أطلق ناشطون مبادرة، هي الأولى من نوعها، لتسليط الضوء على معاناة النازحين بالمخيمات في ريف إدلب، وكسر الجمود الدولي في التفاعل مع هذه القضية الإنسانية، وذلك عبر إقامة مباراة كرة قدم في ملعب غارق في الطين.
وذكر مراسل “وطن اف-ام” في ريف إدلب، الخميس 2 كانون الثاني، أن عشرات الناشطين والإعلاميين، شاركوا في المبادرة التي أقيمت في “مخيم البراعم” في الأطراف الغربية لمدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي.
وتضمنت المبادرة – وفق المراسل – إقامة مبارتين لكرة القدم؛ الأولى بين فريقين من الناشطين، والثانية بمشاركة فريقين من أطفال المخيم، وجرى بعد ذلك توزيع بعض مستلزمات الشتاء على قاطني المخيم، ضمن أجواء من الفرح والأهازيج.
رسالة للعالم
غائرة أقدامهم في أكوام من الوحل والمياه العكرة، لم يمنع الناشطين تبللُ ثيابهم بالكامل في أجواء البرد القارس من الاستمرار في المباراة، التي تهدف إلى إيصال صورة عن معاناة النازحين في المخيمات بأسلوب جديد، وفق ما يقول الناشط الإعلامي محمد الأشقر، ويضيف “لكن للأسف العالم كله يكتفي بالتفاعل”.
الأشقر أكد “لوطن اف-ام” أن مشاهد الوحل في مباراة كرة القدم هي صورة مختزلة عن الواقع الذي يعيشه أطفال المخيمات كل يوم، مشيرا بالقول :” حين الذهاب لمدرستهم يمرون من فوق الطين، وعند العبور لخيمة ثانية يمرون من فوق الطين(..) سنوات ونحن ننقل هذه المعاناة ولكن العالم لا يحرك ساكناً”.
صاحب فكرة المبادرة الناشط الإغاثي يوسف شعبان أوضح أن الفكرة جاءت انطلاقا من عدم تفاعل العالم مع التقارير الإعلامية والصور التقليدية التي تنقل معاناة قاطني الخيام في الشمال السوري.
وقال شعبان “لوطن اف-ام”: “نمر يوميا على المخيمات، ونرى كثيراً من الأطفال غارقين في الطين (..) صار خبر معاناة النازحين روتينياً لذا خطرت لي فكرة مباراة بملعب الطين للفت الأنظار”.
وعن أهداف المبادرة يوضح شعبان إنه أراد إيصال ثلاث رسائل من خلال إقامة مباراة كرة قدم في ملعب الطين، الأولى؛ الشعور في معاناة الناس النازحين، والثانية نقل صورة هذه المعاناة في طريقة جديدة، والثالثة “البرهنة على أننا كسوريين قادرون على أن نصنع فرحة من الأزمة” وفق تعبيره.
الفن حاضر
وشارك عدد من الفنانين الرسامين بمبادرة كرة قدم الطين عبر رسم لوحات بالطين للتعبير عن معاناة السكان، كما جرى توزيع حلوى للأطفال فضلا عن نحو 400 معطف شتوي، وفق ما كشف الناشط الإغاثي محمد العبيد لوطن.
ويقطن محافظة إدلب أكثر من 4 ملايين مدني، أكثر من نصفهم نازحون ومهجرون من محافظات سورية أخرى، خلال السنوات الـ8 الأخيرة.
وتضاعفت الأزمة الإنسانية في إدلب مؤخراً، مع تدفق موجة نزوح جديدة، بسبب العمليات العسكرية لقوات الأسد وروسيا على جنوب وشرق المحافظة، والتي تسببت بأكثر من ألفي شهيد، ونحو مليون نازح منذ شباط الماضي.