سياسة

داود أوغلو : نظام الأسد وداعش سينتصران إن لم يقف العالم بحزم في وجههما  

دعا رئيس الوزراء التركي “أحمد داود اوغلو”، العالم إلى التوحد في مواجهة تنظيم “داعش” من أجل التغلب عليها، مؤكداً استعداد بلاده للدفاع عن سيادتها، ورغبتها في نفس الوقت بالتعاون مع حلفائها لتخفيف حدة التوتر مع روسيا.  

 جاء ذلك في مقال كتبه “داود أوغلو” ونشرته صحيفة التايمز البريطانية اليومية، أمس الخميس، حيث قال فيه “إسقاط الطائرة غير المعروفة في الأجواء التركية لم يكن عملاً موجهاً ضد بلد معين”.  

وتابع “داود أوغلو” قائلا “لقد تحركت تركيا (في حادث إسقاط الطائرة الروسية)، استناداً إلى قواعد الاشتباك المعتمدة، لحماية سلامة وسيادة أراضيها”، مشيراً إلى أن “الحوارات المطلوبة جارية، ورغم أن تدابير الدفاع عن أراضينا لازالت مطبقة، إلا أن تركيا تعمل مع روسيا وحلفائنا لتهدئة التوتر”.

وبخصوص محاربة داعش، رئيس الوزراء التركي دعا المجتمع الدولي إلى “عدم الانقلاب على نفسه، وإلا فإن داعش و نظام الأسد سيكونان هما المنتصرين، فهذه العلاقة التضامنية هي ما تبقي على وجود كليهما”.  

المسؤول التركي تابع قائلا “في أعقاب هجمات باريس، والتي شابهت تلك التي وقعت في أنقرة وغيرها من قبل، كان ينبغي للتركيز أن يتمحور حول معالجة التهديد الدولي الذي يمثله، تنظيم داعش، بشكل أساسي وتأمين مستقبل سوريا والسعي لحل أزمة المهاجرين الحالية”.  

وشدد على أن الأخفااق في هذه المسألة “سيمكن داعش من التوسع في نشر عقيدته البغيضة، على الرد الدولي أن يكون، بمستوى آفة الإرهاب، ويتجاوز المصالح الضيقة”.  

ووصف رئيس الحكومة التركية “داعش” بأنها “تعبد الموت وترفض الحياة ولا علاقة لها بالدين”، مشيراً إلى أن قبول المجتمع الدولي للعالم الإسلامي سيدفع الأخير إلى إثبات هذا الأمر.  

وشدد على ضرورة أن “يفرق العالم غير المسلم بين الإرهابيين وادعائهم المزيف بالشرعية، وبين غيرهم، وألا ينجروا إلى ما يدعو لصدام بين الحضارات. فعدم الاكتراث بأزمات الشرق الأوسط لم يعد خياراً، فنحن بحاجة إلى إعادة النظر في أسلوب عملنا الجماعي”.  

وأعرب عن استعداده إلى “الذهاب لدرجة دعوة روسيا، في هذه المرحلة، كما فعل الرئيس (باراك) أوباما و(رئيس الوزراء البريطاني) ديفيد كاميرون (للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش) لكن علينا أولا أن نقاوم مغريات لعب لعبة اللوم والتركيز على ضمان عمل متناسق”.  

وأوضح أن منفذي الهجمات في باريس وأنقرة وبيروت و الخطوط الجوية الروسي فوق سيناء المصرية، “استهدفوا تقويض المعاملة الإنسانية للاجئين والانسجام بين الأديان في الغرب”.  

ولفت إلى أن “السماح للأصوات المعادية للمهاجرين والمسلمين والسامية باستلاب الخطاب السياسي، سيقوض قدرة أوروبا على تعزيز التسامح بين جميع الأديان والثقافات، لذا فإن تركيا تنضم إلى أولئك الذين يدافعون عن الرؤية الإنسانية لأوروبا، حيث تقدمنا لعضوية الاتحاد الاوروبي تؤكد التزامنا ويمكن اعتبارها حلنا لأزمة اللاجئين”.  

وبيّن “داود أوغلو” أن الوقت قد حان “من أجل الوقوف بحزم ضد داعش، من خلال عمل جماعي يسخر القوى المختلفة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا وغيرهم، ويتمكن من تغيير الموازين”.

المصدر : الأناضول 

زر الذهاب إلى الأعلى