“المرزوقي” يدعو الرئيس التونسي إلى استضافة 1000 لاجئ سوري في البلاد
دعا الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي، إلى دعوة 1000 لاجئ سوري للقدوم إلى تونس، في وقت ثمّن فيه مجهود تركيا والدول الأوروبية في قبول اللاجئين السوريين على أراضيها.
جاء ذلك في حوار أجرته معه الأناضول، وفيه دعا أيضا الجامعة العربية، إلى عقد اجتماع عاجل في خصوص أزمة اللاجئين السوريين، قائلا “لا أستطيع كعربي إلا أن أعبر عن الامتنان للشعوب والدول التي استقبلت أهلنا السوريين، وخاصة الشعب والدولة في تركيا، والشعوب الأوروبية بصفة عامة”.
وأضاف أن “هذا الشعور بالامتنان يخالطه شعور بالأسى والحزن على هذه المأساة الإنسانية، وهناك شعور ثالث بالخزي والعار من موقف الدول العربية، الذي كان دون المستوى المطلوب، فهي تتفرج على المأساة، وكأن سوريا ليست دولة عربية، وكأن هذا الشعب لا ينتمي للشعوب العربية”.
وشدّد المرزوقي بالقول “يمكن أن نختلف في قضية بشار الأسد، والحل السياسي، لكن عندما يكون هناك مئات الآلاف من المشردين من الأطفال والنساء والمرضى، فمن واجب الدولة قبول اللاجئين، فهذا شعب عربي وليس شعبا أوروبيا ونحن أولى به”، مذكرا أنه “في 2011 استقبلت تونس 2 مليون ليبي ولم ينهار الاقتصاد، وتونس تستطيع استقبال ما بين 10 و20 ألف سوري، ولن ينهار الاقتصاد”، على حد تعبيره.
وحول من يقول أن السوريين يرفضون الذهاب إلى العالم العربي، بسبب مساندة بعض الدول للحراك الشعبي، نفى المرزوقي ذلك وقال إن “السوريين يذهبون إلى أوروبا لأنهم يعلمون أنهم لن يقبلوا من الدول العربية”، نافيا اعتقاده بأن “الهدف من الهجرة إفراغ سوريا، لأنهم يهربون من البراميل المتفجرة”. واعتبر المرزوقي أن “روسيا حاليا تضع كامل ثقلها لإنقاد شخص (بشار الأسد) مستعد للتضحية بثلاثة أرباع شعبه حتى يبقى في السلطة، وهذه جريمة ضد الإنسانية بأتم المقاييس، وفي كل الحالات هذا سياسيا لن يؤدي إلى أي نتيجة”.
أما فيما يخص إعادة تونس لعلاقاتها مع النظام السوري، بسبب عودة تونسيين يقاتلون في سوريا، أفاد أنه “عندما قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كان ذلك موقفا مبدئيا، باعتبار أن الثورة التونسية قامت على العدالة والحرية والكرامة، ولا يمكن التعاطف مع مجرم سفاح يقتل شعبه، وقول إنهم ضحوا بـ 3 أو 4 آلاف تونسي غير صحيح، لأنه هناك قنصلية في بيروت، تبعد عن دمشق أقل من 100 كلم، ولم يكن هناك أي خوف عليهم”، على حد وصفه.
وتابع حديثه أيضا بالقول “يتهموننا أننا سهلنا خروج التونسيين إلى سوريا، وهذا كذب مطلق، فالذي حصل العكس، وفي زياراتي لتركيا كان أول موضوع تحدثت فيه مع الرئيس الحالي، رجب طيب أوردوغان، والرئيس السابق عبد الله غول، هو أنه يجب عليهم مد يد العون في منع أي تونسي من الذهاب إلى سوريا، وكان هناك تنسيق بين الدوليتن”.
وأوضح أنهم “ذهبوا إلى أبعد من ذلك، من خلال منع أي شاب يُشَكُ في نيته الذهاب إلى سوريا من مغادرة تونس، وذلك رغم أنه (المرزوقي) حقوقي، والمنع أمر غير قانوني، إلا أنهم فعلوا ذلك لمنع الشباب من الذهاب إلى سوريا”.
وفي نفس السياق، لفت إلى أنه “سمع أن هناك جماعات تريد العودة إلى تونس، وتريد التوبة، وإذا كان هذا صحيحا، ومن أناس لم تتلطخ أيديها بالدم، وأناس غرر بهم، عندها يجب فتح الباب لهم، ولكن يجب الحذر والحيطة، لأن الخطر الكبير أن يكونوا إرهابيين، تعلموا وتدربوا، ويشكلون خطرا على الأمن القومي التونسي”.
كما دعا المرزوقي إلى “عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية في خصوص قضية اللاجئين السوريين، لتدارك الأمر، وإذا لم تستطع عقد قمة عربية للنظر في المأساة السورية، فيدعو إلى تنسيق بين وزراء الداخلية والصحة”.
وتساءل “لماذا النظام العربي لم ينظر في هذه الأزمات، ولماذا عندما تحدث أزمة بهذه الخطورة، لا يجتمع الرؤساء العرب”، مرجعا ذلك إلى أنه “دليل على فشل النظام العربي، والأزمة السورية تشكل انهيارا شاملا للنظام السياسي العربي القديم، وستؤرخ لنهايته”، على حسب قوله.
المصدر : الأناضول