط أسعار النفط خلال العام المقبل لتصل إلى مستوى قياسي أقل من 60 دولارا للبرميل، لافتا أيضا إلى أنها قد تصل إلى 50 دولارا. وأوضح البنك أن قرار منظمة أوبك عدم تقليل إنتاجها للنفط سيؤثر سلبا على الأسواق، إذ أن وفرة الأسعار ستدفع أسعار النفط للهبوط أكثر. وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط لن تتعافى قبل منتصف العام المقبل، مضيفا أنها قد لا تصل سقف الـ 80 دولارا.

أوبك تخفض توقعاتها للطلب

وعلى صعيد متصل قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” اليوم الأربعاء “إن الطلب العالمي على خام المنظمة العام المقبل سيكون أقل من المتوقع بسبب ضعف نمو الاستهلاك وطفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة بما يشير إلى زيادة في فائض المعروض في 2015.”

وتوقعت أوبك في تقريرها الشهري انخفاض الطلب على نفطها إلى 28.92 مليون برميل يوميا في 2015 بما يقل 280 ألف برميل عن توقعاتها السابقة.

وجاء التقرير بعد أن قررت أوبك في اجتماعها الشهر الماضي عدم خفض الانتاج بالرغم من تراجع الأسعار إذ حثت السعودية أكبر مصدر للخام في العالم أعضاء المنظمة على التصدي لطفرة النفط الصخري الأمريكي التي بدأت تقلص حصة أوبك في السوق.

وبحسب خبراء في الطاقة تحدثوا الى العربية نت ” فان المخاوف بشأن دخول المنتجين الجدد للسوق خلال السنوات المقبلة ، ستكون حقيقية ، فشركات النفط الغربية ستكون ” منافسا ” في ظل التوقع بارتفاع الطلب العالمي على النفط الى 115 مليون برميل يوميا ، كما أن استعدادها بتطوير انتاج النفط الصخري ، ومن ثم تصديره ، باتت استراتيجية بعيدة المدى لهذه الشركات ، دون ان ننسى بأن هذه الكارتيلات النفطية تتعاون فيما بينها لتجنب الخسارة.

انتعاش التخزين

وقال الخبراء “إن نزول أسعار النفط، قد أنعش طلبات هذه الشركات للتخزين، وأما الخسارة التي يتحدثون عنها للنفط الصخري فتم تعويضها من فارق الأسعار، الحالية إضافة الى التسهيلات الضريبية التي منحت لها خلال هذه الفترة”. وأبدى الخبراء تخوفهم من هذا التنافس المستقبلي خصوصا عندما تصبح مصدرا للصين ولليابان وكوريا. ومع ارتفاع الإنتاج الأميركي للسنوات المقبلة فإن تحولا واضحا بات يحكم مسار السوق، والذي قد يزداد مع تطور التكنولوجيا، وطرق الإنتاج وخفض التكلفة”.

هل نحن مستعدون لهذه الاحتمالات؟.

يشار الى أنه من المتوقع نمو المعروض من خارج منظمة (أوبك) ليبلغ 1.6 مليون برميل يوميا في عام 2014 و1.3 مليون برميل يوميا في عام 2015.

إلى ذلك صرح أمس وزير الطاقة الجزائري يوسف اليوسفي “أن منظمة أوبك قد تعقد اجتماعا طارئا قبل جلستها المقررة في يونيو لمناقشة كيفية التصدي لوفرة المعروض بالأسواق العالمية”.

قسم الاخبار – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى