أعلن تنظيم الدولة مساء يوم أمس الأحد، من خلال ما يسميه “المكتب الإعلامي لولاية حمص” أنه سيطر على منطقة جزل بالكامل الواقعة في الريف الشرقي لحمص، بما فيها من التلال المحيطة والقرية السكنية والمنطقة النفطية، حيث تضم مواقع مهمة لإنتاج الطاقة في محافظة حمص.
شهدت المنطقة على مدار ثلاثة أيام سابقة، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والدبابات بين قوات النظام وتنظيم الدولة، حيث تعرضت المنطقة لتبادل القصف المدفعي وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، أدت لوقوع عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، ليبسط التنظيم سيطرته على التلال المطلة على الحقل النفطي، وعدة حواجز تابعة لقوات النظام في المنطقة، وذلك في محاولة هي الثالثة من قبل التنظيم للسيطرة على المنطقة، حيث باءت محاولاته السابقة للسيطرة على المنطقة بالفشل، لتشن بعدها طائرات تابعة لقوات النظام عدة غارات استهدفت مواقع التنظيم في محيط المنطقة وداخلها.
وقال التنظيم في بيانين متتالين، أعلن في أولهما السيطرة على خمس عشرة نقطة عسكرية للنظام في منطقة جزل، وتدمير ثلاث دبابات وعربتي BMB وعربة شيلكا، والسيطرة على دبابة وعربتي BMB وعربة شيلكا ومدفعي هاون عيار 120 وأسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر أخرى، ثم أعلن في البيان الثاني عن السيطرة على قرية جزل وهي المنطقة السكنية لعمال الحقل، ليتم التنظيم بذلك السيطرة على كامل المنطقة.
ويذكر أن جزل هو حقل نفطي متوسط الحجم في سوريا، يضم عدداً من آبار النفط والغاز، أنتج عدة آلاف من براميل النفط “بين 2500 و3000 برميل نفط يومياً” في ظل الظروف العادية، كما تضم المنطقة التي تقع إلى الشمال الغربي من تدمر مجمعا لاستخراج الغاز الطبيعي.
ويعتبر السيطرة على الحقل نصرا اقتصاديا أكثر مما هو عسكري بالنسبة للتنظيم، الذي يعتمد على موارده النفطية لدعم مشاريعه في جذب المقاتلين وتمويل عملياته العسكرية، أما من جهة النظام فهو ضربة اقتصادية موجعة، حيث يعتبر حقل جزل ومن قبله حقل الشاعر، خسارة ضخمة للنظام لأنها آخر موارده النفطية والغازية في سوريا ويغذيان الكثير من محطات الكهرباء والمفاصل الاقتصادية الأخرى للنظام، ولم يتبقى بيده إلا منطقة جحار التي أصبح سقوطها بيد التنظيم مسألة وقت بالنظر لتفكك قوات النظام في تلك المنطقة.
محمد الحميد – حمص – وطن اف ام