كاميرون من بيروت: سنواصل دعم اللاجئين السوريين في لبنان ماليًا
قال رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون” إن بلاده ستواصل تقديم الدعم المالي للاجئين السوريين في لبنان، واصفًا وجود تنظيم “داعش” الإرهابي على بعد 100 كيلومتر من حدود لبنان بـ”الأمر الخطير”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني “تمام سلام” في السراي الحكومي ببيروت، التي وصلها صباح اليوم الإثنين، أوضح كاميرون “أردت في أول زيارة لي للبنان أن أطّلع بنفسي على أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان”.
ووصل كاميرون، صباح اليوم إلى بيروت، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقًا “قادمًا من لندن على متن طائرة خاصة مع وفد مرافق، في إطار زيارة قصيرة لساعات”، بحسب وكالة الانباء الإعلامية الرسمية.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أنه التقى بعض اللاجئين صباح اليوم (الإثنين) “وكانت فرصة سعيدة للقاء اللاجئين وسررت بالتحدث للاطفال”، لافتًا أنه يدرك أن “الحالة الإنسانية في سوريا تزيد الضغط على لبنان خصوصا قطاع التعليم وغيره لذلك قدمت بريطانيا المزيد من المال من أجل تأمين الطعام ودعم التعليم”.
ووجه تحية إلى “لباقة اللبنانيين لأنهم يستقبلون اللاجئين منذ 4 سنوات”، مضيفًا “جئت لأقول شكرًا للشعب اللبناني الذي يتحمل هذا العبء الكبير”.
وأوضح كاميرون أن بلاده “تقدم 30 مليون جنيه استرليني (نحو 45 مليون دولار أمريكي) للقطاع التعليمي في لبنان وسنستمر في ذلك خلال السنوات المقبلة”، مشيرًا “سنقدم الكتب المدرسية للأطفال في المدارس الرسمية بين عمر 6 و15 عامًا”.
وشدد كاميرون على أن “وجود داعش على بعد 60 ميلًا (نحو 100 كيلومتر) من حدودكم (شرقا) خطير”، مؤكدًا “نقدم الدعم للقوى الأمنية والجيش اللبناني لمحاربة هذا الخطر ونحن هنا نقول إننا سنستمر بدعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية”.
وأثنى كاميرون على سلام الذي يقوم “بعمل هائل في وقت صعب”، مبديًا دعم بلاده للوصول إلى توافق سياسي ينهي الفراغ الرئاسي الذي تعيشه لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 ايار/مايو 2014 وفشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد بسبب خلافات القوى السياسية.
من جهته، قال سلام إن “هذه الزيارة تأتي في وقت عصيب في المنطقة وأوروبا”، مشيرًا أن لبنان “يقع على خط الجبهة الأمامي في مواجهة الأزمات وأبرزها الفراغ الرئاسي والعدد الكبير من اللاجئين السوريين الذي بلغ 1.5 مليون شخص”.
وأوضح سلام أن “هناك تراجعًا في المساعدات الدولية التي لم تصل إلى المستوى المطلوب لمساعدة لبنان”، مضيفًا أن “بريطانيا ساعدت على دعم لبنان بشكل مستمر عبر محاربة الإرهاب ودعم قطاع التعليم”.
وقال “اتفقنا مع كاميرون بشكل كامل على أن مشكلة اللجوء التي وصلت إلى قلب أوروبا لن تتوقف إلا بحل سياسي يوقف الحرب في سوريا، ونعتقد أن بريطانيا العظمى بما لها من علاقات تستطيع لعب دور فاعل في هذا المجال”، مشيرًا “اتفقنا أيضا أن نجاح عملية التصدي للإرهاب في المنطقة يكمن في تقوية نهج المعتدلين وإحلال سلام شامل في المنطقة”.
هذا وقال أحد اللاجئين الذين التقاهم كاميرون، للأناضول، إن “اللاجئين شكوا من تدني نسبة المساعدات بشكل كبير عما كانت عليه سابقًا بل وعدم إيصالها إلى الجميع، فوعدنا كاميرون بزيادة المساعدات من دون أن يتضمن ذلك أي حديث عن فتح باب اللجوء إلى بريطانيا”.
المصدر : الأناضول