وجه موظفو محافظة دمشق بمساندة من دورية من عناصر فرع الأمن العسكري 215 سيئ السمعة، إنذاراً لإخلاء مئات العوائل والأهالي القاطنين في حي البساتين شرق المزة الدمشقي، وتم إعطاؤهم مهلة شهرين لتسليم بيوتهم لقوات النظام لهدمها، وتنفيذ تنظيم جديد لمشروع أبراج إيرانية خلف بناء السفارة الإيرانية في دمشق، يغير معالم وتركيبة السكان في المنطقة.
وقال عبادة، وهو ابن حي المزة في دمشق، ممن هدد ذويه بإخلاء منزلهم لصالح مشروع التنظيم الجديد وكتلة الأبراج، قال أن جميع الأهالي في محيط بساتين المزة بساتين الصبارة، وبالقرب من مفرق الحبيس، وخلف مشفى الرازي المتاخمة للسفارة الإيرانية، وحتى المتحلق الجنوبي، تسلمت إنذار إخلاء وتهجير قصري، دون أي تعويض يسيّر أمور هؤلاء المدنيين، أو يسترهم من التشرد، بحجة مشروع كبير لصالح الجميع.
وتحدث خلال اتصال خاص مع صحيفة القدس العربي عن ضغوط يتعرض لها الأهالي في حي المزة غرب مدينة دمشق، أصحاب المنازل والأراضي التي تعد خارج حدود المشروع الإيراني، من قبل شيعة طهران، ممن استقدمهم النظام لمساندته في الحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري، حيث يعرض مقاتلون شيعة أو حتى مدنيون من ذوي العناصر الإيرانية، على الدمشقيين بيع بيوتهم أو أراضيهم القريبة من السفارة الإيرانية، والخارجة عن منطقة مشروع الأبراج، وفي حال رفض أهالي حي المزة البيع، فإن ويلات الذل والإهانة التي تتطور إلى الضرب والقتل في بعض الأحيان ستكون بانتظارهم.
وروى عبادة حادثة مقتل شاب من المقيمين خلف مشفى الرزاي بالقرب من اتستراد المزة، على يد مقاتل شيعي من إيران وبمسدسه الحربي، بعد رفضه بيع منزله، بينما يجري بيع المنازل والأراضي في حي كفرسوسة لشيعة إيران على قدم وساق.
ومن جهة ثانية أكد النظام على لسان مدير تنفيذ المرسوم المهندس جمال اليوسف والذي تحدث حول مشروع تنظيمي يقسم إلى قسمين الأول رقم /101/ لتنظيم منطقة جنوب شرقي المزة بمساحة 214.9 هكتار، والمشروع الثاني رقم /102/ لمنطقة جنوب المتحلق الجنوبي بمساحة /880/ هكتاراً التي تشمل المنطقة الممتدة جنوب داريا، والقدم، والعسالي، ونهرعيشة، وبساتين القنوات، إضافة لمساحات خضراء تعادل 35% من مساحة المنطقة التنظيمية.
وشكك الأهالي ضمن حي المزة بإمكانية نظام بشار الأسد المفلس بتعويضهم، بعد أن وردت روايات عن عدة آليات للتعويض ومنها، دفع مبلغ 15 ألف ليرة سورية، أي قرابة 50 دولارا أمريكيا بشكل شهري، مقابل كل منزل سيتم هدمه، وهذا ما لا يكفي لإيجار غرفة واحدة ضمن دمشق.
يعتبر حي المزة أكبر أحياء العاصمة دمشق، وأكثرها حساسية، فيه مجلس الوزراء، والسفارة الإيرانية، ومعظم السفارات الأخرى، بالإضافة إلى مطار المزة، وعدد كبير من الفروع الأمنية، وحي المزة 86، الذي يعد معقلا للعلويين المقاتلين والمتطوعين في أجهزة الدولة العسكرية والأمنية، وفيه أيضا القصر الرئاسي المسمى قصر الشعب.
لكن أكثر ما يؤرق النظام في حي المزة، هو اتصال بساتينه ببساتين مدينة داريا في الغوطة الغربية، والتي تستعصي للعام الثاني على التوالي أمام قوات النظام التي تحاول اقتحامها باستمرار، فلجأت قبل أيام إلى تفجير 500 منزل في المدينة، بمحاذاة مطار المزة العسكري، من الجهة الشمالية الشرقية.
المصدر : القدس العربي