مشاورات دي ميستورا: خلافات حول مصير بشار الأسد و هواجس من سقوط دمشق بيد تنيظم الدولة الاسلامية
كشفت صحيفة الشرق الأوسط نقلاً عن مصادر دبلوماسية تفاصيل مشاورات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف، والمستمرة منذ أسابيع ، حيث أكدت المصادر عن وجود فجوات في الرؤية، ليس فقط بين الجهات الداعمة للنظام مثل إيران وروسيا من جهة ومجموعة أصدقاء الشعب السوري و”نواتها الضيقة ” من جهة أخرى، بل داخل المعسكرين نفسيهما، وذلك حول نقطتين أساسيتين: مصير بشار الأسد وأولويات الحرب القائمة في هذا البلد. وفي المقابل، فإنها سلطت الضوء على وجود توافقات تتناول بقاء بنية الدولة السورية وتلافي تقسيمها، خصوصا التركيز على الحاجة لمحاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.
قالت المصادر التي اطلعت على مضمون المحادثات إن موقف الولايات ما زال يتميز بـ التحفظ لجهة رحيل نظام الأسد الذي ما زالت الإدارة الأميركية ترى فيه ” رافدا ” في الحرب التي تقوم بها في العراق وسوريا على ” داعش” . أما “الهاجس” الأكبر لواشنطن، وهو ما عبر عنه كذلك المندوب البريطاني الذي التقى دي ميستورا، فهو وقوع العاصمة دمشق بأيدي داعش.
وأضاف الصحيفة ” بالنظر لأولوية الحرب على داعش، فإن المواقف الأميركية والروسية أصبحت متقاربة، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب لقائه نظيره الأميركي جون كيري في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 12 مايو (أيار) الماضي. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن مسؤول الملف السوري في الخارجية الأميركية دانيال روبنشتاين قام بزيارة بعيدة عن الأضواء إلى موسكو عقب اجتماعه في جنيف مع دي ميستورا، نقل فيها إلى نائب وزير الخارجية بوغدانوف تصورا أميركيا لحل سياسي في سوريا لا يستبعد الأسد في مراحله الأولى.
بالمقابل، فإن مصادر أخرى في العاصمة الفرنسية ترى أن التطورات الميدانية المتمثلة بسقوط قلاع حصينة للنظام الذي تتراجع رقعة المساحات الجغرافية التي يسيطر عليها ستدفع بالدبلوماسية الأميركية إلى تغيير نهجها، لأن النظام لم يعد قادرا على الصمود، وبالتالي يتعين على واشنطن أن تبلور خططا أخرى.
وتفيد هذه المصادر بأن الرياض وأنقرة والدوحة وباريس وغيرها من العواصم لا تتبنى المقاربة الأميركية رغم دعوتها إلى عدم الاستهانة، بما بقي للنظام من قوات ودعم.
المصدر : الشرق الاوسط