توقع خبراء ومحللون أسواق مال أن تشهد البورصات العربية نشاطا في الطروحات الأولية خلال العام القادم 2015، بعد طرح أسهم أكثر من 16 شركة في تلك البورصات خلال العام الماضي عقب ركود دام 4 سنوات.
وتظهر حسابات الأناضول، أن عام 2014 شهد طرح أسهم 16 شركة جديدة في المنطقة العربية بقيمة إجمالية تقدر بلغت 10.6 مليار دولار موزعه على 7.68 مليار سهما في أسواق دبي وقطر والسعودية ومسقط والبحرين ومصر، ولم تشهد بورصتا الكويت والأردن أي طروحات جديدة.
وقال أحمد يونس، رئيس الجمعية العربية لأسواق المال: “الأسواق دائما في حاجة إلى بضاعة جديدة تساعدها على جذب مستثمرين جدد، وهو ما شهدناه خلال العام الجاري بعد عودة الطروحات الأولية بقوة في أغلب الأسواق”.
وأضاف يونس، في اتصال هاتفي مع الأناضول: “حظيت أغلب الطروحات التي شهدتها المنطقة بجاذبية كبيرة، لاسيما فب أسواق السعودية والإمارات وقطر، وهو ما عكسته معدلات تغطية الاكتتابات التي طرحت بالأسواق”.
واستدرك يونس قائلا: “لاتزال هناك بعض الأسواق مثل الكويت تفتقد إلى الطروحات الأولية، خاصة وأن الشركات لا تشعر بالثقة الكافية التي تشجعها على طرح أسهمها في تلك الأسواق”.
ولم تشهد بورصة الكويت أي طروحات جديدة منذ عدة سنوات، فيما تم إدراج أسهم فيفا للاتصالات بالسوق منتصف الشهر الجاري بعد أن جمعت 25 مليون دينار (87.9 مليون دولار) من بيع نصف أسهمها للكويتيين من خلال طرح عام أولي في سبتمبر/ أيلول 2008.
وقال إبراهيم الفيلكاوي، المستشار الاقتصادي لدي مركز الدراسات المتقدمة :”استحوذت السوق السعودية على النصيب الأكبر من الطروحات الأولية في 2014، مع تسهيل المنظمين لعمليات الإدراج”.
واستحوذ السوق السعودي على أكثر من 63% من قيمة الطروحات التي شهدتها البورصات العربية في 2014، من خلال 6 طروحات جديدة بلغت قيمتها أكثر من 6.7 مليار دولار.
وحصل البنك الأهلي التجاري، أكبر المصارف في المملكة من حيث قيمة الأصول، على النصيب الأكبر بعد أن جمع نحو 6 مليارات دولار من خلال أكبر طرح للأسهم في منطقة الخليج وثاني أكبر طرح على مستوى العالم هذا العام بعد طرح أسهم مجموعة على بابا في بورصة نيويورك.
وأضاف الفيلكاوي، في اتصال هاتفي مع الأناضول: “شهدنا عدد لا بأس به من الطروحات في سوق دبي على خلاف بورصة أبو ظبي التي لم تشهد أي طروحات جديدة”.
وشهد سوق دبي المالي خلال العام الجاري تنفيذ 4 طروحات أولية بقيمة 2.7 مليار دولار، كان لشركة “إعمار مولز”، وحدة مراكز التسوق التابعة لإعمار العقارية، النصيب الأكبر منها بأكثر من 1.5 مليار دولار.
وكان طرح مجموعة “ماركة” لتجارة التجزئة والمطاعم في أبريل/ نيسان الماضي، أول طرح تشهده بورصة دبي منذ عام 2009، حيث توقفت عمليات الطرح الأولي حينما بدأت الأزمة المالية في الإمارة ومنذ ذلك الحين شجعت متطلبات الإدراج الصارمة العديد من الشركات الاماراتية على إدراج أسهمها في لندن.
وتقول المجموعة المالية هيرميس – الإمارات إنها تدرس حالياً إدارة 4 عمليات استثمارية جديدة في أسواق الإمارات موزعة ما بين عمليتين طرح أولي وآخرتين في نشاط الدمج والاستحواذ.
وقال الفيلكاوي: “لم تشهد بورصة قطر سوي طرح وحيد لشركة مسيعيد للبتروكيماويات، الذى شهد اقبالا منقطع النظير كونه جاء في وقت تفتقر فيه السوق إلى الادراجات منذ عدة سنوات”.
