كيري يفتتح السفارة الأمريكية في هافانا بعد قطيعة تزيد على نصف قرن
افتتح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الجمعة، سفارة بلاده في العاصمة الكوبية هافانا رسمياً، برفع العلم الأمريكي لأول مرة، منذ ما يزيد على نصف قرن.
وجرت مراسم رفع العلم، بعد أن ألقى كيري كلمة بهذه المناسبة، شهدها في الوقت نفسه جنود مشاة البحرية الأمريكية الثلاثة “لاري موريس” و”جيم تريسي” و”مايك إيست” الذين كانوا قد أنزلوا العلم قبل 54 عاماً خلت.
وأكد كيري في كلمته، أن الولايات المتحدة ترى أن مصلحة الكوبيين تتمثل في “ديمقراطية أصيلة، حيث يكون الشعب حراً في اختيار قادته والتعبير عن آرائهم، وممارسة معتقداتهم”.
وأشار في خطابه متحدثاً إلى الحضور من كلا البلدين، أن الطريق الذي سلكته كل من كوبا والولايات المتحدة باتجاه القطيعة “ليس بالطريق الصحيح، ولقد حان الوقت لنا (في كلا البلدين) للتقدم بطريق أكثر طموحاً”.معتبراً قرار تطبيع العلاقات بين البلدين “قراراً شجاعاً” اتخذه كلاً من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونظيره الكوبي راؤول كاسترو.
من جهته قال وزير الخارجية الكوبي إدواردو رودريغيز في مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع نظيره الأمريكي عقب مراسم رفع العلم “حكومتنا راغبة بتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة على أسس الاحترام والمساواة دون أي تدخل في الشؤون الداخلية”.
فيما أكد كيري في المؤتمر نفسه على أن بلاده تؤمن “أنه وبالرغم من الاختلافات الموجودة بين حكومة كوبا والولايات المتحدة، والتي لن تختفي، لكن من الممكن الآن بناء علاقات متحضرة، مبنية على الاحترام ومثمرة تختلف عن تلك التي كانت تربطنا من قبل”.
افتتاح السفارة الأمريكية في هافانا جاء بعد إعلان الرئيس أوباما نهاية العام الماضي، قراره بإنهاء القطيعة بين البلدين بعد ما يزيد على نصف قرن.
وبرغم أن السفارة الأمريكية قد بدأت مزاولة اعمالها منذ اعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا في 20 يوليو/ تموز الماضي، إلا أن افتتاحها الرمسي لم يتم حتى اليوم، بحضور وزير الخارجية الأمريكية جون كيري.
ورغم عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين بدأت العداوة بينهما أيام الحرب الباردة، بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الشيوعي، إلا أنه لا زالت هناك عوائق كبرى تقف أمام تطبيع العلاقات.
أول تلك العوائق رفع العقوبات الاقتصادية عن كوبا التي يقودها نظام شيوعي، والثاني تعيين سفير لواشنطن في كوبا، حيث يتولى جيفري دي لورنتيس وهو دبلوماسي أمريكي بدرجة سفير مهام السفارة كرئيس للبعثة الدبلوماسية هناك، كون كلا القضيتين تتطلبان موافقة الكونغرس الأمريكي عليها، خاصة وأن أغلب الجمهوريين والذين يمتلكون أكثرية المقاعد في غرفتي البرلمان، يعارضون قرار الرئيس الأمريكي في تطبيع العلاقات، مع البلد الذي لطالما صنفته واشنطن كأحد الدول الأربعة الراعية للإرهاب إل جانب كل من سوريا وإيران والسودان، قبل أن يقوم وزير الخارجية كيري برفعه من خانة الدول الراعية للإرهاب.
وكان المتنافس لترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2016 قد أكد في بيان له الجمعة أنه عازم على أنهاء عملية التطبيع في العلاقات ما بين البلدين في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
هذا وتطالب واشنطن، هافانا بدفع تعويضات عن الأضرار التي تسببت بها الأخيرة بعد قيامها بالثورة التي قادها في ذلك الوقت الرئيس السابق فيديل كاسترو وطالت ممتلكات أمريكية، بينما تصر هافانا على أن تعوضها الولايات المتحدة عن الاضرار التي سببها الحصار الأمريكي على الاقتصاد الكوبي والذي دام عدة عقود.
ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكية جون كيري اليوم – الجمعة-، عددا كبيرا من الشخصيات الكوبية، بمن فيهم معارضين سياسيين.
المصدر : الأناضول