كشفت مصادر إعلامية محلية عن إنشاء إيران، مقرين دينيين للشيعة في بلدة حجيرة جنوبي دمشق، في استكمال لمشروع التمدد الطائفي لطهران في العاصمة ومحيطها.
وذكرت شبكة “صوت العاصمة”، الأحد 15 كانون الأول أن ميليشيات إيرانية افتتحت مطلع شهر أيلول الماضي، حسينيتين شيعيتين داخل الأحياء السنية في بلدة حجيرة، بالتزامن مع إجراءات اتخذتها حكومة الأسد لإفراغ المنطقة من المكون السني.
وبحسب الشبكة، افتتحت إيران الحسينية الأولى في شارع “علي الوحش” قرب جامع فاطمة، ضمن بناء اشترته عبر أحد الوسطاء من أصحاب المكاتب العقارية التي سبق أن اشترت ممتلكات أهالي أحياء دمشق الجنوبية والمهجرين نحو الشمال السوري بموجب اتفاق التسوية.
وأوضحت مصادر خاصة للشبكة أن الميليشيات الشيعية أعادت ترميم حسينية أخرى في شارع “الأكشاك”، كانت تحوي عدداً من الطلاب الهنود والباكستانيين المقيمين في المنطقة، بالتعاون مع مجلس حجيرة البلدي.
وأوكلت المليشيات الإيرانية إدارة الحسينية الثانية لرجل دين شيعي يحمل الجنسية الهندية ويقيم في منطقة السيدة زينب قبل عام 2011 بسنوات، وقد بدأ بالعمل على استقطاب الطلاب الهنود والباكستانيين والأفغان لتلقي التعليم داخلها.
وجرى افتتاح الحسينيتين في بلدة حجيرة، بحضور عدد من المسؤولين الإيرانيين، بينهم قادة عسكريون في ميليشياتها، إلى جانب رجال دين مقيمين في منطقة السيدة زينب المجاورة.
وبالتزامن مع إنشاء الحسينيات، أطلق مجلس حجيرة البلدي، العديد من المشاريع لإزالة الأنقاض من المنازل المدمرة والفارغة داخل الأحياء المذكورة، وأجرى أعمال صيانة لشبكات المياه والكهرباء، فضلاً عن افتتاح مدراس واستقطاب عدد كبير من العائلات الشيعية إلى المنطقة.
في حين شهدت الأحياء السُنية إهمالاً حكومياً متعمداً من الناحية الخدمية والتعليمية، متخذةً منه وسيلة للضغط على أصحابها، وإجبارهم على بيعها والانتقال إلى مناطق أخرى وفق “صوت العاصمة”.
وبحسب المصادر فإن الميليشيات الشيعية عملت مؤخراً على شراء المنازل والعقارات في محيط الحسينيات، بهدف نقل العوائل الشيعية من أهالي بلدتي كفريا والفوعة إليها، في محاولة منها للسيطرة على المنطقة وتحويلها إلى حزام أمان لحماية مقام السيدة زينب، مشيرةً إلى أن الهيمنة العقارية استهدفت أيضاً بلدات بلدا وببيلا وبيت سحم المجاورة.
وسيطرت الميليشيات الإيرانية والشيعية على بلدة حجيرة جنوبي دمشق، عقب انسحاب فصائل المعارضة منها باتجاه بلدة يلدا المجاورة أواخر عام 2013، بعد معارك عنيفة في المنطقة.