ويعتبر طرح شركة مسيعيد الأول في قطر منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2010.
وتوقع الفيلكاوي أن يشهد السوق القطري العديد من الطروحات الجديدة في السنوات القادمة بما يساهم في تحسن أوضاع السوق وزيادة شهية المستثمرين لضخ مزيدا من الاستثمارات.
وتنتظر بورصة قطر خلال الفترة المقبلة انتعاشاً في سوق الاكتتابات حيث توجد قائمة انتظار طويلة لشركات تسعى لطروحات أولية من بينها “بنك قطر الأول” والدوحة للاستثمار العالمي” و”بنك بروة”.
وقال محمد الأعصر، مدير إدارة البحوث الفنية لدي الوطني كابيتال: “لاشك أن تحول الشركات الخاصة إلى شركات مساهمة عبر الطرح في البورصة يتيح التوسع في قاعدة المساهمين والمستثمرين، بما يساعد في تنمية الشركات وتطويرها والمحافظة على كياناتها الاقتصادية”.
وأضاف الأعصر في اتصال هاتفي مع الأناضول: “التوقعات ترجح أن تشهد المنطقة العربية قفزة كبيرة في عدد وحجم الطروحات الأولية في 2015 خاصة في السوق السعودي”.
كان وزير البترول والثروة المعدنية السعودي على النعيمى، قد توقع خلال مؤتمر الطاقة العربي العاشر في أبوظبي الأحد الماضي، زيادة عدد الشركات العاملة في قطاع البتروكيماويات والمدرجة بسوق الأسهم السعودية قريباً.
وهناك نحو 14 شركة تعمل في الصناعة البترولية مدرجة حالياً بالسوق السعودية منها “كيان” و”مجموعة السعودية” و”سابك” و”سافكو”.
وقال محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار إن بورصات المنطقة باتت مؤهلة لمزيد من الطروحات الأولية في 2015 لاسيما في ظل استقرار الأوضاع الاقتصادية بالبلدان العربية.
وأضاف عادل، في اتصال هاتفي مع الأناضول: “في مصر على سبيل المثال ومع قرب انتهاء الاستحقاقات السياسية قد نشهد اقبال مكثف على الطروحات الجديدة بما يساهم في خلق فرص استثمارية تساعد في النمو الاقتصادي للبلاد”.
وتنتهي الاستحقاقات السياسية في مصر بعد الانتخابات البرلمانية التي لم يتحدد موعدها حتى الآن، لكن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قال في اجتماع مع رجال أعمال أجانب الشهر الماضي إن الانتخابات ستجري قبل مؤتمر دولي لتشجيع لاستثمار بمصر في مارس/ آذار القادم.
وفى وقت سابق من العام الجاري، أعلنت شركة “بلتون” القابضة، أكبر المؤسسات المالية في مصر وتدير أصولا بنحو 30 مليار جنيه (4.2 مليار دولار)، أنها تعمل على 4 طروحات أولية في بورصة مصر خلال العام الجديد بقيمة إجمالية تتجاوز ملياري جنيه. فيما قالت المجموعة المالية هيرميس، في مايو/ آيار الماضي، أنها تعمل أيضا على قيد وطرح حصص من 5 شركات كبري خلال عام.
وقالت شركات مثل إعمار مصر وأرابتك مصر واتصالات مصر وحديد المصريين ودومتي أنها تنوي قيد وطرح جزء من أسهمها في بورصة مصر، وهناك شركات أخرى مثل كربون القابضة ودار المعمار ودار الفؤاد وسوبريم القابضة وفوري وترافكو القابضة ومنازل القابضة والأهلي للتنمية تدرس توقيت وكيفية قيد أسهمها في بورصة مصر.
وقال نائب رئيس الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار: “لكي ينمو الاقتصاد المصري، نحتاج إلى مزيد من الاستثمارات التي تتطلب تمويلا، ومن ثم فالبورصات أفضل وسائل التمويل للشركات”.
كان وزير المالية المصري، هاني قدري دميان قد كشف، في بيان يوم الأحد الماضي، أن بلاده تستهدف تحقيق معدل نمو 4.3 % وأن تصل نسبة العجز الكلي ما بين 9.5 إلي 10 % في العام المالي المقبل.
الأناضول – وطن اف ام