مؤسسة أبحاث شهيرة: باستثناء ظروف غير متوقعة، الأسد سيحكم السيطرة على سوريا
قال الخبير في الشأن السوري بمؤسسة سانتشوري للأبحاث، آرون لوند، لوكالة فرانس برس، إن الأسد يسيطر على الجزء الأكبر من الأراضي السورية والأكثر اكتظاظاً بالسكان، معتقدا أنه سيواصل إدارة الجزء الأكبر من سوريا.
وأضاف لوند أن الحرب تتواصل، لكن الأسد تمكن استراتيجياً من هزم هؤلاء الذين أرادوا الإطاحة به، حسب زعمه، مضيفاً انه باستثناء ظروف غير متوقعة، فإن حكومة الأسد ستستعيد السيطرة على أراضي البلاد جزءاً بعد الآخر.
وكان الدعم الروسي والإيراني، قد لعب دوراً حاسماً في ترجيح كفة النظام على الأرض، وبعد سلسلة من التقدم ميدانيا أبرزها السيطرة على كامل مدينة حلب ، والسيطرة على أجزاء واسعة من البادية السورية وأخيراً التقدم في مدينة دير الزور شرقاً، أصبحت قوات الأسد تسيطر حالياً على أكثر من نصف الأراضي السورية.
وبحسب الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، إنه يقيم في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الأسد أكثر من ثلثي السكان، في حين تسيطر الميليشيات الكردية، على 23 في المئة من الأراضي السورية.
في المقابل، لم يبق بيد فصائل الجيش الحر، وهيئة تحرير الشام، سوى 12 في المئة من الأرض، في حين تقلصت مناطق سيطرة تنظيم الدولة إلى 15 في المئة، حسب بالانش.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا ، تساءل الأسبوع الفائت، حول أن تكون حكومة الأسد، مستعدة للمفاوضات بعد السيطرة على دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟، وحول أن تكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب.
وأغضبت تصريحاته المعارضة السورية التي سارعت إلى الرد من خلال رئيس وفدها التفاوضي إلى جنيف نصر الحريري الذي وصفها بالصادمة والمخيبة للآمال، مجدداً المطالبة برحيل الأسد.
الجدير بالذكر أن مستقبل رئيس النظام بشار الأسد، شكل عائقاً أمام أي تقدم في العملية السياسية بين حكومته والمعارضة السورية، في كل جولات المفاوضات التي حصلت في جنيف منذ العام 2014، في إطار الجهود لتسوية الصراع.
بدورها قالت مديرة مركز “كارنيغي” لدراسات الشرق الأوسط مهى يحيى، إنها لا تعرف إذا كان الأسد سينتصر أم لا، لكنه بالتأكيد استعاد زخمه، حسب زعمها.
وتابعت القول “إنه يستعيد السيطرة على بلد مدمر بالكامل، ولا أعرف ماذا يعني الانتصار في الحرب في هذا السياق”، مضيفة “لا أرى سوريا مستقرة في المستقبل القريب”، كما تحدث محللون آخرون عن هشاشة النظام في بلد يعاني انقسامات عميقة.
هذا ويرى الخبير في الشؤون السورية في جامعة أدنبره توما بييريه أن الأسد سيبقى طويلاً في السلطة، لكن مع احتمال كبير بأن تتواصل حركات التمرد المسلحة.
مضيفا “قد لا تشكل هذه الحركات المسلحة تهديداً مباشراً للسلطة المركزية لكن من شأنها أن تزعزع نظاماً ضعيفاً على مستويات عدة اقتصادية واجتماعية وديموغرافية”.
ويشار أن الحرب التي شنها الأسد على شعبه، تسببت بدمار هائل في البنى التحتية وبمقتل أكثر من 330 ألف شخص، بالإضافة إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، في حين تبلغ نسبة البطالة في سوريا 50 في المئة، ونسبة الفقر 85 في المئة.
وطن اف ام