هاجم نظام الأسد مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، والذي تم فيه جمع ثمانية مليارات دولار لصالح السوريين في الداخل بما فيها مناطق سيطرته بشكل أساسي، وفي دول الجوار أيضاً.
وقالت خارجية الأسد في بيان لها إن تكرار بعض الدول الغربية لمواقفها السلبية أمام مؤتمر بروكسل دليل على استمرارها في سياساتها الخاطئة، مشيرة إلى أن “هذه المواقف تهدف إلى حرف الانتباه عن الأسباب الحقيقية لمعاناة السوريين، المتمثلة في دعم من سمتها التنظيمات الإرهابية وفرض التدابير القسرية الانفرادية واللاإنسانية، على حد زعمها.
وأضافت أن بعض الدول الغربية تؤكد الاستمرار في سياساتها التي دأبت على اتباعها تجاه سوريا لأكثر من عشر سنوات وحتى الآن، والمبنية على رواياتها الملفقة، ونواياها الخبيثة، وفق زعم البيان.
وتابعت أنه “خلافاً للمقاربة غير المقبولة التي درج على تبنيها منظمو المؤتمر، أظهرت المواقف الموضوعية التي عبّرت عنها بعض الدول خلال المؤتمر، الحاجة إلى اتباع مقاربة مختلفة تقوم على دعم جهود تعزيز مشاريع التعافي المبكر بما يُسهم في الارتقاء بالوضع الإنساني والمعيشي للسوريين، ويسمح بالعودة الكريمة للاجئين السوريين إلى ديارهم”.
وكان المانحون الدوليون في بروكسل، تبرعوا بنحو ثمانية مليارات دولار على شكل منح وقروض لدعم السوريين المتضررين من الحرب.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس فإن هذه التعهدات تجاوزت مبلغ أربعة مليارات دولار الذي ناشدت الأمم المتحدة لجمعه، لكنها مثلت انخفاضاً كبيرا مقارنة بالمبالغ التي تم التعهد بها في السنوات السابقة، ما يعكس تعثر سعي المانحين في ظل تركيز انتباه العالم على صراعات أخرى، بما في ذلك الحروب في أوكرانيا والسودان، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وخلال مؤتمر العام الماضي، تعهد المانحون بتقديم عشرة مليارات دولار، وذلك بعد بضعة أشهر من الزلزال في تركيا وشمالي سوريا.
والمبلغ المعلن هذا العام، مخصص للسوريين داخل البلاد التي مزقتها الحرب، وكذلك لنحو 5.7 ملايين لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن المجاورة، والتي تعاني من أزمات اقتصادية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المفوض الأوروبي المسؤول عن المساعدات الإنسانية، يانيز لينارسيتش، قوله إنه بالإضافة إلى منح أكثر 5 مليارات دولار وعد المانحون بتوفير 2,5 مليار دولار أخرى على شكل قروض.
وتعهّد الاتحاد الأوروبي بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة.
وأوضح جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بداية المؤتمر، أن عودة اللاجئين إلى ديارهم ليست أحد الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال بعد.
وقال “بينما يرغب الاتحاد الأوروبي في أن تكون العودة للوطن خياراً واقعياً لجميع اللاجئين في كل مكان وعلى الدوام، فإننا نتفق مع نظام الأمم المتحدة على أن الظروف السائدة حاليا للعودة الآمنة والطوعية والكريمة إلى سوريا غير متوفرة”.
وأضاف بوريل: “نُصرُّ على أن نظام الأسد هو الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن هذه الأوضاع”، مشيراً إلى أن التكتل يتعهد بتقديم 560 مليون يورو في 2024 و 2025 لدعم اللاجئين في سوريا ولبنان والعراق والأردن و مليار يورو أخرى لتركيا.