سياسة

حراك ولقاءات مكثفة في موسكو تثير آمالاً لحلحلة الوضع في سوريا

تشهد العاصمة الروسية موسكو، حراكاً دبلوماسياً مكثفاً يرى مراقبون أنه يأتي في إطار سعي جدّي لإيجاد حل للوضع في سوريا المستمر منذ أكثر من 4 أعوام.  

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مساء اليوم الخميس، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، فيما يلتقي غداً، كلا من ممثلي هيئة التنسيق الوطنية(أكبر ممثل للمعارضة السورية في داخل سوريا)، برئاسة القيادي في الهيئة هيثم مناع، ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي(PYD)، صالح مسلم، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية مطلعة للأناضول.  

ويأتي الحراك وسط توقعات بحل قريب للمسألة السورية، كما تداول بعض المراقبين، إلاّ أن الآمال ما تزال بعيدة المنال، في ظل “تعنت” موقف نظام الأسد الحاكم في دمشق، الذي عبّر بشار الأسد في خطابه الأخير، تموز/يوليو الماضي، حين أعلن أن إمكانية الحل السياسي للوضع في سوريا غير موجودة.  

موقف الأسد قد يكون رداً على الطرح الذي يدعو إلى حل سياسي لا مستقبل له فيه، والذي دعّمه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع لافروف في موسكو، أمس الأول الثلاثاء، حيث أكد أن الأسد “لا يمكن أن يكون جزءا من الحل في سوريا”، الأمر الذي تخالفه روسيا فيه، ومن المعروف أن الرياض داعم رئيس للمعارضة السورية ولاعب مؤثر في المنطقة.  

وفي السياق ذاته، أكد بدر جاموس، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري، وعضو وفده إلى موسكو، في حديثه للأناضول، ثوابت مواقف الائتلاف المستندة إلى أن أي حل سياسي للمسألة السورية “لا يمكن أن يتم إلا من خلال هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات، والتي لن يكون الأسد جزءا منها.  واعتبر أن “الحديث عن الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، يتطلب إيجاد حل سريع للمسألة من جذورها، وأن التصدي الحقيقي للإرهاب، لا يمكن إلّا عبر حل الوضع وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي بعيداً عن الأسد”.  

وحول مشاركة الائتلاف في مباحثات “موسكو3” المرتقب عقدها بين الأسد والمعارضة، في حال توجيه الدعوة له، قال جاموس “سندرس الدعوة حال توجيهها لنا، لقد كانت لنا ملاحظات جدية على شكل ومضمون “موسكو-1″(عقد في يناير/كانون الثاني الماضي)، وموسكو-2 (عقد في نيسان/أبريل الماضي)، ولذلك لم نشارك”.  

واستدرك بالقول “قرارنا (بشأن الدعوة المقبلة) سيكون بعد دراسة مضمون الدعوة الروسية”.  وختم جاموس بالقول “سنوجه رسالة خلال زيارتنا إلى موسكو إلى الشعب الروسي، مفادها ضرورة توجيه الدعم الروسي للشعب السوري، فالديكتاتورى ونظامه راحلان، فيما الشعب باق، لتستمر الصداقة بين شعبي روسيا وسوريا”، بحسب تعبيره.  

ومن اللافت، كثافة الحراك الدبلوماسي الروسي تجاه المسألة السورية، في الوقت الذي تبدي فيه معظم الأطراف تشبثاً بمواقفها، إذ كثفت الخارجية الروسية، من لقاءاتها مع أطياف المعارضة السورية مؤخراً، حيث التقى الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس الأول الثلاثاء، قدري جميل رئيس “الجبهة الشعبية للتغيير والاستقلال”.  

وبالتزامن مع لقاء بوغدانوف جميل، التقى لافروف في نفس اليوم، وزير الخارجية السعودي الجبير، فيما يعتزم رمزي زين الدين رمزي مساعد المبعوث الأممي للشأن السوري ستافان دي مستورا، زيارة موسكو خلال أيام، كما من المرتقب أن يزور العاصمة الروسية وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، مطلع الأسبوع المقبل، يليه في ذلك كل من، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، في غضون الأسابيع المقبلة.  

ويرى خبراء سياسيون، أن اللقاءات والزيارات المتلاحقة إلى موسكو، تشير إلى وجود رغبة ملحة لدى موسكو بايجاد حل للمسألة السورية، قد يتضمن خروجا غير مباشر للأسد وإنما بعد فترة انتقالية وبضمانات تمنع محاكمته والمقربين منه.  

كما خلص مراقبون، إلى أن عمق الأزمة التي وصلت إليها روسيا في علاقاتها الدولية، يؤكد أنها تبحث لنفسها عن دور عالمي، لن يكون إلا من خلال إيجاد حلول لبعض المسائل، مثل (سوريا وأوكرانيا) بما يضمن لها مصالحها، ويعزز حضورها الدولي.  

وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات بمجلس الأمن، لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للأسد على “الجرائم والمجازر”، التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها، خلال محاولة قمع ثورة شعبية اندلعت قبل أكثر من 4 أعوام.  

ومنذ منتصف مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن نظام الأسد اعتمد الخيار العسكري لوقف الثورة السورية، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات الأسد وقوات الثوار، لا تزال مستمرة حتى اليوم، وفشلت كافة الجهود والمبادرات الدولية لحلها.

المصدر : الأناضول 

زر الذهاب إلى الأعلى