سياسة

رئيس النواب الأمريكي يدعو لوقف مؤقت لاستقبال بلاده للاجئين السوريين

دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي “بول رايان”، أمس الثلاثاء، إلى وقف مؤقت لقبول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة، على خلفية هجمات باريس التي وقعت الجمعة الماضية.  

جاء هذا في الوقت نفسه الذي ازداد فيه عدد الولايات الرافضة لاستقبال هؤلاء اللاجئين إلى 27 من أصل 50، وهو أمر دفع منظمة هيومان رايتس ووتش تعتبر هذا الرفض “تشويه” لسمعة البلاد.  وأعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي “رايان” مطلبه في مؤتمر صحفي، عقده أمس، قائلاً “لطالما كانت أمتنا مرحابة، لكننا لانستطيع أن ندع الإرهابيين يستغلون تعاطفنا (بالتسلل بين اللاجئين)، في هذه المرحلة، من الأفضل لنا أن نكون فيها سالمين من أن نصبح نادمين”.  

وتابع قائلا “لذا أعتقد أنه من الحكمة والمسؤولية أن نتوقف مؤقتاً في هذا الجانب عن برنامج اللاجئين حتى نتمكن من التحقق من أن الإرهابيين لايحاولون التغلغل في صفوف اللاجئين”.  

تصريحات “رايان” جاءت كرد فعل على هجمات باريس التي كشفت التحقيقات عن حمل أحد المساهمين فيها لجواز سفر لاجئ سوري لم يتم التحقق بعد إذا ما كان الجواز يعود إلى منفذ العملية أم لا، وهو أمر دفع حاكمي 27 ولاية أمريكية من أصل 50 إلى إعلان رفضهم استقبال اللاجئين السوريين، بعد أن كانوا 16 ولاية فقط.  وتشمل قائمة الولايات الرافضة كلا من آلاباما وأريزونا وآركنساس وفلوريدا وجوجيا وآيداهو وآلنويز وانديانا وآيوا وكنساس ولويزيانا وماين وماستشوستس وميشيغان ومسيسيبي ونبراسكا ونيفادا ونيوهامبشاير ونيومكسيكو ونيوجرسي وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وأوهايو وكارولينا الجنوبية تينيسي وتكساس وويسكونسن.  

وتعتزم الولايات المتحدة على قبول 10 آلاف لاجئ سوري بمعزل عن برامج لجوئها الأخرى للسنة المالية 2016 والتي بدأت مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتنتهي في أخر يوم من سبتمبر/ أيلول من العام القادم.  

من جانبه أعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب “كيفن مكارثي” في المؤتمر نفسه أنه اتفق مع رئيس المجلس على تشكيل فريق مكون من رؤساء لجان مكافحة الإرهاب والأمن القومي، والقوات المسلحة، والتخصيصات المالية، والاستخبارات والأمن الداخلي، والتشريعية، والشؤون الخارجية، لإيجاد “حلول على المدى القريب والمدى البعيد، هذا ليس أمراً يمكن حله في ليلة وضحاها، لكن هنالك قضايا علينا أن نضعها نصب أعيننا عندما يتعلق الأمر باللاجئين”.  

وأكد قائلا “نحن مدركين ما حصل في باريس ومدركين أننا نريد لوطننا أن يكون آمناً”.  من جانبها حذرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الدولية، حكام الولايات الرافضين لاستقبال اللاجئين السوريين بأنهم سيقومون “بتشويه سمعة البلاد كمكان ينعم فيه اللاجئون المتوطنون فيه بالأمان”، بسبب ما وصفته بأنه محاولة قادة هذه الولايات في “إشاعة الخوف” من استقبال اللاجئين.  

ونقل البيان عن مسؤولة مكتب الولايات المتحدة في المنظمة قولها “اللاجئون المستوطنون القادمون من سوريا، قد فروا من الاضطهاد والعنف وقد مروا عبر تدقيق أمني شديد نفذته الحكومة الأمريكية”.  

وكان متحدث الخارجية الأمريكية “مارك”، قد أكد يوم أول أمس بأنه لايملك جواباً على إذا ما كانت الولايات قادرة على رفض أمر من الحكومة الفيدرالية بتوطين هؤلاء اللاجئين لديهم، حيث قال “ليس لدي جواب فيما أذا كانوا قانونياً قادرين على فعل هذا، أعتقد أن على محامينا النظر في هذا”.

واستطرد قائلا “لقد تشاورنا مقدماً وبشكلٍ مستفيض مع هذه الولايات والحكومات المحلية في مختلف انحاء البلاد، بدءً من مكتب المحافظ وحتى قوات فرض الأمن المحلية، فالمدارس والخدمات الاجتماعية وغيرها، وكما تعلمون، فإن أكثر من 180 مدينة ومنطقة في أرجاء البلاد قبلت هؤلاء اللاجئين ورحبوا بهم واقروا بالمساهمة الإيجابية التي يضيفها هؤلاء اللاجئين إلى مجتمعاتهم”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى