قال مقاتلون من فصائل الثوار ومصادر دبلوماسية، إن جماعتين من الثوار تدعمهما دول غربية في القتال ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لها بجنوب شرق سوريا، تلقتا طلبا من الداعمين الغربيين والعرب لهما بترك المنطقة والانسحاب إلى الأردن.
حيث قال فصيلا أسود الشرقية وتجمع الشهيد أحمد عبدو التابعين للجيش السوري الحر، إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ودول مجاورة تدعمهما ومنها الأردن والسعودية، طلبت منهما إنهاء القتال في المنطقة.
وأفاد بدر الدين السلامة المسؤول في أسود الشرقية وهو أحد أكبر الفصائل في المنطقة، وتستقبل مساعدات عسكرية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لموقع عربي21، بأن هناك طلب رسمي للانسحاب من البادية.
وكانت فصائل الجيش الحر قد تمكنت مطلع هذا العام، من طرد تنظيم الدولة من مساحة كبيرة من اراضي، تمتد نحو 50 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من دمشق على الحدود مع الأردن وحتى الحدود العراقية.
غير أن هجوما لقوات الأسد مدعوما بميليشيات إيرانية وغطاء جوي روسي طوّق الفصائل هناك ومحا مكاسبها، حيث في الأسابيع الأخيرة، استعادت الأولى مجموعة من النقاط الحدودية مع الأردن بعدما هجرها في السنوات الأولى للحرب..
من جانبها، قالت مصادر دبلوماسية غربية، إن الطلب مرتبط بقرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تموز الماضي، بوقف برنامج وكالة المخابرات بتجهيز وتدريب المعارضة السورية، التي تقاتل بشار الأسد..
الجدير بالذكر، أن برنامج وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بدأ في عام 2013 في إطار جهود الإدارة السابقة، تحت قيادة باراك أوباما، لكن الإدارة الحالية بقيادة ترامب تقول إن استراتيجيتها في سوريا تركز الآن على هزيمة تنظيم الدولة..
وجاء في رسالة لقادة الفصيلين، إنه رغم قتالهما بشجاعة لصد قوات الأسد والميليشيات معه، فإن وجودهما في الجيب الصغير الآن يشكل خطرا عليهم، فيما أثار القرار سخطا بين مئات امقاتلي الفصيلين اللذين يعتبران الانسحاب إلى الأردن تفكيكا فعليا لقواتهما..
ويقول مقاتلو الثوار، إن الفصيلين اللذين لهما المئات من المقاتلين سيضطران إلى تسليم المدفعية الثقيلة وعشرات من صواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع، أدت دورا في نجاحهم في المعارك ضد تنظيم الدولة الميليشيات الإيرانية.
وأبلغ قادة الفصيلين، مركز عمليات مشتركا بالأردن، أنهم يفضلون البقاء والموت في الصحراء بدلا من ترك ساحة القتال، حيث تابع السلامة حديثه بالقول “رفضنا الطلب وإذا دخلنا الأردن نعتبرها نهاية. لم تجف بعد دماء شهدائنا”.”.
كذلك قال مقاتلو الثوار إن مركز العمليات لم يطلب منهم خيار الانتقال إلى حامية أمريكية إلى الشرق قرب الحدود مع العراق في منطقة التنف، التي تدار في إطار برنامج منفصل لوزارة الدفاع الأمريكية.
إلا أن مسؤولا آخر من فصائل الثوار، قال إنهم لا يعارضون الانسحاب، لكنهم يريدون تطمينات من الأردن أن بإمكانهم ممارسة ضغوط لتمديد نطاق وقف إطلاق النار الذي أوقف القتال في جنوب فرب سوريا، وتوسطت فيه واشنطن وموسكو ليشمل البادية.
بدورهم، يقول دبلوماسيون إن واشنطن والأردن تجريان مفاوضات مع موسكو في الوقت الحالي/ لإعلان منطقة خفض تصعيد، سوف تعيد االميليشيات الإيرانية 40 كيلومترا شمالي الشريط الحدودي مع الأردن..
وطن اف ام