اختتم قبل أيام في العاصمة المصرية القاهرة مؤتمر المعارضة السورية حول الحل السياسي ، ولاشك أن التشويش والتخوين الذي صاحب المؤتمر بل وسبقه أحيانا مصدره ذاكَ الخيال المريض لـ فسابكة المعارضة السورية ومن دار في فلكهم ، أما الشعب السوري المنكوب والباحث عن نهاية قريبة ومقنعة لمطالبه المشروعة التي قامت من أجلها الثورة السورية كان ولايزال أبعد الأطراف عن تلك المعارك الوهمية ، وعليه فإن الإجتماع شهد في افتتاحه كلمة هامة لوزير خارجية مصر سامح شكري أكد فيها على الدور الرئيسي للنظام السوري في قمع شعبه المطالب بالحرية والعدالة والمساواة ، وهذا الموقف المصري المتقدم يحمل إدانة واضحة لـ نظام بشار الأسد على عكس ما روج البعض ، وبالدخول إلى عمق المشاورات جديرٌ بنا التوقف عند النقاط التالية :
أولاً : إصرار أكثر من نصف المشاركين على وضع علم الثورة السورية أمامهم خلال المشاورات وعدم التنازل عن هذا الرمز السياسي لوحدة السوريين الأحرار وتفهم المشاركين الآخرين لهذا الموقف وعدن انسحابهم على الرغم من بعض الأصوات التي تحفظت بهدوء وعلى خجل .
ثانياً : التناغم الواضح والتنسيق الملفت للنظر الذي بدا فيه ” الفريق السياسي الثوري ” الذي ترأسه أحمد الجربا في مواجهة كل الطروحات غير المقبولة وطنياً ومستقبلياً .
ثالثاً : إقرار هيئة التنسيق الوطنية برئاسة ” حسن عبدالعظيم ” وحليفه الإتحاد الديمقراطي الكردي بزعامة ” صالح مسلم ” وهيثم مناع لأول مرة بعدم وجود مكان لـ بشار الأسد في المرحلة الإنتقالية وما بعدها في سوريا ، وهذا منجز بالغ الأهمية يبنى عليه فيما بعد
رابعاً : حل الإشكال الذي وقع بين الأكراد من جهة وهيئة التنسيق الوطنية وبعض القوميين السورين حول صيغة جدلية ذكرت في الميثاق الوطني تتعلق بمسألة ” الشعب أو المكونات ” وكاد هذا أن يفشل اللقاء وينهيه دونما نتائج ولكن تدخل أحمد الجربا شخصياً وجمع الفرقاء على انفراد وأقنعهم وأنهى الأشكال بحضور الزعيم الوطني الكردي ” عبدالحميد درويش ” الذي اُستقبل فيما بعد من قبل أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي .
خامساً : غياب كامل لسفراء الدول الغربية والإقليمية عن كواليس المؤتمر وهو مشهد كان مألوفاً في اجتماعات سابقة للمعارضة السورية ، إذ تشاور الجميع دون ممارسة أي ضغوط غير مرحب بها من قبل طرف إقليمي أو غربي .
سادساً : المسؤولية السياسية والوطنية لغالبية المشاركين وضعت اسمي ” حزب الله وفيلق القدس الإيراني ” الإرهابين بشكل صريح ضمن خارطة الطريق على الرغم من تعاطي مختلف لبعض القوى الحاضرة مع هذا الملف وكذلك رفض المساس بمكانة ” الجيش الحر ” الذي يدافع عن الثورة السورية وبحضور أعلى رتبة عسكرية منشقة ” اللواء عبدالعزيز الشلال ” ونائب رئيس أركان الجيش الحر سابقاً ” العقيد هيثم عفيسا ” .
أخيراً : لابد أن نشير إلى أن مسار القاهرة قلب الطاولة على منتقديه وسحب البساط من تحت مخوني الحاضرين فيه ووضع عربة الحل السياسي السوري على سكتها الصحيحة والمسؤولية الآن تقع على عاتق هؤلاء الذين يقودنها.
وطن اف ام – عبدالجليل السعيد
المجتمعون في القاهرة و غيرها من المعارضة السورية
لا تمثلون إلا أنفسكم و من يدفع رواتبكم
و لا إستثناء بينكم إلا من ساند المجاهدين علنا و أقر أنهم أصحاب تمثيل الشعب و ليس أنتم