تحولت منطقة الشريط الحدودي من ريف حلب الشمالي والخاضعة لسيطرة فصائل الجيش السوري الحر والقوات التركية، إلى قبلة للمهجرين الذين رفضوا العودة لحكم نظام الأسد، بعد سنوات من الحصار والموت.
قوافل التهجير التي وصلت ريف حلب
فقد وصلت أمس الثلاثاء إلى مناطق ريف حلب الشمالي أكثر من “مئة وخمسون حافلة” تقل مايزيد على “الخمسة آلاف مهجر” من أحياء جنوب دمشق والبلدات المجاورة له “ببيلا ويلدا”، ومن ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي. في واحدة من أكبر المآسي التي تعيشها الساحة السورية.
وقال الناشط الميداني “زين العابدين النبهان”: أنه وبعد السماح للحافلات التي تقل المهجرين من مدن ريف حمص الشمالي، والتي بلغ تعدادها “ستون حافلة وعربة”، وصلت إلى معبر “أبو الزندين” القريب من مدينة الباب بريف حلب الشرقي دفعة جديدة من مهجري مناطق جنوب دمشق.
وأضاف النبهان: ضمت القافلة التي وصلت من ريف حمص أكثر من “ثلاثة آلاف وثلاثمئة مهجر” معظمهم من النساء والأطفال، وبينهم مايقارب الخمسمئة مصاب ومريض بحالات متفاوتة الخطورة تم نقلهم إلى المشافي المتواجدة في المنطقة.
وتابع: وما أن تم نقل الوافدين من ريف حمص إلى الجهة التي يسيطر عليها الثوار من معبر “أبو الزندين”، حتى وصلت القافلة التي تضم مهجري المناطق الجنوبية من دمشق إلى المعبر.
وضمت القافلة التي تنتظر بدورها الانتقال إلى مناطق سيطرة الثوار، حوالي “الخمسين حافلة” تقل “ألف وستمئة وخمسون مهجر” من بلدات “ببيلا ويلدا” وغيرها من المناطق التي رضخت لاتفاق التهجير الذي فرضته القوات الروسية عليهم.
أين يتجه المهجرون؟
تعتبر الدفعة التي وصلت شمال حلب والقادمة من مناطق جنوب دمشق ” الدفعة الخامسة” التي تغادر نحو الشمال السوري، وذلك ضمن اتفاق التهجير الذي تم التوصل إليه بين فصائل الثوار والقوات الروسية.
“تم نقل مدنيين ريف حمص الشمالي إلى مركز ايواء “شبيران” قرب ناحية قباسين وريف مدينة اعزاز، دون وجود معلومات جديدة عن الأماكن التي سيتم نقلهم إليها بعد مبيتهم في مراكز الإيواء المؤقتة”، بحسب الناشط الميداني شريف دملخي.
وأضاف دملخي: بعد انتظار أهالي ريف حمص الشمالي السماح لحافلاتهم الدخول مناطق الثوار، دخلت القافلة إلى المنطقة التي يسيطر عليها الثوار، لينقل الجرحى إلى المشافي المتواجدة في المنطقة قبل أن يتم نقل المهجرين إلى مراكز الإيواء.
وأوضح الدملخي: “وكما حصل مع مهجري حمص، ينتظر مهجروا المناطق الجنوبية من دمشق في المنطقة التي يسيطر عليها نظام الأسد من معبر “أبو الزندين”، ينتظرون الموافقة الأمنية لاجتياز مناطق سيطرة نظام الأسد، إلا أن المدنيين وعلى خلاف ماحدث صباح اليوم، فهم قادرين على مغادرة حافلاتهم والحصول على بعض الزاد والشراب وتلقي الإسعافات الأولية من قبل الفرق الإسعافية المتواجدة في المنطقة”.
أسباب انتظار قوافل المهجرين
وعن الأسباب التي دعت إلى انتظار قوافل المهجرين ساعات طويلة للحصول على الموافقة الأمنية والعسكرية، وهو مانجم عنه وفاة سيدة من مهجري ريف حمص الشمالي صباح أمس الثلاثاء، إثر نوبة قلبية أصابتها خلال عملية الانتظار.
وأضاف دملخي: “عدم توفر الأماكان التي يفترض استقبال المهجرين فيها هي من أهم أسباب تأخير دخول القوافل إلى مناطق الثوار، وذلك نتاج الأعداد الضخمة التي وصلت ولاتزال إلى مناطق “درع الفرات” والتي نجم عنها بطبيعة الحال اكتظاظ مراكز الإيواء والمخيمات التي تم تشيدها لاستيعاب المهجرين.
وأوضح الدملخي “أن المهجرين الوافدين من مناطق ريف حمص الشمالي وجنوب دمشق المنتظر دخولهم، قد يتم توزيعهم على ثلاث مناطق وهي “جرابلس، اعزاز وريف عفرين” تفادياً لحالة النقص في الخيام والمأوى التي تعيشها مناطق الشمال السوري.
وأكدت الفرق والمؤسسات التي تأخذ على عاتقها تأمين المأوى وتنظيم المخيمات للمهجرين الجدد، أن الأزمة التي تعيشها مناطق ريف حلب الشمالي حالياً، كانت نتيجة السرعة التي تتم فيها عمليات التهجير.
منصور حسين – وطن اف ام