سورياسياسة

واشنطن وأنقرة تحذران من “كارثة غير مسبوقة” في إدلب

طالب نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفير جوناثان كوهين، روسيا باتخاذ أربع خطوات في سوريا، أولها تهدئة كافة العمليات العسكرية في إدلب وحماة، والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في سبتمبر 2018.

وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول إدلب الجمعة 17 أيّار، حذر كوهين نظام الأسد من أن “استخدام السلاح الكيميائي سيتم الرد عليه فوراً وبعنف”، وتابع: “نريد توجيه رسالة إلى هذا النظام.. لا حل عسكرياً للأزمة، والحل الوحيد سياسي، والتسوية السلمية للنزاع يجب أن تبدأ بحماية المدنيين”، لافتاً إلى أن “الهجوم على إدلب سيؤدي إلى كارثة لم نشهدها من قبل في هذا الصراع”.

أما الخطوة الثانية التي طالب بها المسؤول الأمريكي فهي: “كفالة تقديم المساعدات الإنسانية”، وثالثاً “تشجيع نظام الأسد على اتخاذ كافة الإجراءات للوصول إلى المناطق التي تحتاج مواد إغاثية”، وفيما يتعلق بالخطوة الرابعة، قال السفير الأمريكي إنها تتمثل في “ضمان عدم استخدام أسلحة كيميائية في إدلب”.

وأشار السفير الأمريكي في كلمته إلى أن “روسيا أبلغت الولايات المتحدة بشكل ثنائي التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب”، واستدرك “لكنهم الآن يبررون ذلك بأنهم يكافحون الإرهاب.. لقد أدت هذه العملية العسكرية إلى تشريد أكثر من 180 ألف شخص، وهناك موجة جديدة من المشردين تتجاوز قدرة مخيمات المنطقة على استيعابها”.

من جانبه وفي نفس الجلسة.. حذر مندوب تركيا الدائم في الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، من خطر وقوع كارثة في محافظة إدلب.

وأعرب سينيرلي أوغلو، عن “قلقه البالغ” إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل نظام الأسد منذ نهاية أبريل وحتى اليوم، التي تجاوزت 600 انتهاكاً، لافتاً بالقول: “نواجه خطر وقوع كارثة في إدلب، فهجمات النظام الأخيرة يمكن أن تؤدي لنزوح مئات الآلاف، وقد يشكل ذلك خطرا إنسانيا وأمنيا على تركيا وأوروبا وخارجها”.

وحذر سينيرلي أوغلو، من أن أي هجوم عسكري واسع النطاق على إدلب سيؤدي إلى كارثة إنسانية، مشدداً على أن “اتفاق إدلب منع وقوع هذه الكارثة حتى الآن، ولابد من الحفاظ عليه من أجل أمن ملايين الأشخاص”، كما أشار إلى أن النظام استهدف المدنيين والمدارس والمستشفيات عمدًا.

ولفت المسؤول التركي إلى أن الهجمات تسببت في نزوح 243 ألف شخص، وزادت من موجه الهجرة نحو الشمال.

وأضاف: “يجب عدم التضحية بالأبرياء تحت مسمى مكافحة الإرهاب، فهذا الوضع يخلق بؤرًا إرهابية وتطرفا”.

وكانت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، قالت خلال الجلسة الطارئة إن التصعيد العسكري للنظام وروسيا شمال غرب سوريا شرد أكثر من 120 ألف شخص.

وتتعرض مناطق بريفي إدلب وحماة لقصف مكثف من قبل طائرات نظام الأسد وروسيا ، ما تسبب بمقتل وإصابة المئات ونزوح عشرات الآلاف، بالتزامن مع محاولة قوات الأسد السيطرة على مناطق في ريف حماة الغربي، حيث سيطرت على عدة قرى وباتت لا تبعد عن نقطة المراقبة التركية سوى 5 كيلو متر بحسب ما أفاد مراسل وطن إف إم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى