ميداني

رقعة المواجهات تتسع حتى بلدة تسيل بين شهداء اليرموك وجبهة النصرة في الريف الغربي لدرعا

عاد التوتر مجدداً إلى بلدات الريف الغربي لدرعا، ولكن هذا المرة توسع ليصل بلدة تسيل، فقد شنت حركة أحرار الشام الإسلامية، وجبهة النصرة هجوماً عليها بهدف ما قالت انه إيقاف لبعض المطلوبين من لواء شهداء اليرموك، وسقط إثر هذه المواجهات عدد من الضحايا من المدنيين، أربعة عشر جريحا بينهم أطفال، وقتيل واحد لم يتم التعرف على هويته.

وتداول ناشطون تسجيلا مصورا نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيها طفل من تسيل عن دخول عناصر مسلحين لمنزله دون أن يقرعوا الباب، ودون أي احترام، كاشفين ستر الرأس عن شقيقاته وأمه وواضعين السلاح في رأس شقيقه وعمه وسط ترديدهم لعبارات أنت كافر ومرتد، على حد تعبير الطفل.

ترافقت هذه التطورات مع بيان أصدرته فرقة الشهيد رائد المصري، في تسيل ذكر أن بعض عناصرها وقعوا ضحية إطلاق نار على طريق تسيل البكار في منطقة المحمية وسقط على إثرها شهيد من العناصر، وإصابة اثنين آخرين، وفقدان عدد من العناصر، وبالإضافة إلى اثنتين من السيارات وذلك اثناء عودة المقاتلين من نوبة حرس في كفر ناسج بالريف الشمالي من درعا، حسب ما جاء في البيان.

وجاء رد لواء شهداء اليرموك سريعا على التطورات الأخيرة، حيث شن هجوما مضادا على سرية لحركة أحرار الشام في بلدة تسيل، انطلاقا من بلدة عين ذكر، وأوقع في هجومه عددا من القتلى في صفوف الحركة، واستحوذ على سيارتين، ومضاد عيار 14.5 ملم وعاد بعد ذلك مقاتلو شهداء اليرموك إلى معاقلهم.

وقال مصدر مقرب من لواء شهداء اليرموك في الريف الغربي من درعا فضل عدم الكشف عن هويته انه إذا لم تنسحب فصائل دار العدل ومن معها من هذا الصراع الذي انعكس على المدنيين بشكل كبير جداً، من حيث الحصار الخانق لمناطق سيطرة شهداء اليرموك وازهاق الارواح المدنية، فإن الأمور ستستمر تصاعديا، وتابع المصدر حديثه قائلا: فما حصل اليوم في بلدة تسيل من صدام مسلح مع الأهالي، من جهة وفصائل دار العدل من جهة قابل للتكرار في جميع بلدات حوض اليرموك، وبالتالي ليس هنالك أي حل بعد أن قدّم لواء شهداء اليرموك جميع تنازلاته لحل الصراع، حقنا لدماء المدنيين والتي كانت تقابل بالرفض من قبل دار العدل وفصائلها.

أكد المصدر أن إغلاق جميع الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مناطق سيطرة شهداء اليرموك مما يعني قطع الطرق عما يزيد عن 50 ألف نسمة و12 قرية، وترك طريق فرعي واحد، معروف بصعوبته بالإضافة إلى انه تم تفجير الجسر في هذا الطريق، والذي يصل بلدة تسيل ببلدة عين ذكر، من قبل جبهة النصرة بأمر من دار العدل.

ويأتي ذلك بعد حالة من الشكوى والتذمر من قبل أصحاب السيارات الزراعية من مضايقات أحرار الشام والنصرة وتهديدهم بتفجير سياراتهم، في حال استمروا بالذهاب والإياب، كذلك الأمر بالنسبة لتجار المحروقات وغيرهم، مما أدى إلى حالة خوف من قبل التجار وتوقف الحركة المعيشية والتجارية في حوض اليرموك عن العمل بسبب الحصار الواقع والذي خلف غلاء الأسعار تزامنا مع شهر رمضان.

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى